اختتمت في العاصمة
اللبنانية بيروت الثلاثاء، جولة الحوار الأولى بين
حزب الله وتيار
المستقبل، تحت رعاية رئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل نبيه برّي.
ولم تطرق الجلسة التي استمرت لنحو أربع ساعات، وتعتبر الأولى بين الطرفين منذ أربع سنوات، لملفات خلافية رئيسة بين الطرفين، مثل ملف انتخاب رئيس الجمهورية، وسلاح حزب الله ومشاركته بالقتال إلى جانب النظام السوري.
ومثل حزب الله في الحوار، كل من حسين خليل معاون الأمين العام للحزب، ووزير الصناعة حسين الحاج حسن، وعضو كتلة الحزب البرلمانية النائب حسن فضل الله، في حين مثل تيار المستقبل كل من، نادر الحريري مدير مكتب رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري، ووزير الداخلية نهاد المشنوق، وعضو كتلة المستقبل النيابية في البرلمان النائب سمير الجسر.
وبعد انتهاء الجلسة أصدر المجتمعون بيانا أكدوا فيه على "الحاجة لمساهمة كل القوى في تحصين العلاقات الداخلية لحماية لبنان واستقراره وسلمه الأهلي، والحفاظ على وحدة الموقف في مواجهة الأخطار، لاسيما في ظل التصعيد المتمادي على مستوى المنطقة نحو تسعير الخطاب الطائفي والمذهبي".
وفي رسالة تطمين لحلفاء كل طرف، أكد المجتمعون على أن هذا الحوار واللقاء "لا يهدف لتشكيل اصطفاف سياسي جديد على الساحة الداخلية، وليس في مواجهة أحد أو لمصادرة والضغط على موقف أي من القوة السياسية في الاستحقاقات الدستورية، بل هي من العوامل المساعدة لاتفاق اللبنانيين مع بعضهم البعض".
كما أكد المجتمعون حرصهم واستعدادهم لـ"البدء بحوار جاد ومسؤول في إطار تفهم كل طرف لموقف الطرف الآخر في بعض الملفات الخلافية"،في حين اتفق الحزب والتيار على جلسة حوار ثانية بعد انتهاء عطلة عيد رأس السنة.
وكانت قوى سياسية رحبت بخطوة الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، غير أن بعض الأطراف أبدت خشية من أن يكون الحوار قد جاء في إطار ترتيب إقليمي يتجاهل الملفات الداخلية.
وفي هذا الشأن تحديدا، أعرب النائب في البرلمان عن الجماعة الإسلامية عماد الحوت، في حديث لإذاعة الفجر المحلية عن خشيته من أن يكون الحوار "انعكاسا لتوتر إقليمي قد يحصل أكثر مما هو حاجة داخلية".
إلى ذكل، توقع مراقبون أن لا تتناول الحوارات بين التيار والحزب ملفات رئيسية، فيما قالت مصادر تيار المستقبل وحزب الله إن الهدف الأساس من الحوار تخفيف الاحتقان الطائفي المتصاعد في البلاد في ظل مشاركة حزب الله بالقتال إلى جانب النظام السوري.
وبحسب معلومات، فإن الطرفين تجنبا الخوض في قضايا تشكل مثار جدل وخلاف واسعين في الساحة اللبنانية، أبزرها أفق مشاركة الحزب بالقتال في
سوريا، إضافة إلى ملفات انتخاب رئيس الجمهورية، في حين نقلت قناة NBN المقربة من تيار الثامن من آذار أن "الجلسة عامة، أما عملية الخوض في التفاصيل فستحصل بعد الأعياد".
من جهتها، قالت قناة المنار الناطقة باسم حزب الله، تعليقا على انطلاق الحوار: "قيل فيه الكثير، كسرُ جليد، تنظيم للخلاف، تخفيف للاحتقان المذهبي، إلا أن المؤكد أنه خطوةٌ على الطريق الصحيح"، في حين عبرت كتلة المستقبل عن أملها في أن "يكون الحوار مع حزب الله بمثابة مقدمة لفتح آفاق توافق وطني ينهي الشغور".
واستمرارا للمواقف المؤيدة للحوار، رحب مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان بانطلاقه، قائلا إن الخطوة "تعطي الأمل"، غير أن النائب عن الجماعة الاسلامية عماد الحوت، مع ترحيبه بالحوار، أعرب في حديث لإذاعة الفجر الحقلية عن خشيته من أن يكون الحوار "انعكاسا لتوتر إقليمي قد يحصل أكثر مما هو حاجة داخلية".