استغل الكاتب
الإسرائيلي بن درور يميني، حادثة الرهائن في
أستراليا لجعلها مدخلا لمهاجمة الإسلام والمسلمين والتحريض عليهم، من خلال خطاب مليء بالحقد والكراهية والترويج لصراع الأديان.
وزعم يميني في مقالته ليديعوت، الثلاثاء، أنّ الإسلام يريد السيطرة على العالم، وهو ليس بحاجة لصراع عربي إسرائيلي أو فلسطيني إسرائيلي، في سياق محاولة الكاتب إبعاد الأنظار عن التعاطف
الغربي مع الفلسطينيين والاعتراف الرمزي بدولة فلسطين، وتحويل المسألة لصراع ديني يتزايد مع مرور الأيام.
وعلق يميني على ما حدث في أستراليا من حين قام مسلح يحمل راية إسلامية سوداء باحتجاز رهائن؛ إن هذه الحادثة جرس صغير تم دقه، ولكنّه لن يوقظ العالم الحر من سباته.
وطالب العالم بالتحرك لمهاجمة المسلمين؛ على طريقة دس السمّ بالدسم، قائلا: "ونأمل أن يكون الرد قبل مهرجان الأجراس".
واستحضر الكاتب لإثبات وجهة نظره قصة زعم أنّها لأطفال أعمارهم بين 6-13 سنة يعيشون في أستراليا، يقولون فيها "نحن أمة واحدة بدون الغرب، ولن نجد الراحة حتى يسيطر الإسلام"، وادّعى أنّها بثت في احتفال تضامن مع داعش.
ولم ينس الكاتب تصوير المشهد على طريقة الإثارة بالقول "لبس الأولاد في الاحتفال ملابس إسلامية، وتحدثوا الإنجليزية وتم إرشادهم من قبل جهاديين بالغين. وهم يحصلون على تعليم مماثل لذلك الذي يتم في غزة".
وواصل مسلسل تحريضه بالقول "هذا يحدث في الجانب الآخر من الكرة الأرضية والهدف ليس تحرير الأقصى، بل تحرير سيدني من أنياب الديمقراطية".
وتوصل إلى نتيجة مفادها أنه "لا توجد حاجة إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أو الاحتلال، من أجل رعاية الكراهية ضد الديمقراطية والغرب. الجهاديون في سيدني أيضا يرسلون نداءات الموت باتجاه باراك أوباما وبشار الأسد".
ولم يتوقف يميني عند هذا الحد، بل قام باسترجاع قصة من التاريخ لم يورد أصلها ولا مصدرها، وزعم فيها أنّ إحدى العمليات
الإرهابية الأولى في السياق الإسلامي تم تنفيذها على الأراضي الاسترالية في 1915 حيث قام مسلمان بقتل أربعة مسافرين في القطار، وتم قتلهما. وفي رسالة كتبها أحدهما قيل إنه يدافع عن الخلافة العثمانية: "من الواجب قتلكم والتضحية بالحياة من أجل إيماني، الله أكبر".
وتساءل "ما الذي فعلته أستراليا، ولماذا يتم تهيئة كادر من الأولاد في عمر 6 سنوات، وتعليمهم الجهاد والشهادة؟ أستراليا لم تفعل لهم شيئا. فهم ليسوا بحاجة أن يفعل لهم أحد أي شيء".
وأجاب عن تساؤله بالقول "هذا لأن الجهاد العالمي منذ 1915 حتى اليوم، من الشباب حتى طالبان ومن حماس حتى داعش، يحملون نفس الأيديولوجيا وهي سيطرة الإسلام على العالم كله".
وأورد تصريحا لأبو بكر البغدادي زعيم الدولة الإسلامية قال فيه "إن الخطة هي احتلال روما. لماذا روما؟ يونس الأسطل، عضو برلمان فلسطيني من حماس، أوضح قبل إعلان داعش أنه يجب احتلال روما لأنها عاصمة المسيحيين. جميع الطرق تؤدي إلى روما. وسيدني أيضا".
وشرح يميني كيف أنّ الصراع الإسرائيلي العربي أو الإسرائيلي الفلسطيني يتحول إلى ديني أكثر. وكيف يمكن استثمار الصراع الديني عند الغرب الذي يقف "ضد إسرائيل عند الحديث عن الصراع القومي، في المستوطنات وفي الاحتلال، ويشهد على ذلك التأييد المبالغ فيه للاعتراف بالدولة الفلسطينية غير الموجودة".
وختم مقاله بالقول: " كلما تحول الصراع إلى ديني أكثر فإن التضامن يكون أكبر مع الجانب الإسرائيلي لأنه حينها تكون الحرب ليست ضد إسرائيل، الحرب هي ضد روما وسيدني".