اعتقلت
أسماء حمدي لأنها تظاهرت ضد
الانقلاب العسكري، الذي أطاح بالرئيس المصري المنتخب محمد
مرسي. لكن أسماء، الطالبة في كلية طب الأسنان، وجدت طريقة لقضاء فترة السجن، وهي نسج حقائب وأوشحة مكتوب عليها "صنع في السجن"، وبهذا تشعر نفسها بأنها حرة، وأن خيالها يسبح بعيداً عن قضبان السجن.
وتقول صحيفة "الغارديان" إن أسماء واحدة من آلاف السجناء الذين اعتقلهم النظام الجديد، ووضعهم في
معتقلات مكتظة، وسط تقارير عن تعرضهم للتعذيب الممنهج.
ويشير التقرير إلى أن أسماء بدأت صناعة ماركتها "صنع في السجن" من الحقائب والمناديل هدايا لصديقاتها وأفراد عائلتها، ومن ثم لزميلاتها في المعتقل، اللاتي طلبن حقائب وأوشحة لعائلاتهن. ونظراً لجمال ودقة صناعة أسماء فقد جلبت انتباه الإعلام المحلي، وبدأت تحصل على "طلبيات" تتدفق بالعشرات من خلال الفيس بوك.
وتنقل الصحيفة عن عائلتها قولها إنها صنعت خمسين حقيبة، ثمن الواحدة منها ستة جنيهات إسترلينية. ورجحت أسماء في رسالة لعائلتها أنها قد تترك الدراسة في كلية طب الأسنان، وتتفرغ لصناعة الحقائب. ولكن إبراهيم رجب، خطيب أسماء، يقول إن المال ليس الهدف.
ويضيف رجب أن صناعة الحقائب هي فقط من أجل توصيل رسالة، مفادها أنه حتى لو وضعتنا في السجن فلن توقفنا: أرواحنا حرة، ومهما حدث فلن يوقف السجن خيالنا، وتقول أسماء دائماً، لن يكسرنا أحد".
ويبين التقرير أن أسماء كانت واحدة من المئات من
طلاب الجامعة الذين اعتقلوا لاحتجاجهم على الانقلاب العسكري، الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي في الثالث من تموز/ يوليو 2013.
وتوضح "الغارديان" أنه منذ ذلك الوقت نظمت تظاهرات بشكل دوري في حرم الجامعات بشكل عرقل الحياة الدراسية، وهو ما أدى بالحكومة إلى مواجهة هذه التظاهرات بالعنف، حيث قتلت 14 طالباً، وطردت 500، واعتقلت 2.000 طالب. وأصدرت المحكمة على 12 منهم حكماً بالسجن مدة 17 عاماً، بتهمة المشاركة في العنف داخل الجامعة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013.
ويجد التقرير أنه رغم أن الحكم الذي تلقته أسماء حمدي يعد قصيراً مقارنة مع الآخرين، إلا أن رجب يرى أنه ظالم، وقام على اتهامات واهية "اتهموها بسبع تهم وهمية: قالوا إنها حرقت الكافيتريا في كلية الطب، وهاجمت حرس الجامعة وشاويشاً في الشرطة وسرقت مالاً، ومن يرى أسماء يتأكد أنها ليست من النوع الذي يقوم بهذه الأعمال".
ويعتقد رجب أن السبب وراء استهدافها هو "اعتقادها أن البلاد يحكمها شخص ظالم"، أي عبد الفتاح السيسي، بحسب الصحيفة.
وتذكر الصحيفة أنه في كل مرة تزورها عائلتها تحضر لها كليو غراماً من الصوف، وبعد أسبوعين تقدم لهم ما صنعته، وتحصل على كميات أخرى من الصوف.
ويلفت التقرير إلى أن سلطات السجن راضية عن بيع المواد، لكنها تصر على شطب عبارة "صنع في السجن". وتقول والدتها منال صابر "لا يريدون الاعتراف أنها في السجن، ويعتقدون أنها في حديقة أو مكان آخر".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه في الزنزانة ذاتها توجد ماهينار المصري، وهي ناشطة حقوق إنسان وناقدة لحكم مرسي، ومع أن حمدي والمصري ليستا متوافقتين في الفكر، إلا أن المصري ساهمت في الترويج لماركة "صنع في السجن"، وتضم الماركة أساور وحقائب ومقالم وأوشحة، وقد تصنع جوارب تحمل الماركة نفسها.