وثيقة تكشف التضييق على قاسم الجنابي قبل اغتياله (صورة)
بغداد - أحمد عمر24-Feb-1502:35 PM
شارك
كشف عن الوثيقة مصدر في ديوان محافظة بابل - أ ف ب
أظهرت وثيقة رسمية صادرة من محافظة بابل في العام الماضي، وكشف عنها مؤخرًا، محاولات التضييق التي مورست على الشيخ السني قاسم سويدان الجنابي، الذي تم اغتياله مؤخرًا بأيدي مليشيا شيعية في بغداد. وقد وعدت الحكومة العراقية بفتح تحقيق موسع بالحادث ونشر نتائجه على وسائل الإعلام.
وتبين الوثيقة التي كشف عنها مصدر في ديوان محافظة بابل (جنوب العاصمة بغداد)، قيام المعاون القانوني للمحافظ بإصدار أمر إلى شركات توزيع المنتجات النفطية، يلزمها بإيقاف تجهيز المعامل العائدة للجنابي بالوقود، لوجود مذكرة اعتقال صادرة بحقة بموجب المادة "4 إرهاب".
وطالب المعاون علي حسين العوادي (شيعي) وزارة النفط، بالتوقف عن التعاون مع الشيخ قاسم الجنابي لأنه كان معتقلا لدى القوات الأمريكية وصدرت بحقة مذكرة اعتقال من محكمة مختصة في بغداد، داعيا إلى اتخاذ موقف مماثل من أخيه باسم سويدان الجنابي لأنه كان بعثيا ويعادي العملية
السياسية الحالية، بحسب قوله.
من جهته، أوضح مصدر مقرب من عائلة الشيخ الجنابي، أن الوثيقة الحالية تعزز قناعتهم بوقوف جهات رسمية وراء عملية الاغتيال التي حصلت في العاصمة بغداد التي تشهد أكبر انتشار أمني، مبينا أن الفاعلين كانوا يتحركون بحرية كبيرة ومروا من خلال نقاط أمنية كثيرة قبل اغتيال الجنابي وإلقاء جثته.
وقال علوان رزيج الجنابي، أحد أقرباء الشيخ المغدور، في تصريح لـ"عربي21"، إن عملية الاغتيال تم تدبيرها على خلفية مطالبة الشيخ للقوات الأمنية بالسماح للسكان السنة بالعودة إلى منطقة جرف الصخر جنوب بغداد، التي سيطرت عليها مليشيا الحشد الشيعي وطردت أهلها منها.
وأضاف رزيج الجنابي، أن الشيخ قاسم سويدان كرر مؤخرا وفي عدة مجالس عامة ووسائل إعلامية، مطالبته للأجهزة الأمنية بإيقاف المضايقات الطائفية لسكان المناطق السنية في محافظة بابل، والكف عن سياسة التغيير الديموغرافي التي تتبعها مليشيا الحشد المشكلة بأمر المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني.
وعمد بعض النواب الشيعة إلى الترويج لرواية يتحمّل فيها تنظيم الدولة المسؤولية عن عملية اغتيال الشيخ الجنابي، دون أن يقدموا دليلا على اتهامهم، الأمر الذي عدّه التحالف السني "ضحكًا على الذقون".
ودعا النائب عن تحالف القوى السنية عبد العظيم العجمان مليشيا الحشد إلى قتال داعش في نينوى وليس بغداد الخالية منه، مبينا أن ادعاء وجود "داعش" في بغداد هو ضحك على الذقون ويمثل استهانة بالقانون والرئاسات الثلاث.
وكانت عناصر من مليشيا شيعية قد اختطفت في العاصمة بغداد النائب السني زيد الجنابي والشيخ العشائري قاسم سويدان الجنابي وولده العائد مؤخرا من الدراسة الجامعية في أوروبا ومجموعة من أفراد حمايتهما، قبل أن يطلق سراح النائب بعد الاعتداء عليه بالضرب، في حين تم إعدام الشيخ قاسم وولده وأفراد الحماية، وإلقاء جثثهم في مناطق متفرقة من العاصمة.
وفي أول رد فعل عقب حادثة الاغتيال، أعلن تحالف القوى العراقية "الممثل السياسي للمكون السني" عن تعليق حضوره في جلسات البرلمان، فضلاً عن قيام وزرائه بالامتناع عن حضور جلسات مجلس الوزراء، إلى أن يتم الوصول إلى الجناة وتقديمهم إلى العدالة.