أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء، أن حصيلة الحرب في سوريا التي اشتعل لهيبها في 2011 تجاوزت 200 ألف قتيل.
وقال المرصد الذي يستند في معلوماته إلى شبكة واسعة من الناشطين والأطباء في مختلف أنحاء البلاد: "لقد أحصينا مقتل 202354 شخصا، بينهم أكثر من 130 ألف مقاتل من الطرفين".
وأضاف أن "هناك 63074 من إجمالي القتلى من المدنيين بينهم 10377 طفلا".
وقال إن "بين المقاتلين المناهضين للنظام قتل 37324 من السوريين، فيما هناك 22624 من الجهاديين غير السوريين".
وأضاف أنه "من جهة النظام، قتل 44237 جنديا و28974 من قوات الدفاع الوطني و624 عنصرا من حزب الله الشيعي اللبناني و2388 شيعيا قدموا من دول أخرى".
وهناك من جانب آخر 3011 جثة لم يتم التعرف على هوياتها.
وأكد عبد الرحمن أن الحصيلة "بالتأكيد أعلى بكثير من الـ200 ألف الذين تم إحصاؤهم لأنه من المتعذر العمل في بعض المناطق الخاضعة لسيطرة النظام أو جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية".
وقال إنه يجب إضافة 300 ألف شخص قيد الاعتقال، بينهم 20 ألفا يعتبرون في عداد المفقودين.
من جانب آخر، هناك آلاف الأشخاص من مقاتلين ومدنيين محتجزون رهائن لدى تنظيم الدولة الإسلامية ومجموعات أخرى تنشط في سوريا.
ورأى عبد الرحمن أن المجموعة الدولية "وعبر عدم إحالتها القتلة أمام المحكمة الجنائية الدولية، إنما أعطت ضوءا أخضر ضمنيا للقتل".
تعليق مساعدات غذائية للاجئين
ويأتي نشر هذه الحصيلة غداة إعلان برنامج الأغذية العالمي المفاجئ تعليق برنامجه للمساعدات الغذائية التي تتم بواسطة قسائم شراء لـ1.7 مليون لاجئ سوري، في الدول الواقعة على حدود
سوريا بسبب النقص في المال.
وأعلنت الوكالة المتخصصة التابعة للأمم المتحدة ومقرها روما، أنها "اضطرت" إلى تعليق هذا البرنامج المخصص "للاجئين السوريين الفقراء في الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر" الذين كان يمكنهم بواسطة هذه القسائم شراء المواد الغذائية من متاجر محلية.
وأضاف البرنامج في بيان أن "عواقب وقف المساعدة كارثية بالنسبة للاجئين الذين بات عليهم أن يكافحوا من أجل البقاء لمواجهة شتاء قاس".
ووجه برنامج الأغذية العالمي نداء لجمع التبرعات بصورة عاجلة بهدف جمع 64 مليون دولار على الفور، للتمكن من مساعدة اللاجئين السوريين في الدول الحدودية في كانون الأول/ ديسمبر.
وهذه الدول الحدودية مع سوريا غير مستعدة بشكل جيد لمواجهة الشتاء، وخصوصا في لبنان والأردن حيث يعيش الكثير من الأطفال حفاة ومن دون ملابس مناسبة.
ويقول لاجىء ثلاثيني يتحدر من درعا ولجأ إلى الرمثا شمال الأردن: "نعاني كل يوم بشكل إضافي والعالم يتجاهل معاناتنا".
من جهته، يقول خلدون قداح (21 عاما) اللاجئ إلى مخيم الزعتري مع 85 ألف لاجئ آخرين: "يريدوننا أن نعود للموت في سوريا".
وأضاف أنه "عار عليهم"، منددا "بالدول الغربية التي تتحدث كثيرا عن حقوق الإنسان فيما لا تهتم بأبسط حقوقنا".
وفي مخيم الزعتري في الصحراء وصلت درجات الحرارة ليلا إلى 9 مئوية أو حتى 5 مئوية في الأيام الماضية فيما يقيم غالبية اللاجئين في عربات نقالة أو حتى خيم.
وقال الناطق الإقليمي باسم المفوضية العليا للاجئين لدى الأمم المتحدة رون ريدمان: "لذلك تبعات كارثية. لا يمكن الوصول إلى اسوأ من هذه الحالة". وأضاف: "نبذل كل ما بوسعنا لإبقاء الملاجئ دافئة وجافة قدر الإمكان. لكن بدون مواد غذائية يصبح الأمر أكثر صعوبة".
وقد لجأ أكثر من 3.2 مليون سوري إلى الدول المجاورة هربا من الحرب: 1.1 مليون إلى لبنان، و1.09 مليون في تركيا، و618 ألفا في الأردن، و225 ألفا في العراق، و137 ألفا في مصر، بحسب المفوضية العليا للاجئين.
ومنذ بداية الأزمة السورية في 2011، وفر برنامج الأغذية العالمي مساعدة غذائية لملايين النازحين في سوريا ولـ1.7 مليون لاجئ سوري في الدول الحدودية.
وقال مهند هادي المنسق الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي: "نحن قلقون جراء العواقب السلبية التي ستنجم عن هذه الاقتطاعات على اللاجئين وعلى الدول التي تستضيفهم. وهذه الأخيرة تحملت حتى الآن عبئا ثقيلا طيلة الأزمة".
وأضاف: "سيكون الأمر كابوسا للاجئين، هؤلاء الناس يعتمدون بشكل كامل على برنامج الأغذية العالمي لتأمين المواد الغذائية. ليس لديهم أي مداخيل".
وفي الأردن، لم يتلق حوالي 450 ألف لاجئ مساعدات هذا الشهر، فيما لا يزال 90 ألفا يستفيدون من المساعدات في المخيمات.
في جنيف، قال المدير العام للمفوضية العليا للاجئين أنطونيو غوتييريس، إن "الشتاء هو أصلا مرحلة صعبة جدا للاجئين السوريين، وتعليق المساعدات الغذائية ستكون له تداعيات كارثية".
وأوضح أن "عشرات آلاف العائلات من اللاجئين ستتأثر بهذا الإجراء، وبخاصة الأكثر هشاشة منها التي تعتمد بشكل كامل على المساعدات الدولية".
يشار إلى أن وجود اللاجئين يشكل عبئا ثقيلا على الدول المضيفة التي تطالب بانتظام بمساعدات، في حين يخلق الوضع توترات متزايدة مع السكان.