في أوضح مؤشر على نيته توظيف نتائج الانتخابات في إعادة صياغة المؤسسات
الإسرائيلية بما يخدم أيديولوجيته، أعلن اليمين الإسرائيلي نيته الحد من سلطات الجهاز القضائي، ومنعها من التدخل لإحباط القرارات والإجراءات
العنصرية التي تتخذها إسرائيل ضد فلسطينيي الداخل والفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأعلن يورام ليفين، رئيس كتلة حزب الليكود الحاكم في الكنيست، أن الكتل اليمينية ستحرص على تمرير مشاريع قوانين تقلص من قدرة المحكمة العليا على التدخل في القرارات الصادرة عن الحكومة، مشدداً على أن الحكومة تعبر عن "إرادة الشعب" وليس المحكمة العليا، التي لا يحق لها أن تصدر أي قرار يتعارض مع سياسات الحكومة.
يذكر أن المحكمة العليا في إسرائيل ترفض التدخل في القرارات التي يتخذها جيش الاحتلال والحكومة الصهيونية، المتعلقة بمصادرة الأراضي وتدمير البيوت الفلسطينية، بحجة أن الأمر يخضع لاعتبارات "الأمن القومي". ومع ذلك، فإن قوى اليمين تريد تصفية هامش المناورة المتاح أمام المحكمة بشكل كامل.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى، مساء السبت، أن كتل اليمين تريد تقليص هامش المناورة أمام المحكمة العليا لكي تنحصر اختصاصاتها في القضايا التي لا تتعلق بالقضايا السياسية والأمنية والتشريعية ذات العلاقة بطابع "الدولة اليهودي"، وهو ما يعني منع المحكمة من الاعتراض على القوانين العنصرية التي يخطط البرلمان الجديد لإصدارها.
وفي السياق، دعا نواب من جميع الأحزاب اليمينية إلى سن تشريعات تنص على إعادة بناء المؤسسات الإعلامية في إسرائيل بهدف زيادة قدرة اليمين على التحكم في الرسائل الإعلامية.
وقد اتهم رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو وسائل الإعلام بالتواطؤ مع قوى اليسار والوسط من أجل إفشاله في الانتخابات؛ من خلال طرح تغطية انتقائية تركز على سلبياته وفساد زوجته.
ويستدل من التصريحات التي أدلى بها عدد كبير من نواب اليمين، على أنهم عازمون على تمرير تشريعات تقلص من هامش المناورة أمام وسائل الإعلام، وتحدد لها خطوطا حمراء، وتفرض قيوداً على القضايا التي سيتم نقاشها.
من ناحية ثانية يخطط قادة اليمين للتوجه لأثرياء يهود في أمريكا وأوروبا وأستراليا؛ لتبني إقامة مشاريع إعلامية داخل إسرائيل تتبنى الخط اليميني المتشدد، من أجل زيادة التأثير على الجمهور الإسرائيلي.
على صعيد آخر، بدت النخب الصهيونية تعبر عن يأسها من إمكانية إزاحة اليمين عن سدة الحكم في يوم من الأيام؛ بسبب تجذر قوته الاجتماعية والسياسية.
وقال الكاتب رون فوكسمان في مقال نشرته صحيفة "معاريف" الأحد، إن ما بات مؤكداً أن اليمين الإسرائيلي أقوى من أن يتم انتزاعه من كراسي الحكم، بسبب انجراف المجتمع الإسرائيلي بثبات نحو اليمين والتطرف.
وأضاف فوكسمان، ذو التوجهات اليسارية: "علينا أن نعترف بالحقيقة المرة، التنافس على الحكم بات خاسراً، علينا أن نقر بأن الفيلم انتهى تماماً، وأنه لا حاجة لتضليل الجمهور وقواعد اليسار، المجتمع الإسرائيلي لا يرى إلا في اليمين قيادته السياسية".