كشفت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، اعتزام الحكومة
الإيرانية الإعلان عن موقع لتسهيل الخطوبة في نهاية الشهر الحالي، في محاولة منها لتشجيع
الشباب على
الزواج، وتأمل من خلاله السلطات الحكومية بأن تسهل عقد قران 100 ألف شاب.
ويستدرك التقرير بأن هناك شكوكا حول نجاح المشروع في بلد يفضل فيه الشباب زواج المتعة، أو ما تعرف هناك بـ "الصيغة"، وهناك ما يزيد على 300 موقع "للتعارف" على الطريقة الغربية.
وتبين المجلة أن الإعلان عن إنشاء الموقع يعبر عن حجم المشكلة التي تعاني منها الحكومة الإيرانية لدفع الشبان على الزواج وبناء عائلة. فقد هدد محافظ مدينة همدان العمال المدنيين من غير المتزوجين بخسارة وظائفهم، إن لم يعثروا على زوجة خلال عام. وعندما لم تنجح هذه الوسائل، يبدو أن الحكومة لجأت إلى إنشاء موقع للخطوبة على الإنترنت.
ويقول التقرير إن الكثير من الشباب يعبرون عن تذمرهم من الارتباط العائلي، خاصة أن نموذج العائلة التقليدية قد انهار. ونسبة الطلاق عالية، فبحسب الأرقام في العاصمة طهران، فهناك حالة طلاق واحدة بين كل ثلاث زيجات. ورغم هذا كله، إلا أن الحكومة لا تمانع زاوج المتعة، الذي يمكن أن يمتد من ساعة إلى أعوام.
وتجد المجلة أن مصدر القلق لدى الحكومة نابع من أن نسبة الشبان ممن هم تحت عمر الثلاثين عاما تصل إلى 55% من عدد سكان إيران، البالغ عددهم 77 مليون نسمة.
ويشير التقرير إلى أن عدم قدرة الحكومة على إغلاق مواقع
التعارف اللاأخلاقية الغربية دفعها إلى أن تتحول إلى "خاطبة". ولا يتوقع أن يترك الموقع أثرا كبيرا على الشبان بعيدا عن الأحياء الدينية. ويقول فرهاد (32 عاما): "مهما كنت بحاجة للزواج فلن أسجل اسمي في موقع تابع للحكومة".
وتوضح المجلة أنه بالنسبة للشباب فهذه الطريقة أسهل من الاعتماد على الطريقة التقليدية التي تقوم فيها العائلة باختيار رفيقة الحياة، أو ما تحاول الحكومة عمله اليوم عبر الإنترنت، فإن فرهاد ورفاقه وجدوا طريقة أسهل للقاء الفتيات ممن هن في سنهم.
ويذكر التقرير أن "دور – دور" هي واحدة من الطرق الشائعة في إيران، ويتم من خلالها تبادل أرقام الهواتف من خلال نوافذ السيارات في الأماكن العامة. وهناك "فيسبوك"، الذي تقوم الرقابة الإيرانية بتعطيله، ولكن من لديه "سوفت وير" غير قانوني يمكنه التحايل عل المنع وتبادل المعلومات الشخصية والتعارف. وهناك طريقة ثالثة وهي الحفلات المنزلية.
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالإشارة إلى أن عقد القران فقد جاذبيته عند البعض، فالبنات يشكلن نسبة 60% من المسجلات في الجامعات، والفتيات المتعلمات لا يردن أن يكنّ زوجات أولا.