التقرير يتهم السي آي إيه بتعذيب محتجزين لديها (أرشيفية) - أ ف ب
أفاد التقرير الصادر عن مجلس الشيوخ الأمريكي الثلاثاء أن الاستجوابات التي قامت بها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه) "لم تكن فعالة"، وانها كانت أعنف مما اعترفت به الوكالة حتى الآن.
ونشرت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الثلاثاء نسخة مختصرة لتقرير دقيق يندد بالاحتجاز السري لنحو مئة شخص يشتبه بارتباطهم بالقاعدة، وهي ممارسة سُمح بها بشكل سري في عهد الرئيس السابق جورج بوش.
وأفاد التقرير، الذي صدر في نحو 499 صفحة، أن أساليب وكالة الاستخبارات المركزية في الاستجواب لم تكن فعالة في الحصول على معلومات استخباراتية دقيقة، أو دافعاً لتعاون المعتقلين، متهما الـ"سي آي إيه" بتقديم معلومات ناقصة وغير دقيقة للبيت الأبيض فيما يتعلق بفعالية برنامج الاستجواب الذي اتبعته مع المشتبه بهم عقب أحداث 11 سبتمبر.
وقال التقرير، الذي أصدرته لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأمريكي بعد تحقيق دام 5 سنوات، إن الاستجوابات التي قامت بها المخابرات الأمريكية مع المعتقلين "تمت بطريقة وحشية".
وذكر التقرير عدد من الوسائل التي استخدمتها "سي أي إيه" في استجواب المعتقلين، من بينها ما قامت به مع معتقلها الأول أبو زبيدة (وهو مواطن سعودي محتجز في معتقل غوانتانامو الأمريكي، ويعتقد أنه عضو بتنظيم القاعدة) وآخرون، حيث استخدمت أساليب كصفعهم، وضربهم للحائط بشكل يجمع ما بين الأسلوبين، إلى جانب حرمانهم من النوم وتعريتهم.
ولفت التقرير إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية استخدمت أيضاً أسلوب الإيهام بالغرق، الذي وصفه التقرير بأنه كان "ضارة من الناحية الجسدية، وتسبب في تشنجات وقيء لعدد من المعتقلين".
وضرب التقرير مثالاً بأبو زبيدة الذي أصبح "لا يستجيب تماما (للمحققين)، مع خروج فقاعات من فمه".
كما دلل على أضرار أسلوب الإيهام بالغرق بما حدث لخالد شيخ محمد (وهو مواطن كويتي سجين لدى الولايات المتحدة ويعتقد أنه من أبرز قادة تنظيم القاعدة)، واصفة ما تعرض له بأنه ليس مجرد إيهاما ولكنه "قارب الغرق".
ومن بين الأساليب،الحرمان من النوم، وإبقاء المعتقلين مستيقظين لمدة تصل إلى 180 ساعة، عادة ما يكونوا واقفين في أوضاع مجهدة، وفي بعض الأحيان تكون أيديهم مقيدهم فوق رؤوسهم.
والتقرير المنشور هو ملخص لتقرير أطول مكون من 6700 صفحة كشف أن 26 من أصل 119 معتقلاً من قبل السي آي إيه لم تتوفر فيهم معايير الاعتقال.
وقالت رئيسة لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي ديان فينستين خلال عرضها التقرير " بحثنا 6 ملايين و800 ألف وثيقة متعلقة ببرنامج الاستجواب".
واعتبرت فينستين نشر التقرير "خطوة في المسار الصحيح للتعلم من الأخطاء".
وأضافت فينستين أن "البرنامج كان مختلفا تماما عن الصورة التي تم إيصالها للشعب الأمريكي"، لافتة إلى بعض أهم النتائج في التقرير التي أثبتت "عدم نجاح وفعالية البرنامج"، وأن أساليبه و"لم تكن فعالة" للحصول على تعاون الموقوف.
والتقرير الذي تأخر نشره يرتقب أن يكشف عن البرنامج السري لاستجواب أكثر من مئة معتقل، واستخدامات الـ"سي آي ايه" تقنيات سبق أن وصفها الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بأنها "تعذيب".