1-
"سيتم إعداد قوائم بأسماء بعض النشطاء والصحفيين والمدونين المحتجزين، والصادر بحقهم أحكام، للإفراج عنهم في احتفالات الشرطة بعيدها في
25 يناير".
لا يمثل يوم 25
يناير شيئا للرئيس عبد الفتاح السيسي سوى كونه عيدًا للشرطة، لكنه يؤكد دومًا تقديره للثورة، لذلك قرر أن يفرج عن بعض شباب
الثورة احتفالًا بالشرطة التي ألقت القبض عليهم عشوائيًا، ووجهت الاتهامات إليهم بمحاضر تحريات ملفقة، وشهد ضباطها وأفرادها ضدهم زورًا، وذلك دون أن يمسها بإصلاح أو يطالبها بعدل.
حد فاهم حاجة؟
2-
في اليوم الذي أعلنت فيه أسرة علاء عبد الفتاح نقله إلى المستشفى بعد إصابته بمضاعفات داخل السجن على خلفية إضرابه عن الطعام منذ 78 يومًا، نشرت أسرة محمد سلطان صورًا له على حافة الموت بعد مرور عام كامل على بدء إضرابه عن الطعام.
رفع الشباب في 25 يناير 2011 شعار "عيش" إلى جانب حرية وعدالة اجتماعية باعتبار الخبز رمزًا للحياة الكريمة، ولم يكونوا يعلمون أنه بعد أربع سنوات من هذا التاريخ سيكون الخبز نفسه ممنوعًا على العشرات ممن أضربوا عن الطعام احتجاجًا على سجنهم ظلمًا.
3-
قبل أيام أصدرت دائرة الإرهاب بمحكمة جنايات المنصورة دائرة الإرهاب، حكمًا بالسجن المؤبد ضد عمر عبد المقصود، المصور الصحفي بموقع
مصر العربية، وشقيقيه، إبراهيم "بطل السباحة"، وأنس، 16 عامًا، وزميله عبد المنعم، 17 عامًا.
"فصلت عن أخي وتم تقييد يدي بقيد حديدي بشكل خلفي وتعصيب عيني بقطعة قماش سوداء لمدة 3 أيام متواصلة من التحقيق مع التقييد بحلقة مثبتة في أرضية غرفة داخل قسم الشرطة، في مكان مخفي عن الأنظار تماما، يودع فيها المتهم لعدة أيام مكبلا ومغمى لأغراض التعذيب والتحقيق".
هذا ما قاله عمر عبد المقصود في رسالة بعث بها من داخل محبسه، وفي الخلفية يظهر صوت الرئيس السيسي حالفًا بالله أنه أحرص الناس على حقوق الإنسان.
40 صحفيًا في سجون النظام بحسب المرصد العربي لحرية الإعلام والتعبير، أشهرهم هاني صلاح الدين الذي خسر بفارق طفيف في انتخابات مجلس نقابة الصحفيين الماضية، بالإضافة إلى إبراهيم الدراوي وصحفيي الجزيرة، صدر التقرير قبل 7 شهور من الآن، وخلالها لحق بالقائمة صحفيون آخرون أبرزهم مصور مصر العربية.
لا يطالب الصحفيون ولا نقابتهم بالإفراج عن زملائهم المحبوسين، حجتهم في ذلك أنهم محبوسون في جرائم جنائية وليست قضايا نشر، لكن الأمر بالتأكيد يتعلق بكون الصحفيين المحبوسين خصوم سياسيين لهم ومن ثم تصبح دماؤهم وأعراضهم وأموالهم حلالًا، ويصبح الدفاع عنهم جريمة تستحق التفتيش في النوايا والتنقيب في الذمم والانتماءات.
هاني صلاح الدين، خصمي السياسي اللدود، مهدد بفقدان بصره ويحتاج إلى إجراء جراحة في عينيه، إما أن تدافعوا عن حقه في العلاج والحياة، وإما أن تكفوا عن النواح واتهام الإخوان بالتخطيط لسجنكم عندما كانوا في السلطة، هم خططوا فقط أما أنتم فنفذتم!
4-
"نقص الخدمات الطبية المقدمة للأطفال جزء مهم من الانتهاكات التى تحدث لهم، وسوء أوضاع أماكن الاحتجاز يؤدى إلى انتشار الأمراض المعدية، ويصيب الأطفال بآثار نفسية سيئة مثل الهياج والكوابيس والقلق".
هذا ما قاله عمرو الشورى، عضو النقابة العامة للأطباء، في المؤتمر الذي أقامته حملة "الحرية للأطفال" الأربعاء الماضي، والذي كشفت فيه عن وجود 478 طفلا محتجزًا على ذمة قضايا سياسية تترواح أعمارهم بين 12 و18 عامًا.
الدولة التي يهدد أمنها القومي أطفال دون الثامنة عشرة دولة هشة ضعيفة جبانة، ومن يسجن طفلًا بتهمة الإرهاب والتحريض على العنف، لا ينتظر منه أن يخرج بعد عدة سنوات ليتعلم العزف على الجيتار!
ألقى السيسي خطابه في عيد الشرطة وإلى جانبه عدد من أطفال شهداء الشرطة الذين سقطوا في حرب الدولة مع الإخوان، وفي نفس اللحظة كان أطفال من نفس السن يقبعون في السجون بعدما فقد بعضهم ذويهم في الحرب نفسها، لذلك عليك أن تصدقه وهو يؤكد دوما أنه رئيس لكل المصريين.
5-
لن نقع في هذا الفخ.
لن نتملق العفو عن بعض المحبوسين ونشكر عليه، لن نُسقط نظامًا لا يحترم الحق في الحرية لنرضى بنظام لا يعترف بالحق في الحياة، لن نسمع لمن يريدون أن يقنعونا بأن مرحلة الثورة انتهت وأننا في مرحلة انتظار عطايا السلطة.
الثورة مستمرة لأنها يجب أن تستمر، والباطل لن يصبح حقًا بكثرة المصفقين، والعفو الرئاسي لا يصنع حرية، فمنذ خرج به إبراهيم عيسى قبل 7 سنوات لم يعد إلى الآن!
سنفرح بمن يخرج ونفرح معه، ثم نضم صوته إلى صوتنا ونطالب بالإفراج عن بقية المحبوسين، ثم نطالب جميعا بالإفراج عن مصر، وما الثورة إلا نضال من وراء نضال حتى لا يكون للظالمين والمنافقين علينا سبيلًا.