ما تزال حكومة رئيس الوزراء
اليمني خالد بحاح، منذ أدائها اليمين الدستورية أمام الرئيس اليمني عبد ربه منصورهادي، في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، غائبة تماماً عن أحداث البلاد، بحسب مواطنين يمنيين.
ويعاني اليمنيون من تضاعف الاعتقالات التي تمارسها جماعة "أنصار الله "
الحوثيين بحق معارضين سياسيين وقبليين من مختلف المناطق اليمنية، مترافقة مع عودة ظاهرة الاغتيالات مجدداً إلى سياقات الصراع بين الفرقاء السياسيين، وكان آخرها اغتيال أمين عام مساعد حزب الإصلاح بمحافظة تعز صادق منصور، قبل أيام، دون الكشف عن المتورطين بهذا الحادث حتى اللحظة، في ظل حكومة تأبى البقاء في منطقة عن الحالة العصيبة التي تمر بها اليمن.
وقال رئيس مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية عبدالسلام محمد، لــ"عربي21"، إن "من يفرض واقعا بقوة السلاح فهو المسيطر، والحاضر اليوم على الأرض ميلشيات جماعة"أنصار الله"الحوثيين وسط عدم وجود للدولة، وبالتالي لا معنى لحكومة جديدة يرأسها خالد بحاح، أو حتى لرئيس اليمن الحالي".
نخبة حاكمة متخبطة وتنازعات إقليمية
من جهته،أكد الصحفي والكاتب اليمني زكريا السادة أنّ "غياب أيّ دور ملموس للحكومة اليمنية، يعكس حالة التخبط التي تعيشها النخبة الحاكمة في أعلى الهرم في إشارة منه الى الرئيس اليمني عبدربه منصورهادي".
وأضاف السادة لــ"عربي21"أنّه "يستحيل فرض هيبة الدولة اليمنية، في ظل تحكم ميليشيات الحوثي، بمختلف الملفات المهمة، وتحديدا الملف الأمني، ولذلك ظهرت حكومة "بحاح" هزيلة ". حسب وصفه.
وفي الموضوع ذاته، يعتقد الباحث السياسي بسام الشجاع إنّ "غياب حكومة بحاح اليمنية والتي جاءت في ظروف حرجة تمر بها البلاد، يعود لأسباب أهمها: الموروث الثقيل الذي خلفته الحكومات السابقة من الفساد والمحسوبية والانقسامات، ناهيك عن دعمها للمليشيات الحوثية المسلحة".
وأضاف الشجاع لــ"عربي21" أنّ "هناك رغبة إقليمية، كسبب آخر، غيّبت الحكومة عن ممارسة مهامها، وذلك بفعل الأداء الجيد الذي تقدمه مليشيات الحوثي المسلحة، المُتسِق مع مصالحها، ومشاريعها في اليمن، طالما عجزت عن تقديمها الحكومات المتعاقبة، لاسيما في مكافحة الإرهاب ".
ويهاجم ناشطون يمنيون، حكومة اليمن الحالية، على عجزها في ممارسة مهامها وانتزاعها من أيدي مسلحي جماعة "الحوثي"، التي باتت الحاكم الفعلي بالبلاد، منذ أواخر أيلول/ سبتمبر من العام الجاري .