أعلنت مصادر مقربة من النظام السوري تعيين قائد "
الفرقة 17" اللواء عادل عيسى قائداً للقوات البرية في
دير الزور شرق البلاد، وذلك رغم فشله سابقاً في صد هجوم تنظيم الدولة على الفرقة، ثم
مطار الطبقة العسكري، ليترك خلفه مئات العناصر ليقعوا بيد التنظيم.
ويُتهم اللواء عيسى بالفرار من المواجهات قبل نحو ثمانية أشهر، لتسقط الفرقة حينها بيد التنظيم، تاركاً خلفه عشرات العناصر الذين قتلوا عقب إتمام التنظيم سيطرته على الفرقة وكتيبة الكيمياء داخلها.
وجاء تعيين اللواء عادل عيسى خلفاً للواء موفق الأسعد. وقد لاقى تعيينه موجة من السخط والشتائم لدى الموالين للنظام، وخاصة ممن قُتل أبناؤهم على يد التنظيم في "الفرقة 17" آنذاك.
وعقّب أحد أقرباء العناصر الذي قتل في الفرقة، ويدعى صلاح الدين علي، على تعيين عيسى قائلاً: "اللهم زد وبارك، محافظة وفرقة ومطار ولواء طاروا على يد اللواء هذا، أتمنى من القيادة الحكيمة أن تزيده أوساماً عسكرية، لأنه هو من قتل أكثر من مئتي عنصر من جيشنا الباسل، وليس الدواعش".
وكانت قيادة النظام السوري قد أسندت إلى اللواء عيسى قيادة مطار الطبقة العسكري في محافظة
الرقة رغم فشله في الدفاع عن "الفرقة 17"، ليسقط المطار لاحقاً بيد التنظيم، ويهرب اللواء عيسى برفقة ضبّاط كبار في قوات النظام السوري من المطار عبر طائرة مروحية، تاركين خلفهم مئات العناصر من قوات النظام ليتم إعدامهم على يد تنظيم الدولة.
وفي كلتا الحالتين لم يُحاسب اللواء عيسى، رغم أنه من المفترض أن يصنف تخليه عن جنوده وتركهم لمصيرهم كـ"خيانة عظمى" يحاكم عليها القانون بالإعدام في أنظمة قوات النظام السوري. وبدلاً من ذلك، أُسندت إليه زمام الأمور كاملة في سير المعارك البريّة في مدينة دير الزور وريفها شرق البلاد.
ويأتي هذا التعيين مع تصاعد حدة المواجهات بين قوات النظام وتنظيم الدولة، وإحكام الأخير حصاره على دير الزور المدينة، آخر معاقل النظام في المحافظة.
المؤيدون لتعيين اللواء عادل عيسى واجهوا الحملات الإعلامية المهاجمة له من صفحات التواصل الاجتماعي المحسوبة على النظام السوري، مستنكرين بأشد العبارات ما يتم تداوله عنه، ورأوا في ذلك إهانة لرتبته العسكرية.
وعقَّب أحد مؤيديه، ويدعى أحمد ماهر، قائلاً: "لماذا تضعون كامل المسؤولية على اللواء عادل فقط، وتنسون أنه أنقذ الحسكة من يد داعش، وتحاسبونه على ما حصل في "الفرقة 17" ومطار الطبقة، وتتجاهلون أن من قام بالهجوم حينها على المواقع العسكرية هو أبو عمر الشيشاني"، وكان هجومه عنيفاً، ولكنه بفضل قيادة اللواء الحكيمة سعى قدر الإمكان للسيطرة على الوضع"، حسب قوله.