قال مسؤولون أمريكيون إن جون كيري وزير الخارجية الأمريكي أجرى مباحثات عبر الهاتف مع مسؤولين بدول خليجية وحلفاء آخرين فيما كثفت الأطراف جهودها للتوصل إلى اتفاق مع ايران بشأن برنامجها النووي قبل حلول الموعد النهائي يوم الاثنين القادم.
وقالت مصادر دبلوماسية أمس الجمعة إن كيري ونظيره
الإيراني محمد جواد ظريف كانا يناقشان أفكارا جديدة للتوصل لحل في المفاوضات التي تجري بين ايران والقوى العالمية الست وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن كيري عقد مؤتمرا عبر الهاتف مع وزراء خارجية الإمارات والكويت وقطر والبحرين كما اجرى محادثات تليفونية منفصلة مع وزيري خارجية تركيا وكندا.
وقال مسؤولون أمريكيون إن كيري اجتمع مع ظريف ومع كاترين آشتون مبعوثة الاتحاد الأوروبي السبت.
وقال مسؤولون فرنسيون إن من المقرر أن يتباحث وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل.
وتهدف المفاوضات التي تجري في فيينا لحل نزاع مضى عليه 12 عاما بين ايران والغرب وإزالة مصدر واحد على الأقل للتوتر من منطقة تعاني من اضطرابات متزايدة.
لكن مسؤولين قالوا في الأسبوع الماضي إن الجمود لايزال يعتري المفاوضات بشأن مسائل رئيسية وان المهلة -التي سبق ان مددت بالفعل أربعة اشهر مع التخفيف التدريجي للعقوبات- قد يتطلب الأمر تمديدها مرة أخرى.
وقال كيري قبل اجتماعه ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير "نعمل بجد... نأمل أن نحرز تقدما حذرا ولكن ما زالت هناك فجوات كبيرة نعمل على جسرها."
وترفض ايران مزاعم غربية بانها تسعى لحيازة القدرة على صنع قنبلة نووية وهو أمر ترى إسرائيل خصم ايران انه يمثل تهديدا لوجودها وتؤكد ايران أن برنامجها النووي سلمي صرف.
وقال مسؤولون غربيون إن ايران ترفض التزحزح عن موقفها بشأن مسائل رئيسية منها تخصيب اليورانيوم وهو نشاط يمكن ان تكون له استخدامات مدنية وعسكرية.
ويقولون إن ايران رفضت خفض قدرتها على التخصيب وهو الأمر الذي يقول مسؤولون غربيون سيجعلها ذات قدرة على تجميع ما يكفي من المواد لصنع قنبلة نووية في غضون بضعة أشهر.
وحجر العثرة الآخر هو العقوبات التي تريد إيران أن تنتهي على وجه السرعة وليس -كما يريد الغرب- تعليقها وإزالتها تدريجيا فيما تلتزم ايران بما ورد في الاتفاق.
وترفض إيران أيضا مطالب الغرب بانه يتعين أن يستمر الاتفاق نحو 20 عاما.
لكن الدبلوماسيين يقولون إن من المرجح أن تخفف القوى العالمية الست من مطالبها الخاصة بالكشف الشامل عن أي أنشطة سرية إيرانية تتعلق بصنع أسلحة في سبيل التوصل لاتفاق.
وقد تكون المحادثات الفرنسية السعودية اليوم حاسمة فيما يقول دبلوماسيون غربيون إن كلا البلدين تساورهما شكوك ليست بالهينة بشأن احتمالات التوصل لاتفاق وان تقاربا حدث بين الجانبين في العامين الأخيرين.
وقال دبلوماسيون غربيون إن فرنسا انتهجت سياسة متشددة مثلما فعلت قبل عام.
وقال ديدييه بيون نائب مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الاستراتيجية وهو مركز بحثي مقره باريس "ينتهج السعوديون سياسة لمحاولة احتواء ايران."
وقال دبلوماسي غربي كبير إن الاتفاق يتعين أن يرضي ليس فقط الدول الموجودة على مائدة التفاوض بل دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط.
وقال الدبلوماسي "عليك أن تتذكر أن أحد الجوانب الرئيسية لهذا الاتفاق هو حظر انتشار الأسلحة".
وأضاف "إن التوصل لاتفاق ضعيف يتيح لإيران قدرة غير مبررة للتخصيب يمثل مؤشرا كارثيا على المنطقة إنه سيقول لهذه الدول إن كل شيء مباح".