وقعت
بريطانيا وقطر اتفاقا أمنيا للمشاركة في المعلومات الاستخبارية، وتعميق
التعاون بين الوكالات الأمنية بين البلدين؛ لمواجهة تهديد الجهاديين العالميين والحرب السايبرية.
وحسب دبلوماسيين فإن مذكرة التفاهم بين البلدين تعتبر أهم إنجاز نتج عن المحادثات بين الأمير تميم بن حمد آل خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون. وفق صحيفة "فايننشال تايمز".
وتؤكد الصحيفة وفق تقرير لها أنه سيتم تعزيز التعاون بين
القطريين والبريطانيين في مجال الدفاع الرقمي، من خلال التعاون مع مؤسسة التنصت البريطانية "جي سي أتش كيو"، حسب مسؤولين اطلعوا على مذكرة التفاهم.
وتقول الصحيفة إن الأمن السايبري يعتبر من ضمن الجوانب التي تضمنتها مذكرة التعاون لمكافحة الإرهاب، وتقديم النصح للحكومة القطرية حول تحسين الإجراءات المتعلقة بالأمن في مؤسسات الحكومة القطرية، وبيع المنتجات البريطانية والخبرات في هذا المجال لإمارة قطر.
وترى الصحيفة أن صعود "تنظيم الدولة" المعروف بـ"
داعش"، دعا وبحاجة ماسة إلى التعاون بين الغرب ودول الخليج؛ فعلاقة قطر القريبة من الجماعات المعارضة لنظام بشار الأسد في سوريا، وكذلك موقعها المهم في منتصف الخليج، جعلها حليفا مهما لعدد من المؤسسات الأمنية الغربية، رغم مظاهر عدم الراحة من علاقة الإمارة مع عدد من المنظمات الإسلامية.
ويلفت التقرير إلى أن دولة قطر تعرضت لهجمات من جاراتها في الخليج، وكذلك من الولايات المتحدة؛ بسبب علاقتها مع الإخوان المسلمين، وعلاقتها مع عدد من الجماعات المتشددة التي تحارب الأسد.
وبحسب تقارير، فقد حذرت الحكومة البريطانية الأسبوع الماضي القطريين من ارتباطهم بجماعة الإخوان المسلمين، رغم أن الطرفين قللا من أهمية الخلافات واللهجة فيما يتعلق بالجماعة، وفق الصحيفة.
ويبين التقرير أن دولة قطر لا تزال تلعب دورا مهما في العمليات العسكرية ضد "داعش"، حيث تنطلق المقاتلات الأمريكية من قاعدة العيديد الجوية، والتي تعتبر مقر القيادة المركزية الأميركية الوسطى، كما تعتبر مقر قيادة العمليات البريطانية ضد "داعش".
وتنقل الصحيفة عن مسؤول في وزارة الداخلية البريطانية قوله "نحن سعيدون بالشراكة مع حكومة قطر"، مضيفا "سيوسع الاتفاق الأمني ويعمق العلاقات الأمنية بين حكومتي البلدين". وستدفع حكومة قطر كلفة الترتيبات المتعلقة بالاتفاقات الأمنية.
وتجد "فايننشال تايمز" أن الاتفاق يأتي في وقت أصبحت فيه الشراكة في المعلومات السايبرية ورقة مقايضة للقوى الغربية مثل بريطانيا والولايات المتحدة، والتي توسع من خلالها عملياتها على السايبر.
ومثل بقية دول الشرق الأوسط، فقطر تحاول بجهد تطوير نظام دفاعي سايبري، بعد الهجوم الذي شل أجهزة شركة النفط السعودية أرامكو، وكان قريبا من محو كل سجلات الشركة للعامين الماضيين.
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن دولة قطر تضخ المصادر المالية والخبراء لتطوير قطاع الدفاع السايبري، وكذلك تناقش عمليات التعاون الأمني، وتمت أثناء زيارة الأمير مناقشة قضايا أخرى، تتعلق بالاستثمار القطري في بريطانيا.