نشرت صحيفة "لوموند" تقريرا حول نجاح
تنظيم الدولة في السيطرة على مناطق حيوية في كل من
سوريا والعراق، مقابل فشل الاستراتيجيات الأمريكية في دفع قوات التنظيم إلى الوراء.
وصرحت الصحيفة، في تقريرها الذي اطلعت عليه "
عربي21"، بأن نجاح مقاتلي تنظيم الدولة في السيطرة على مدينة
تدمر السورية بعد ثلاثة أيام من إسقاطه
الرمادي بالعراق، وأقل من سنة على إطاحته بمدينة الموصل، ثاني أهم مدن
العراق؛ يثبت نجاح التنظيم في اكتساح المجال الجغرافي الذي يمتد على حدود لم تعد لها أية قيمة.
وأشارت إلى صعوبة وقع سقوط هذه المنطقة التاريخية على القوات الموالية لبشار الأسد، حيث إنها فشلت في الدفاع عن مكان استراتيجي كانت توظفه لاحتجاز الإسلاميين وتعذيبهم وقتلهم، رافضة التدخل الأمريكي، مخافة أن يبدو منافسا للنظام السوري ومكملا له.
وأفادت بأن سقوط الرمادي قد مكن من تسليط الضوء على نواقص الاستراتيجية الأمريكية في مواجهة التنظيمات الموصوفة بـ"التطرف"، والتي تهدف أساسا إلى دمج الفصائل العراقية على أرض المعركة، ودعمها بقصف جوي مكثف من قبل الجيش الأمريكي.
وأضافت الصحيفة أن السويعات الأخيرة التي سبقت سقوط عاصمة محافظة الأنبار السنية في 17 أيار/مايو الجاري؛ تثبت محدودية تأثير الضربات الجوية الأمريكية التي تمثل الركيزة الأولى لهذه الاستراتيجية "الفاشلة"، في الوقت الذي أشارت فيه هزيمة الجيش العراقي إلى تحد آخر، وهو فشل حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي في سد الفجوة الطائفية بين السنة والشيعة.
وفي هذا السياق؛ ذكّرت الصحيفة بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، كان قد اشترط التغلب على الإشكالات الطائفية التي تعصف بالمجتمع العراقي لمواصلة العمليات التي تقودها دولته، غير أن التجاذبات المجتمعية حالت دون إنشاء حرس وطني يمكَّن للسنة لعب دور هام فيه، على غرار مليشيات الصحوات التي ساهمت في إسقاط المجموعات الموصوفة بـ"التطرف" في عامي 2007 و2008.
ونوهت الصحيفة إلى استعصاء تأكيد سقوط مدينة الرمادي على البنتاغون، غير أن الناطق الرسمي باسم البنتاغون، جوش آرناست؛ حاول التخفيف من وطأة الخبر عبر التذكير باعتراف الرئيس الأمريكي بصعوبة مهمة الإطاحة بتنظيم الدولة، والتحذير من إمكانية طول المدة التي يمكن أن يتطلبها ذلك بما يتضمنه من نجاح وفشل.
وأشارت إلى أن آرناست شدد - كغيره من السياسيين الأمريكيين - على استرجاع المدينة عاجلا أم آجلا، مذكرا بالهزائم التي أُلحقَت بتنظيم الدولة في منطقة عين العرب بسوريا، وتكريت بالعراق، سعيا منه لإثبات نجاعة الاستراتيجية الأمريكية. في الوقت الذي أكد فيه الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض؛ مشروعية الاستعانة بالمليشيات الشيعية التي لطالما نددت بها الفصائل السنية، مشيرا إلى موافقة مجلس محافظة الأنبار على ذلك، واحتواء القوات المساعدة لمتطوعين سنة ومقاتلين قبليين، مطمئنا ببقاء هذه المليشيات تحت سيطرة بغداد.
وأحالت الصحيفة على تقرير لمؤسسة "رند" الأمريكية، أشارت فيه إلى تغلغل تنظيم الدولة في المناطق التي نجحت في إحكام قبضتها عليها، منبهة إلى اختلال التقسيم الإقليمي لعائدات النفط جراء عمليات التهريب التي لطالما سعت القوات الجوية لاستهدافها، إضافة إلى تحمل الاستراتيجية الأمريكية المتراجعة تداعيات اختلال المصالح الإقليمية لمختلف مكونات الائتلاف المناوئ لتنظيم الدولة.
وخلصت الصحيفة إلى أن نجاح تنظيم الدولة في السيطرة على مدينة الرمادي؛ ساهم في دعم موقف الجمهوريين بالولايات المتحدة المندد بـ"جبن" الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والداعم لوضع استراتيجيات بديلة، وإرسال قوات إضافية احتياطية.