واحد وعشرون يوما قضاها الناشط أبو حسان في طريقه من
إدلب إلى "
درعا مرورا بأماكن سيطرة تنظيم
الدولة الإسلامية، في تجربة يصفها بالـ"هامة"، حيث تعرف على التنظيم على الأرض، بعد أن سمع عنه الكثير وتابع إصداراته الدموية المنفذة بشكل احترافي، على حد قوله.
الناشط أبو حسان من ريف دمشق يروي قصة رحلته من الشمال السوري إلى الجنوب برحلة طويلة وشاقة وخطرة، حيث قال في حديثه لـ"عربي21"، "انعدمت كل طرق الوصول من الشمال السوري إلى الجنوب، التي كنا نسلكها سابقا قبل تغير خارطة السيطرة على الأراضي السورية، طريق وحيد هو المتاح اليوم، مرورا بمناطق سيطرة تنظيم الدولة، ولم أكن أملك خيارا آخر فسلكت الطريق وبدأت رحلتي من إدلب".
وتابع أبو حسان: "أربعة عشر ساعة ونصف استهلك الطريق من إدلب إلى البوكمال مرورا بدير الزور، اجتزنا نهر الفرات بواسطة القوارب أما باقي الطريق بواسطة السيارات، مررنا على خمسة عشر حاجزا لتنظيم
داعش، وكل حاجز يوجد عليه عنصران أو ثلاثة عناصر، حيث تعمد التنظيم تخفيف عدد العناصر على الحواجز بعد بدء ضربات التحالف الدولي على مقراته".
ووصف أبو حسان مقرات التنظيم التي استهدفتها ضربات التحالف بقوله إنها "مبانٍ ضخمة سويت بالأرض بعد استهدافها، صواريخ ضخمة بحجم مئذنة المسجد -كما يصف أبناء هذه المناطق- سقطت بدقة لتصيب المقرات وتقتل عناصر من التنظيم، ويسقط نتيجتها أيضا الكثير من المدنيبن".
كما بين أن "التنظيم أفرغ معظم المقرات، وعمم على العناصر إجراءات وقائية ليخفف أضرار الضربات، كابتعاد عناصر التنظيم عن الحواجز ونقاط التمركز أثناء الطلعات الجوية للتحالف التي تصيب أهدافها بدقة، أما عمليات التنظيم العسكرية فما زالت مستمرة ولم تتأثر كثيرا بضربات التحالف".
وأوضح أبو حسان أن "أعداد التنظيم المنتشرة في المناطق المسيطر عليها ليست كبيرة كما كنا نتوقع كمتابعين لأخبار داعش، ولكنها تحكم السيطرة على هذه المناطق بواسطة النظام الأمني الشديد الذي تطبقه على أهالي المناطق الخاضعة لسلطة التنظيم".