نعم يا سيسي، فنحن أشباه الدول التي ساعدتك وبكل اسف في الإطاحة بالرئيس الشرعي المنتخب بدون ذنب ..
نعم يا سيسي فنحن لدينا اموال متلتلة على قلوبنا اعطيناكها وانت لا تستحق ..
نعم يا سيسي فنحن نعتذر عن سوء تقديرنا للأمور والتي اتت بأمثالك الى سدة حكم بلد عظيم وشعب عظيم هما مصر والمصريون ..
إن هذه الحقائق الأخيرة وليس
التسريبات الأخيرة -ونقول الأخيرة كونها ليست الأولى- أوضحت لنا بجلاء ان رهاننا كان على حصان اعرج، وان حجم الأموال التي انفقت على امثاله دعما وتمويلا كان تورطا مكلفا ومستنزفا بقرار من مجموعة ضيقة كانت تستحوذ على ديوان الملك عبدالله رحمه الله، وما كان يحظى بالتوافق داخل دوائر الحكم ..
فنحن لم نجرب على الأخوان ما يمس هذه البلاد ولا امن هذه البلاد لا من قريب ولا من بعيد، حتى يكونوا اعداءنا ونصنفهم كمجموعات ارهابية، ولم يكن من اللائق بنا ونحن الدولة الكبيرة المؤثرة على مستوى العالم ان ندور في فلك دولة الأمارات وتحديدا امارة ابوظبي ايا كانت الأسباب الخاصة بهم .. في اندفاعها واستماتتها لإنجاح الانقلاب على حساب آلاف الضحايا والخراب الذي حل بمصر.. وبكل اسف تمكنت ابو ظبي من التأثير في قرارنا بما يضمن موقفنا لصالح خططهم ومؤامراتهم وسياساتهم العدوانية الحاقدة، تجاه التيار السياسي الإسلامي والثورات العربية ..
هذه الحقائق وليس التسريبات كما قلنا تثبت صحة تقديرات دولة قطر الصغيرة وعمق نظرتها واتزان سياستها الأولى في الموقف من الانقلاب العسكري الدموي في مصر، وقد تدفعها لصرف النظر تماما عن الانفتاح على حكم الانقلاب في مصر رغم أنها مهدت له بخطوات بسيطة احتراما لرغبة الراحل عبدالله بن عبدالعزيز واحتراما له رحمه الله وليس عن قناعة منها ..
فالحمد لله الذي كشفك ومن حولك من العسكر على حقيقتك، ولن تجدي اي محاولة للتبرير بعد ان تبين لنا وجهك الحقيقي وباتت الحقيقة كضوء الشمس لا تحجب بغربال ..
لن نكون ايها المشير متعجبين عندما لا يبقى معك غير اسرائيل الذين يعرفون تمام المعرفة انهم لا يتعاملون مع دولة بل مع مجموعة انقلابية جعلت من الأخوان شغلهم الشاغل وتركت مصر والمصريين في ستين داهية، وبالتالي حتى هؤلاء ربما تتغير اتجاهاتهم تبعا لذلك ..
وما يتم تداوله بين فينة واخرى لا يعدو كونه صراعا محتدما داخل دوائر الحكم العسكري، وخصوم
السيسي أشبعوه صفعا وكشفوا هشاشة مكتبه وحقيقة العصابة التي تحكم وتستولي على سلطة مصر الكبيرة ..
ولم يعد من خيار امام احرار مصر الا خيار تجديد الثورة وتكثيف الضغط على العصابة الانقلابية الحاكمة، خصوصا مع محدودية خياراته في إنقاذ الوضع الاقتصادي والاجتماعي المنهار بعد تراجع الدعم الخليجي ..
اما نحن يا سيسي بيه فلسوف تعرف من نحن بعد وقت ليس بالبعيد ان شاء الله!
(نقلا عن صحيفة المقال الإلكترونية)