الغنوشي: لا تهمني السلطة ولا الترشح للانتخابات.. يكفيني أن أدفن في تونس - يوتيوب
قال رئيس حركة النهضة راشد الغنّوشي إنّ المرشّح للانتخابات الرئاسية الباجي قايد السبسي خسر أصوات "النهضاويين"، الذين يقدّر عددهم بمليون ناخب في الدور الأوّل من الاستحقاق الرئاسي بسبب خطاب التخويف.
وأضاف الغنّوشي في حديث مع إذاعة "موزاييك" الأربعاء، أنّ خطاب الترهيب الذي اعتمده بعض قيادات حزب نداء تونس تسبّب في نفور أنصار وقواعد النهضة عن مرشّحهم.
وقال إن أنصار المرشّح قايد السبسي لم يحسنوا توجيه الخطاب إلى أبناء النهضة لاستجلابهم، في حين نجح المرشّح محمد منصف المرزوقي في الفوز بأغلبية تلك الأصوات.
جراحات قديمة
وأضاف زعيم حركة النهضة إن خطاب هؤلاء، بعد تصدّر حزب نداء تونس نتائج الانتخابات البرلمانية في 26 تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، ذكّر أبناء النهضة وأنصارها بجراحات قديمة، في إشارة إلى السجون والتعذيب خلال نظام بورقيبة وبن علي.
وتابع بقوله: "تمّ تخويفهم بحلّ الأحزاب وبأنهم لن يشاركوهم الحكم. لذلك لم يكن من العسير على القواعد التصويت لفائدة المرزوقي"، بحسب تعبيره.
وقال الغنّوشي إنّ النهضة ليس لديها فيتو على أحد المرشّحين، وإنّ بيان مجلس الشورى يعطي لأنصار الحركة وقواعدها أربعة خيارات للمشاركة في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية التي تجرى في 21 كانون الأوّل/ ديسمبر الجاري.
الرئاسة من أقوى الشهوات
واعتبر الغنّوشي أنّ الورقة البيضاء وعدم الذهاب للتصويت خياران على غرار التصويت لأحد المرشّحيْن، المُستقل محمد منصف المرزوقي، الرئيس المنتهية ولايته، والباجي قايد السبسي (حزب نداء تونس).
ووصف الغنّوشي الحكم بـ"الشهوة" وأنّ "الرئاسة من أقوى الشهوات والنهضة كبحت جماحها عنها".
ولفت إلى أنّ الحركة خيّرت عدم التقدّم للاستحقاق الرئاسي بهدف تحصين تونس من الانشقاقات، "ولو تقدّمت لسقطت تونس في ما لا يحمد عقباه"، بحسب تعبيره.
باب الصلح مع الجبالي مفتوح
وفيما يتعلّق باستقالة القيادي حمّادي الجبالي، قال الغنّوشي إنّه يحترم إرادة هذا الأخير والأسباب التي قدّمها في تفسير استقالته، مضيفا أنّ باب الحوار والصلح مع الجبالي يبقى مفتوحا، وأنّ الجبالي "شخصية وطنية محترمة لها مستقبل داخل النهضة وخارجها، والحركة خيمة وليست سجنا".
وتعليقا على دعوة الأمين العام لحزب نداء تونس الطيب البكوش لحركة النهضة إلى البقاء في المعارضة، قال الغنوشي إنّه لا يعتبر إلا بكلام وتصريحات رئيس الحزب الباجي قايد السبسي، وأنّ المعارضة ليست أمرا صعبا و"بإمكان النهضة تشكيل معارضة كبرى، لكن مصلحة تونس تتطلب تكاثف الجهود وليس التفرقة"، بحسب تعبيره.
وقال الغنّوشي، إن "النهضة اليوم في الحكم باعتبار فوزها بـ69 مقعدا في مجلس نواب الشعب بالإضافة إلى منصب نائب رئيس البرلمان.. وليس لدينا مشكلة بأن نكون في السلطة أو في المعارضة".
عناصر استئصالية في نداء تونس
وتابع الغنّوشي بأن نداء تونس يضمّ "بعض العناصر الاستئصالية والمتشددة، وهي تعتبر مشاركة النهضة في الحكومة"، داعيا إيّاها إلى ضرورة أن تتخلّى عن مواقفها ونزعتها الإقصائية؛ لأنّ هذا لا يخدم مصلحة أي طرف.
وأضاف: "لا بدّ أن نتصالح مع أنفسنا ومع تاريخنا، وألا نسقط السقف على رؤوسنا.. ويوم أخرج من الحكم لا أذهب إلى السجن أو إلى المهجر، وعلى الأقل سيكون لي قبر في وطني..".
وفيما يتعلّق بموقف الجبهة الشعبية، قال الغنّوشي إنها على مواقفها الإقصائية، وهي مطالبة بأن تصبح "تونسية"، وأن تتبع المنهج التوافقي، وأنّ النهضة لا تقصي أحدا، مستدلاّ بقوله تعالى: (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين).
تضرّر شعبية النهضة
واعتبر الغنّوشي أنّ النهضة حركة كبيرة وما يحسب لها هو نجاحها في إدارة اختلافاتها، "إذ إنه من الطبيعي أن توجد فيها أجنحة وآراء مختلفة، وأن يوجد من هو على يسار الموقف الرسمي ومن هو على يمينه، لكننا حركة متماسكة، فلا ننسى أنّ أبناءها فرّقتهم الديكتاتورية على 27 سجنا و50 بلدا"، بحسب قوله.
مضيفا أنّ الحركة منفتحة على الرأي المخالف، وتحترم المؤسسات باعتبارها المخوّلة بالحسم في مختلف القضايا، واتّخاذ القرارات التي تنضبط لها القواعد.
ولفت الغنّوشي إلى أنّ شعبية "النهضة" تضرّرت بنسبة 20 بالمئة بسبب السلطة، لكنّ تونس "عبرت إلى شاطئ السلام وحافظنا على الديمقراطية وعلى الحريات، ونحن لسنا نادمين، ومستعدّون اليوم للمشاركة في الحكم من أجل تونس ولا عبرة للأحزاب أمام الوطن"، بحسب تعبيره.
الغنوشي لقناة نسمة: لم نقدم مرشحا للرئاسة رغم حظوظنا الوافرة
وقال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في حوار له مع قناة نسمة مساء الثلاثاء، إنّ كلا المرشحين للدور الثاني من السباق الرئاسي يصلح لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة، موضحا أنّ هذا المعطى هو الذي دفع حزبه نحو اختيار نهج الحياد وترك الحرية للأنصار لاختيار الأصلح.
وأضاف أنّ النهضة تريد أن تبقي على صداقتها مع كلّ الأطراف مشدّدا على أنّ حزبه يرى أن الرئيس المقبل يجب أن يكون توافقيا يحافظ على الحريات والديمقراطية، ويحقّق التنمية، ويدعم الوحدة الوطنية.
وقال الغنوشي إن حركة نداء تونس تسببت في نفور أنصار النهضة بسبب لغة الترهيب التي اعتمدها مناصرو الباجي قائد السبسي، في حين نجح المرشح المنصف المرزوقي في الفوز بأغلبية أصوات قواعد النهضة المقدر عددها بنحو مليون ناخب.
وقال الغنوشي إنه في ما يتعلق بحركة النهضة، فلا خوف من حدوث انقسام داخل الحركة، مشيرا إلى أن الاختلاف داخل النهضة ليس بجديد، وذلك في رده على تهديدات الصادق شور والحبيب اللوز بالانشقاق عن الحركة وتكوين حزب آخر.
وبخصوص استقالة القيادي حمادي الجبالي قال الغنوشي إن باب الصلح مع الأمين العام السابق للحركة لا يزال مفتوحا، معتبرا أن الحركة ليست سجنا، ويغادرها من قرر ذلك حرا، ويعود إليها حرا أيضا.
وأكد الغنوشي أن بيان مجلس شورى الحركة الصادر نهاية الأسبوع الماضي دقق في المصطلحات، من خلال تجديد الحركة الالتزام بالحياد، وعدم دعم أي من المترشيحن، إلى جانب فسح المجال أمام أنصار الحركة لاختيار الأصلح لرئاسة تونس.
وأضاف على قناة نسمة، إن "التوصيف في هذا البيان كان دقيقا.. حيث قلنا اختاروا الأصلح القادر على الجمع، الذي لا يفرق الشعب، ويحافظ على الحريات، ويساعد على التنمية.. ولنا ثقة في قواعدنا؛لذلك فوضنا للناخب حرية الاختيار.."
وذكّر بمقترح النهضة الذي تقدمت به قبل الدخول في الدور الأول للانتخابات الداعي إلى التوافق حول مترشح واحد وتكليفه برئاسة الجمهورية، مشيرا إلى أن جملة المترشحين لم يرغبوا في ذلك وخيروا التنافس.
وكشف الغنوشي عن الأسباب التي دفعت بحركة النهضة إلى عدم تقديم مترشح عنها لخوض الانتخابات الرئاسية، حيث حصرها الشيخ "راشد" في سببين، الأول هو عدم إقحام تونس في صراعات أو تجاذبات، والثاني هو الاستفادة من الدروس التي مرت بها بعض الدول التي تولى فيها الإسلاميون الرئاسة، في إشارة ضمنية إلى ما وقع في مصر عند تولي الإخوان رئاسة مصر.
وقال: "تجنبنا الدخول في سباق الرئاسية رغم حظوظنا الوافرة؛ لأننا رأينا تجارب الإسلاميين عند الدخول في الرئاسية.. وجنبنا البلاد الصراعات؛ لأن ترشح النهضة كان سيقسم البلاد إلى معسكرين.. فبلادنا أعز عندنا من أي منصب..والتجربة الديمقراطية في تونس عبارة على شجرة واقفة في غابة مكسرة حتى العراق، لذا وجبت الرأفة بتلك الشجرة ورعايتها".
وأوضح أن هناك من أحسن الخطاب لاستجلاب عدد كبير من بين قرابة مليون ناخب من قواعد الحركة ولم يقصهم على خلاف خطاب الشق الآخر، مستشهدا ببعض التصريحات الصادرة عن قياديين من حركة نداء تونس قالوا فيها إن النهضة لن تكون ممثلة في الحكومة القادمة، إلى جانب تخويف أنصار الحركة وتفريق الشعب.
وقال إن الحركة، وإن لم تدفع بمترشح، فإنها معنية بالعملية الانتخابية، لذلك وضعت مراقبيها على ذمة كل مترشح طلب ذلك، وأضاف أنه "لو طلب منا النداء مراقبين سنمدهم بذلك".
ونفى الغنوشي أن تكون لديه مخاوف من الاستبداد، وقال: "لست متخوفا على تونس من عودة الاستبداد فالشعب أسقطه.. وتونس أدخلت العالم العربي في عهد جديد.. فلا عودة لدولة البوليس والحزب الواحد والإعلام الخشبي والحكم مدى الحياة.."، مشددا على أن المخاوف التي يمكن أن تراود التونسيين تطوف حول دوامة الفوضى والإرهاب.
ودعا رئيس حركة النهضة المترشحين للدور الثاني للانتخابات، إلى انتهاج خطاب متزن وهادئ يحث على الوحدة الوطنية دون تفريق أو تقسيم للشعب، والتأكيد على قبول النتائج التي ستفرزها الصناديق.
وبخصوص اللقاءات التي تجريها قيادة الحركة مع "نداء تونس" والمفاوضات حول المرحلة القادمة وخاصة تشكيل الحكومة، قال راشد الغنوشي إن اللقاءات أمر طبيعي بين الأحزاب الكبرى، ملاحظا وجود نوايا حسنة، وخاصة حول فكرة حكومة الوحدة الوطنية.
وأكد أن الطيفين لم يخوضا في التفاصيل وأن "النهضة دار كبيرة ويمكن أن تلعب دور الصلح بين المختلفين، وهي عمود فقري في البلاد.. والنهضة قدمت تنازلات عدة.. والنداء حزب كبير وأمر طبيعي أن تلتقي الأحزاب الكبرى"..
وقال إن "الشعب لم يعط أحدا حكما مطلقا، وقال احكموا مع بعضكم.. والنداء لا يقدر على الحكم منفردا. عليه بالبحث عن تحالفات.. ولكن يجب أن نبقى بعيدين عن الصراعات".
وشدد على أنّ تونس لن تتخطى أزمتها إلا بالتوافق، ودعا إلى التعقل والكف عن دعوات التقسيم السياسي والاقتصادي والجغرافي.