نقترب خطوة خطوة من
الانتخابات النيابية التركية التي ستجرى في العام 2015، كافة الانتخابات التركية هامة، لكن هذه الانتخابات مصيرية للغاية، لما تحمله من خصائص مهمة.
النتائج التي ستسفر عنها هذه الانتخابات، ستحدد مصير "
تركيا الجديدة"، بل وستعطي مؤشرات لعدد من التطورات متعددة الجوانب. والبروفيسور "أحمد داود أوغلو"، يستعد لهذه الانتخابات التي سيخوضها بصفته رئيسا للوزراء، بحرص شديد، وهو يضع أمامه هدفاً واحداً يتمثل في "فوز حزبه بالمركز الأول، والحصول على 50% من الأصوات، ونجاح 335 مرشحا على الأقل من مرشحي الحزب". وحزب "العدالة والتنمية" الذي سيعطي إشارة البدء للانتخابات، أخذ يسرع من أداء تشكيلاته وأجهزته المختلفة.
وعلى الجانب الآخر، تتواصل حالة الاضطراب في حزب "الشعب الجمهوري" المعارض الذي لم يفز بأي انتخابات منذ سنوات، تلك الحالة التي أسفر عنها المشهد السلبي الذي مازال مستمرا في استطلاعات الرأي التي تجري بشأن تلك الانتخابات. وفي الوقت الذي يسعى فيه الحزب المعارض للبحث عن حلٍ مؤقتٍ للحزبية، نراه يحاول الحد من ردود الأفعال الغاضبة التي شهدتها أوساطه، حيال انضمام "محمد بكار أوغلو" له.
وحزب "الحركة القومية" لازال يعاني من مخاوف الحصول على أقل من نسبة 10% من إجمالي الأصوات. ومن أحد أسباب تعزيز هذه المخاوف، الدعم الشعبي المتنامي الذي حازت عليه حملات "المحافظين القوميين" التي أطلقها حزب "العدالة والتنمية" تحت قيادة "داود أوغلو".
أما حزب "الشعوب الديمقراطي" فقد خسر النقاط الإيجابية التي حصل عليها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بسبب دعواته للفوضى في البلاد في الأحداث التي شهدتها مؤخرا. وهناك أقاويل توضح أن المؤشرات التي تؤكد أن المعارضة لن تكون بديلا للحزب الحاكم في تلك الانتخابات، قد دفعت المعارضة إلى البحث عن مهندسي السياسة.
1- أعداء الأمس، وأصدقاء اليوم، يسعون لتكوين شبكة علاقات من شأنها التأثير على مستقبل "تركيا الجديدة"، وعلى انتخابات العام 2015 المصيرية. وهذه الشبكة يمكننا توضحيها كالتالي: "حزب (الشعب الجمهوري)- ومجموعة (دوغان) الإعلامية، والعلاقات بين إسرائيل وألمانيا العميقة/الصداقة القائمة بين الجماعة و(الشعب الجمهوري) ومجموعة (دوغان) الإعلامية/العلاقة بين ميدان تقسيم/ومتظاهري منتزه (غزي) والمحافظين الجدد بالولايات المتحدة/الشراكة بين اليساريين والاشتراكيين الأتراك وبريطانيا/الصداقة بين ألمانيا العميقة و(بي كا كا)/ والعلاقات بين إسرائيل و(بي كا كا) التي لم تغيب أبداً عن المشهد".
2- الشواهد تشير إلى أن جماعة "فتح الله كولن"، ربطت مصيرها بالانتخابات النيابية المقبلة، لا سيما بعد الضربات المتتالية التي تلقتها بدءا من محاولتي الانقلاب في 17 و25 كانون الثاني/ديسمبر الماضي، مرورا بالانتخابات المحلية، ومن بعدها الرئاسية، ومؤخرا انتخابات المجلس الأعلى للقضاة والمدعين العامين. ومن الملفت للانتباه أنها تجري جهودها في اتجاهين معاً هما: تأسيس حزب جديد والدخول بالحزب الذي سيتم تأسيسه في تحالف مع بعض الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة. كأن يتحد مع حزب "الوحدة الكبرى" الذي يترأسه "مصطفى دَسْتَجي"، و"حزب المركز" الذي يترأسه "عبد الرحيم قارصلي".
ولقد سربت الصحافة التركية، في الآونة الأخيرة، أنباءً عن عقد رجل الدين التركي "فتح الله كولن" اجتماعا سريا، في هذه الأيام التي تشهد تحركات في الشارع من قبل الجماعة، وأوضحت الأنباء أن الاجتماع انعقد في الـ11 من الشهر الجاري، وشارك فيه كل من "نعيم شاهين" و"إدريس بال" اللذان استقالا من قبل من حزب "العدالة والتنمية"، فضلا عن ممثلين عن حزب "الوحدة الكبرى"، وبعض المنظمات الأهلية، وبعض ممثلي وسائل الإعلام المعروفة بولائها للجماعة. وذكرت الأنباء التي تم تسريبها أن هذا الاجتماع شهد حديث المجتمعين عن تشكيل كيان جديد يحمل اسم "الحزب القومي".
وكان "إدريس بال" النائب المستقل بالبرلمان – صار مستقلا بعد استقالته من "العدالة والتنمية – والذي أمره "كولن" بإجراء اتصالاته ومباحثاته من أجل تأسيس الحزب الجديد، كان قد قال: "لقد عقدنا عدة لقاءات مع ممثلين لقطاعات مختلفة، وبعد عمل طويل، وصلنا إلى مرحلة ما". ومن جانبها قالت الصحفية "نفّال سَفِنْدي" التي شاركت في الاجتماع الأخير مع "بال": "لقد تم الحديث عن سبل تأسيس حزب جديد".
النتيجة: أخصص جملي الأخيرة، لعرض ما قاله "حسين غولرجه" – كان أحد المقربين من "فتح الله كولن"- الذي بدأ يسلط الضوء على الغرفة المظلمة لـ"كولن"، في آخر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، نشرها مع عدة تغريدات أخرى قال فيها رأيه بعد منعه من مواصلة كتابة مقالاته في صحيفة "زمان" المحسوبة على الجماعة، فقال في هذه التغريدة: "ما حدث في 7 شباط/فبراير، كان بمثابة إعلان حرب. وتحقيقات 25 كانون الأول/ديسمبر كانت هجوما شاملاً. ولقد حاولت إيقافها، لكن تم منعي من خلال إلصاق تهم بي".
الكلمة الأخيرة: اللهم احفظ تركيا من كافة أشكال الانقلابيين.
عن تقويم التركية