سيحضر مؤتمر الكويت وفود من عدة دول عربية - أرشيفية
يتزايد القلق لدى الولايات المتحدة من تصاعد قوة ونفوذ تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، خاصة مع الطفرة الاعلامية والمالية التي يشهدها والتي تحولت الى مصدر قلق كبير ليس للأمريكيين فقط وإنما للعديد من الدول في العالم.
وتعتزم الولايات مؤتمر دولي بالكويت يوم الاثنين المقبل لمواجهة الآلة الدعائية لتنظيم "داعش"، فيما أعلنت واشنطن رسمياً أن "داعش" هو التنظيم الارهابي الأغنى في العالم بفضل عوائده النفطية التي تدر عليه دخلاً يومياً يتجاوز المليون دولار.
وحسب بيان لوزارة الخارجية الأمريكية فان مساعد الوزير للشؤون الدبلوماسية والعلاقات العامة ريتشارد ستينغل يسافر إلى دولة الكويت لإدارة مؤتمر للتحالف الدولي لمحاربة داعش.
وأضاف البيان أن "ستينغل سيرأس الوفد الأمريكي في هذا المؤتمر الذي ينعقد في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، والذي سيبحث كيفية محاربة الرسائل العنيفة والمتطرفة التي تبثها داعش عبر وسائل الإعلام المتنوعة في المنطقة".
وبحسب البيان ذاته: "سيحضر المؤتمر الذي تستضيفه الحكومة الكويتية وفود من: البحرين وتركيا والسعودية والعراق ومصر وفرنسا والأردن ولبنان وعمان وقطر والمملكة المتحدة والإمارات".
ولفت البيان إلى أن المؤتمر "سيتضمن تبادلاً عميقاً للآراء لزيادة التعاون بين دول الحلف في مجال محاربة دعاية التنظيم المتطرف".
التنظيم الأغنى
في غضون ذلك، أكد مساعد وزير الخزانة الاميركي المكلف بمكافحة الارهاب إن تنظيم الدولة الاسلامية هو "على الأرجح التنظيم الارهابي الأفضل تمويلاً" بفضل عائداته النفطية وحصوله على فديات وممارسته الابتزاز.
وقال ديفيد كوهين في خطاب ألقاه في واشنطن "باستثناء بعض التنظيمات الارهابية التي تحظى بدعم دول، فان الدولة الاسلامية هو على الارجح التنظيم الارهابي الافضل تمويلاً الذي نواجهه".
وأوضح كوهين في مداخلته في مركز كارنيغي ان استخراج النفط من الحقول في سوريا والعراق ومعاودة بيعه في السوق السوداء يدران نحو مليون دولار يوميا على هذا التنظيم منذ منتصف حزيران/يونيو.
وندد ببيع هذا النفط الى اكراد في العراق يعاودون بيعه في تركيا، لكنه اكد ان السلطات التركية والكردية في العراق "التزمت مكافحة تهريب النفط". وتحدث ايضا عن مؤشرات الى ان هذا النفط يباع ايضا الى نظام الرئيس السوري بشار الاسد، واصفا هذا الامر بانه "اشارة اضافية الى فساد" النظام السوري.
ولفت كوهين الى ان الضربات الجوية الاخيرة "بدات باضعاف قدرات الدولة الاسلامية على تحصيل عائدات من هذا التهريب"، مشددا على ان "اي طرف يبيع النفط المسروق من جانب الدولة الاسلامية سيتعرض لعقوبات مالية".
وأضاف: "لسنا قادرين فقط على عزلهم من النظام المالي الاميركي وتجميد انشطتهم، بل سيواجهون ايضا صعوبات جدية في العثور على مصرف بهدف ايداع اموالهم والقيام بعملياتهم". واكد انه فخور بان وزارة الخزانة الاميركية هي "واحدة من وزارات المال القليلة في العالم التي تملك وكالة استخباراتها الخاصة".
وبحسب كوهين فان "داعش" حصل "على عشرين مليون دولار على الاقل من الفديات هذا العام"، وحض كل الدول على رفض دفع تلك الفديات. وقال أيضاً: "نضاعف الجهود من اجل تبني التفاهم الدولي حول هذه القضية في شكل أوسع".
وشدد على ان "عمليات الخطف مقابل فديات تشكل التهديد الارهابي الاكثر دلالة اليوم"، مبديا اسفه لكون "داعش" تلقى في الربيع الفائت "دفعات عدة تقدر بملايين الدولارات" مقابل الافراج عن صحافيين ورهائن من مختلف الدول الاوروبية.
من جهة اخرى، اعتبر المسؤول الاميركي ان طموح الدولة الاسلامية للسيطرة على مزيد من المناطق سيشكل "عبئا ماليا" على التنظيم، وقال ان "محاولة السيطرة على مدن واراض في العراق وسوريا وتامين حد ادنى من الخدمات العامة للسكان الذين يسعى التنظيم الى اخضاعهم يكلفان غاليا"، لافتا الى ان الموازنة الرسمية العراقية للمحافظات التي تحتلها الدولة الاسلامية حاليا تتجاوز ملياري دولار.
واضاف "هذا يتجاوز الى حد بعيد عائدات الدولة الاسلامية (...) هذا يعني ان التنظيم عاجز ببساطة كلية عن تلبية الحاجات الاساسية للسكان الذين يسعى الى السيطرة عليهم"، مشيرا الى حصول انقطاع متكرر للكهرباء في محافظة الموصل العراقية.