ملفات وتقارير
بعد اعتقال بشر.. هل انتهت فرص المصالحة في مصر؟
لندن - عمر عويس
20-Nov-14
07:57 PM
شارك
أثار قيام السلطات المصرية باعتقال الدكتور محمد علي بشر، الذي يعد أبرز قياديي التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب داخل مصر، الخميس، جدلاً حول إذا كانت هذه الخطوة تمثل غلقاً نهائياً لملف المصالحة بين أطراف الصراع، حيث إن "بشر" كان يعدّ بمثابة شعرة معاوية، التي كان يحاول النظام الإبقاء عليها، إلا أن هذه الشعرة قد قطعت اليوم، بحسب مراقبين.
وقررت النيابة المصرية، مساء اليوم الخميس، حبس القيادي بجماعة الإخوان المسلمين محمد علي بشر، 15 يوماً، على ذمة التحقيق في تهم من بينها "التخابر مع دول أجنبية"، بحسب مصدر قضائي.
من جانبه، قال أمين لجنة العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة والقيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين، محمد سودان: "اعتقال د. بشر هو رسالة من النظام الانقلابي إلى الإخوان الذين ينوون المشاركة في حراك 28 نوفمبر، مفادها أنه لا رجعة في الطريق الذى اختاره السيسي لمصر، وأنه لن يبقى ولن يذر، ولن يسمح بـ 28 يناير أخرى، ولن يقبل بجمعة غضب أخرى، وطبعاً المقصود هو "اضرب المربوط يخاف السائب".
وأضاف في تصريح لـ"عربي 21" :"السيسي واهم، فالقضية ليست الآن إخوان فقط، بل كل الشعب المصري بمختلف طوائفه، حتي الذين كانوا معه في خديعة 30 يونيو، اكتشفوا أخيراً أنهم كانوا في شرك كبير نصبه السيسي لهؤلاء الفئة، وأنهم كانوا ضحية إعلام الانقلاب".
وتابع سودان: "وهناك احتمال ثانٍ لهذه الخطوة التي قد تكون رداً على البيان السعودي برأب الصدع المصري بأن الحوار لا مكانة له عند نظام السيسي الذي لا يعرف إلا لغة القوة والقمع، وهو الذى حوّل القضاء المصري إلى أداة قمع]، وأصبح مسيساً بامتياز، بل أصبح أضحوكة قضاء العالم كله".
ورأى رئيس حزب الأصالة والقيادي بتحالف دعم الشرعية، إيهاب شيحة، أن نظام السيسي مغلق لأي باب حوار، ليس من الآن، وإنما منذ اليوم الأول للانقلاب.
وأضاف في حديثه لـ"عربي 21": " ويأتي اعتقال د. بشر في ظل حالة الهلع من التصعيد الذي بدأ مع بداية العام الدراسي والحراك الطلابي، ثم عودة حراك حركات ثورية مختلفة في الشارع، وهو ما استشعر معه عسكر مصر أنه قد تتلاقى جميع القوى في الشارع المصري".
ولفت شيحة إلى الخطرين الذين استشعرهما السيسي على نظامه الانقلابي وهما "التواصل الداخلي الخارجي والذي فشلوا في شرخه، والتصعيد الشعبي من تيارات مختلفة والذي فشلوا في شيطنته".
وأكد أن التحالف مستمر، وسيكون اعتقال بشر دافعاً كبيراً لزيادة الحراك للتصعيد ضد بلطجية السيسى ومجرمي الداخلية".
الاعتقال لا يوقف الحركة
من جهته، قال مصطفي البدري، القيادي بتحالف دعم الشرعية والجبهة السلفية: "مازالت السلطة الانقلابية القمعية تمارس هوايتها في اعتقال القيادات والرموز السياسية قبل الأحداث المهمة، ما يدل على تألمها وتخوفها من انتفاضة الشباب المسلم المنتظر نزولها للشوارع والميادين في 28 من الشهر الجاري إضافة إلى التحركات المتعلقة بـ 25 يناير".
وأضاف – في تصريح لــ "عربي 21": "هذا في الحقيقة غباء مفرط، حيث إن التجربة أثبتت أن اعتقال القيادات لا يوقف الشباب عن الحركة ، بل إن الشباب يتحركون عند غياب القيادات بشكل أقوى وبدون سقف، ولذلك أؤكد أن كل هذا القمع يصبّ في مصلحة الثورة، وما أشبه اليوم بالبارحة عندما فعلوا ذلك قبل 25 يناير 2011، وكانت النتيجة مفاجأة لهم وللعالم بالثورة التي مازالت متحركة إلى الآن، والتي نستبشر أن تحقق أهدافها قريبا بإذن الله".
وأشار "البدري" إلي أن التحالف يتوقع ما وصفه بالغباء والحمق، كاشفاً عن أنه أعد البدائل التي قد يعلن عنها وقد لا يعلن (حسب الرؤية الواقعية لهم في مصر).
وشدّد علي أن انتفاضة الشباب المسلم لا تعرف لانتصارها سبيلا سوى بمعاقبة كل من أجرم في حقها، كلٌّ بحسب جُرْمِه، كما قال تعالى: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}. مضيفاً :" علما بأننا كل يوم بفضل الله نكسب الكثير من الأعضاء الجدد ومع كل ضربة أمنية تتزايد أعداد المنضمين لحملة الانتفاضة".
من جهته أكد وكيل لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشوري السابق والقيادي في جماعة الإخوان عز الدين الكومي، في تعليقه حول تأثير هذه الخطوة علي الحوار والمصالحة مع سلطة الانقلاب، أن: "النظام هو فقط يراوغ من أجل كسب الوقت، فكان يطرح بين الحين والآخر مبادرة للحوار عبر وسطاء له، لكنه لم يكن أبدا جاداً، لأنه يعلم قبل غيره أن أي حوار أو أي مصالحة تغفل دماء الشهداء والمعتقلين محكوم عليها بالفشل".
وأكد في حديثه لـ"عربي21" أن النظام "فقط يطرح هذه المبادرات بزعم أنه يمد يده، لكن التعنت يأتي من الطرف الآخر - على حد زعمه- وباب الحوار مغلق تماما منذ أيام مبادرة كاترن آشتون ووليم برنز، وكلها كانت فقط مجرد تسلية، ليس فيها أي نوع من الجدية".
مطالب قمة الرياض
الدكتور حمزة زوبع، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، رأى أن هذا الأمر طبيعي وعادي، وكأن السيسي" يرد على مطالب قمة الرياض ويقول لهم "أنا الحكومة.. أنا المسيطر"، مضيفاً :" هذا غباء يمكن وضعه إلى جانب الفشل، ويكون الناتج استبدادا وتخلفا وفاشية".
وشدّد – في تصريح لـ"عربي 21"- علي أن الثورة مستمرة، وأن نضالهم لن يتوقف حتى يستعيدوا الدولة والثورة المخطوفة من قبل جنرالات الجيش.
أما عضو الهيئة العليا بحزب الوسط عمرو عادل، فقال إن "بشر" كان من القيادات البارزة في التحالف الوطني، وربما كان مستغرباً أن يتم القبض علي رموز من كافة تيارات التحالف والإبقاء علي "بشر"، ولكن العسكر كان يريد ترك نافذة مفتوحة لحل المشكلة بوجود أحد يستطيع التفاوض معه.
وتابع- في تصريح لـ"عربي 21"- :"عندما أيقن أن الأمور والظروف والواقع تجاوز كل ذلك، وأن حالة الاحتقان وصلت لمستويات غير مسبوقة، وأن الثورة لن تتراجع إلي الخلف، قرر عدم جدوي بقاء "بشر" لإرسال رسالة تهديدية إلي الثورة أنهم مستمرون في القمع للنهاية، ولن يتراجعوا، لعل هذا الاعتقال يحدث حالة ارتباك لدي التخالف والثوار، وأعتقد أن هذا لن يحدث، وهو يدل علي فزع الانقلاب، وتصدع أركانه للإقدام علي هذه الخطوة الفاصلة مع كل التيارات الثورية".
التحالف يدين
وندد تحالف دعم الشرعية باعتقال وزير التنمية المحلية في حكومة د.هشام قنديل، مؤكداً رفضه استمرار ما وصفه بالهجمة المسعورة ضد مكونات التحالف وأعضائهم، سواء في الجبهة السلفية أو حزب التوحيد العربي، وضد أبناء وبنات الحركة الطلابية الثائرة.
وقال- في بيان له وصل "عربي 21"- إن "الانقلاب أصيب بحالة من هيستريا الثور المذبوح، بعد تزايد الرفض الشعبي له، وقوة الفعاليات الرافضة لوجوده، وإن "بشر" لاشك خسارة جديدة وكبيرة للساحة السياسية المصرية، ولكنه لن يؤثر في خيارات التحالف أو مساره إلا بمزيد من الإصرار على إسقاط نظام الدم والعمالة"، حسب قوله.
ورأى الدكتور محمد شريف كامل، المتحدث الرسمي باسم المجلس الثوري، أن اعتقال "بشر" يمثل تصعيداً جديداً للانقلاب الذي تصور من قبل أن بقاء بعض رموز حكومة هشام قنديل خارج المعتقل سيكون عامل ضغط وتهديد يسمح للنظام بتمرير مبادراته التي وصفها بالوهمية، والذي فوجئ بعكس ما توقع.
وأضاف – في تصريح لـ"عربي 21"- :"جاء ذلك التصعيد لينال الموقعين على بيان وحدة الثورة في ذكري محمد محمود، والذي يسعى لتوحيد قوى الثورة، وهو ما يخشاه النظام الفاشي، ومحاولة فاشلة لضرب نداء 28 نوفمبر الذي تحول هو الآخر لنداء وحدة صف الثورة.
وتابع :" ولا ينسينا ذلك ما تم في ذات اليوم من قصف أهلنا في سيناء بالطائرات، وتحويل رفح المصرية لخراب، وهو كل ما يبشر به إرهاب الطغمة الحاكمة في مصر. إن الثور الهائج الذي يحطم مصر ويسعى لوأد ثورتها لن يتورع عن أي عمل حقير لتنفيذ مخططة، واعتقال د. بشر ما هو إلا حلقة من سلسلة حلقات إرهاب دولة الظلم".
خنق سبل الحوار
بدوره، قال أحمد عبد الجواد، رئيس حزب البديل الحضاري (تحت التأسيس)، :" أدهشنا اليوم بشر أحد أهم وأبرز قيادات الإخوان المسلمين في مصر، فهو من القلائل جداً من قيادات الإخوان الذين يمتلكون سلاسة التحاور والتشاور داخلياً وخارجياً، حتى أن كل وفود الدبلوماسية الدولية تكون حريصة كل الحرص على مقابله الرجل، وهو الذى ظل يعمل في وضح النهار".
وفي تصريح لـ"عربي 21"، أكد أن إقدام سلطة الانقلاب على اعتقال "بشر" إنما هي رسالة واضحة لا لبس فيها عن إصرار السيسي على خنق وإغلاق كل السبل والطرق الكفيلة بإعلاء صوت العقل والاعتدال، مشدّداً علي أن السيسى يدفع الوطن دفعاً وبسرعة الصاروخ لمصير أسود مجهول ويحرض على القضاء على سلمية الثورة المصرية التي لم تتوقف يوماً.
وذكر أن السيسى يؤكد كل لحظة أن بقاءه في سدة الحكم في مصر خطر داهم ومستمر على وحده الوطن وسلامة أراضيه، خاصة أن تصرفاته وقراراته لا تخدم إلا إسرائيل وأمريكا التي وصفها بأنها راعية الانقلاب والفوضى، لافتاً إلي أنه لا يستبعد أن يكون السيسي قد تلقى أمراً مباشراً وصريحاً من ملك السعودية وحاكم الإمارات العربية المتحدة في استكمال حربهم على كل ما يمت للإسلام السياسي المعتدل.
بينما وصف المهندس موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، نجاح أجهزة الأمن في القبض علي "بشر"، بأنه ضربة موجعة لمن وصفهم بدعاة إسقاط مصر في 28 نوفمبر.
وزعم الحزب في بيان له، وصل "عربي 21"، أن "بشر" يعد أحد أدوات التنظيم الدولي للإخوان لتنفيذ مخطط حرق مصر وسفك دماء المصريين، مشيراً إلي أنه ينتظر سقوط رموز الإخوان الأخرى من "دعاة التحريض على ما زعموه بثورة إسلامية بالسلاح، والذين ينفذون مخططاً أجنبيا لإثارة الفوضى في البلاد وجر مصر إلى مستنقع العنف"، بحسب بيانه.
وقررت النيابة المصرية، مساء اليوم الخميس، حبس القيادي بجماعة الإخوان المسلمين محمد علي بشر، 15 يوماً، على ذمة التحقيق في تهم من بينها "التخابر مع دول أجنبية"، بحسب مصدر قضائي.
من جانبه، قال أمين لجنة العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة والقيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين، محمد سودان: "اعتقال د. بشر هو رسالة من النظام الانقلابي إلى الإخوان الذين ينوون المشاركة في حراك 28 نوفمبر، مفادها أنه لا رجعة في الطريق الذى اختاره السيسي لمصر، وأنه لن يبقى ولن يذر، ولن يسمح بـ 28 يناير أخرى، ولن يقبل بجمعة غضب أخرى، وطبعاً المقصود هو "اضرب المربوط يخاف السائب".
وأضاف في تصريح لـ"عربي 21" :"السيسي واهم، فالقضية ليست الآن إخوان فقط، بل كل الشعب المصري بمختلف طوائفه، حتي الذين كانوا معه في خديعة 30 يونيو، اكتشفوا أخيراً أنهم كانوا في شرك كبير نصبه السيسي لهؤلاء الفئة، وأنهم كانوا ضحية إعلام الانقلاب".
وتابع سودان: "وهناك احتمال ثانٍ لهذه الخطوة التي قد تكون رداً على البيان السعودي برأب الصدع المصري بأن الحوار لا مكانة له عند نظام السيسي الذي لا يعرف إلا لغة القوة والقمع، وهو الذى حوّل القضاء المصري إلى أداة قمع]، وأصبح مسيساً بامتياز، بل أصبح أضحوكة قضاء العالم كله".
ورأى رئيس حزب الأصالة والقيادي بتحالف دعم الشرعية، إيهاب شيحة، أن نظام السيسي مغلق لأي باب حوار، ليس من الآن، وإنما منذ اليوم الأول للانقلاب.
وأضاف في حديثه لـ"عربي 21": " ويأتي اعتقال د. بشر في ظل حالة الهلع من التصعيد الذي بدأ مع بداية العام الدراسي والحراك الطلابي، ثم عودة حراك حركات ثورية مختلفة في الشارع، وهو ما استشعر معه عسكر مصر أنه قد تتلاقى جميع القوى في الشارع المصري".
ولفت شيحة إلى الخطرين الذين استشعرهما السيسي على نظامه الانقلابي وهما "التواصل الداخلي الخارجي والذي فشلوا في شرخه، والتصعيد الشعبي من تيارات مختلفة والذي فشلوا في شيطنته".
وأكد أن التحالف مستمر، وسيكون اعتقال بشر دافعاً كبيراً لزيادة الحراك للتصعيد ضد بلطجية السيسى ومجرمي الداخلية".
الاعتقال لا يوقف الحركة
من جهته، قال مصطفي البدري، القيادي بتحالف دعم الشرعية والجبهة السلفية: "مازالت السلطة الانقلابية القمعية تمارس هوايتها في اعتقال القيادات والرموز السياسية قبل الأحداث المهمة، ما يدل على تألمها وتخوفها من انتفاضة الشباب المسلم المنتظر نزولها للشوارع والميادين في 28 من الشهر الجاري إضافة إلى التحركات المتعلقة بـ 25 يناير".
وأضاف – في تصريح لــ "عربي 21": "هذا في الحقيقة غباء مفرط، حيث إن التجربة أثبتت أن اعتقال القيادات لا يوقف الشباب عن الحركة ، بل إن الشباب يتحركون عند غياب القيادات بشكل أقوى وبدون سقف، ولذلك أؤكد أن كل هذا القمع يصبّ في مصلحة الثورة، وما أشبه اليوم بالبارحة عندما فعلوا ذلك قبل 25 يناير 2011، وكانت النتيجة مفاجأة لهم وللعالم بالثورة التي مازالت متحركة إلى الآن، والتي نستبشر أن تحقق أهدافها قريبا بإذن الله".
وأشار "البدري" إلي أن التحالف يتوقع ما وصفه بالغباء والحمق، كاشفاً عن أنه أعد البدائل التي قد يعلن عنها وقد لا يعلن (حسب الرؤية الواقعية لهم في مصر).
وشدّد علي أن انتفاضة الشباب المسلم لا تعرف لانتصارها سبيلا سوى بمعاقبة كل من أجرم في حقها، كلٌّ بحسب جُرْمِه، كما قال تعالى: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}. مضيفاً :" علما بأننا كل يوم بفضل الله نكسب الكثير من الأعضاء الجدد ومع كل ضربة أمنية تتزايد أعداد المنضمين لحملة الانتفاضة".
من جهته أكد وكيل لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشوري السابق والقيادي في جماعة الإخوان عز الدين الكومي، في تعليقه حول تأثير هذه الخطوة علي الحوار والمصالحة مع سلطة الانقلاب، أن: "النظام هو فقط يراوغ من أجل كسب الوقت، فكان يطرح بين الحين والآخر مبادرة للحوار عبر وسطاء له، لكنه لم يكن أبدا جاداً، لأنه يعلم قبل غيره أن أي حوار أو أي مصالحة تغفل دماء الشهداء والمعتقلين محكوم عليها بالفشل".
وأكد في حديثه لـ"عربي21" أن النظام "فقط يطرح هذه المبادرات بزعم أنه يمد يده، لكن التعنت يأتي من الطرف الآخر - على حد زعمه- وباب الحوار مغلق تماما منذ أيام مبادرة كاترن آشتون ووليم برنز، وكلها كانت فقط مجرد تسلية، ليس فيها أي نوع من الجدية".
مطالب قمة الرياض
الدكتور حمزة زوبع، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، رأى أن هذا الأمر طبيعي وعادي، وكأن السيسي" يرد على مطالب قمة الرياض ويقول لهم "أنا الحكومة.. أنا المسيطر"، مضيفاً :" هذا غباء يمكن وضعه إلى جانب الفشل، ويكون الناتج استبدادا وتخلفا وفاشية".
وشدّد – في تصريح لـ"عربي 21"- علي أن الثورة مستمرة، وأن نضالهم لن يتوقف حتى يستعيدوا الدولة والثورة المخطوفة من قبل جنرالات الجيش.
أما عضو الهيئة العليا بحزب الوسط عمرو عادل، فقال إن "بشر" كان من القيادات البارزة في التحالف الوطني، وربما كان مستغرباً أن يتم القبض علي رموز من كافة تيارات التحالف والإبقاء علي "بشر"، ولكن العسكر كان يريد ترك نافذة مفتوحة لحل المشكلة بوجود أحد يستطيع التفاوض معه.
وتابع- في تصريح لـ"عربي 21"- :"عندما أيقن أن الأمور والظروف والواقع تجاوز كل ذلك، وأن حالة الاحتقان وصلت لمستويات غير مسبوقة، وأن الثورة لن تتراجع إلي الخلف، قرر عدم جدوي بقاء "بشر" لإرسال رسالة تهديدية إلي الثورة أنهم مستمرون في القمع للنهاية، ولن يتراجعوا، لعل هذا الاعتقال يحدث حالة ارتباك لدي التخالف والثوار، وأعتقد أن هذا لن يحدث، وهو يدل علي فزع الانقلاب، وتصدع أركانه للإقدام علي هذه الخطوة الفاصلة مع كل التيارات الثورية".
التحالف يدين
وندد تحالف دعم الشرعية باعتقال وزير التنمية المحلية في حكومة د.هشام قنديل، مؤكداً رفضه استمرار ما وصفه بالهجمة المسعورة ضد مكونات التحالف وأعضائهم، سواء في الجبهة السلفية أو حزب التوحيد العربي، وضد أبناء وبنات الحركة الطلابية الثائرة.
وقال- في بيان له وصل "عربي 21"- إن "الانقلاب أصيب بحالة من هيستريا الثور المذبوح، بعد تزايد الرفض الشعبي له، وقوة الفعاليات الرافضة لوجوده، وإن "بشر" لاشك خسارة جديدة وكبيرة للساحة السياسية المصرية، ولكنه لن يؤثر في خيارات التحالف أو مساره إلا بمزيد من الإصرار على إسقاط نظام الدم والعمالة"، حسب قوله.
ورأى الدكتور محمد شريف كامل، المتحدث الرسمي باسم المجلس الثوري، أن اعتقال "بشر" يمثل تصعيداً جديداً للانقلاب الذي تصور من قبل أن بقاء بعض رموز حكومة هشام قنديل خارج المعتقل سيكون عامل ضغط وتهديد يسمح للنظام بتمرير مبادراته التي وصفها بالوهمية، والذي فوجئ بعكس ما توقع.
وأضاف – في تصريح لـ"عربي 21"- :"جاء ذلك التصعيد لينال الموقعين على بيان وحدة الثورة في ذكري محمد محمود، والذي يسعى لتوحيد قوى الثورة، وهو ما يخشاه النظام الفاشي، ومحاولة فاشلة لضرب نداء 28 نوفمبر الذي تحول هو الآخر لنداء وحدة صف الثورة.
وتابع :" ولا ينسينا ذلك ما تم في ذات اليوم من قصف أهلنا في سيناء بالطائرات، وتحويل رفح المصرية لخراب، وهو كل ما يبشر به إرهاب الطغمة الحاكمة في مصر. إن الثور الهائج الذي يحطم مصر ويسعى لوأد ثورتها لن يتورع عن أي عمل حقير لتنفيذ مخططة، واعتقال د. بشر ما هو إلا حلقة من سلسلة حلقات إرهاب دولة الظلم".
خنق سبل الحوار
بدوره، قال أحمد عبد الجواد، رئيس حزب البديل الحضاري (تحت التأسيس)، :" أدهشنا اليوم بشر أحد أهم وأبرز قيادات الإخوان المسلمين في مصر، فهو من القلائل جداً من قيادات الإخوان الذين يمتلكون سلاسة التحاور والتشاور داخلياً وخارجياً، حتى أن كل وفود الدبلوماسية الدولية تكون حريصة كل الحرص على مقابله الرجل، وهو الذى ظل يعمل في وضح النهار".
وفي تصريح لـ"عربي 21"، أكد أن إقدام سلطة الانقلاب على اعتقال "بشر" إنما هي رسالة واضحة لا لبس فيها عن إصرار السيسي على خنق وإغلاق كل السبل والطرق الكفيلة بإعلاء صوت العقل والاعتدال، مشدّداً علي أن السيسى يدفع الوطن دفعاً وبسرعة الصاروخ لمصير أسود مجهول ويحرض على القضاء على سلمية الثورة المصرية التي لم تتوقف يوماً.
وذكر أن السيسى يؤكد كل لحظة أن بقاءه في سدة الحكم في مصر خطر داهم ومستمر على وحده الوطن وسلامة أراضيه، خاصة أن تصرفاته وقراراته لا تخدم إلا إسرائيل وأمريكا التي وصفها بأنها راعية الانقلاب والفوضى، لافتاً إلي أنه لا يستبعد أن يكون السيسي قد تلقى أمراً مباشراً وصريحاً من ملك السعودية وحاكم الإمارات العربية المتحدة في استكمال حربهم على كل ما يمت للإسلام السياسي المعتدل.
بينما وصف المهندس موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، نجاح أجهزة الأمن في القبض علي "بشر"، بأنه ضربة موجعة لمن وصفهم بدعاة إسقاط مصر في 28 نوفمبر.
وزعم الحزب في بيان له، وصل "عربي 21"، أن "بشر" يعد أحد أدوات التنظيم الدولي للإخوان لتنفيذ مخطط حرق مصر وسفك دماء المصريين، مشيراً إلي أنه ينتظر سقوط رموز الإخوان الأخرى من "دعاة التحريض على ما زعموه بثورة إسلامية بالسلاح، والذين ينفذون مخططاً أجنبيا لإثارة الفوضى في البلاد وجر مصر إلى مستنقع العنف"، بحسب بيانه.
شارك
المزيد حول هذا الموضوع
تحالف دعم الشرعية في مصر يستنكر اعتقال "بشر"
20-Nov-14 03:06 PM
الهيستريا الأمنية في مصر تتحول لممارسات "عبيطة"
14-Nov-14 07:21 PM
تقرير: (643) احتجاجا في مصر الشهر الماضي
11-Nov-14 12:09 PM
