لم يتوقع الأمين العام لحزب الله اللبناني، أن يكون صدى تصريحاته حول القتال في سوريا في هذا الشكل الذي أثار ضجة في لبنان والوطن العربي، ولم تفلح التبريرات التي ساقتها القيادات الحزبية في تخفيف الجدل الدائر.
وكان نصر الله قد وضع اللبنانيين، في حديث له مع جرحى حزبه بسوريا، أمام ثلاثة خيارات "لا رابع لها" على حد قوله، فإما أن يحاربوا أكثر من السنوات الأربع الماضية، أو أن "نستسلم للذبح ونساؤنا للسبي"، وثالثها أن "نهيم على وجوهنا في بلدان العالم".
وما إن أعلن نصرالله في تصريحاته "التعبئة" للقتال في سوريا، حتى نشر النشطاء هاشتاغا كان الأعلى في لبنان تحت عنوان "#هيا_الى_التعبئة_العامة"، تهكموا فيه على تصريحات نصرالله واستهجنوها.
وكتبت الصحفية
اللبنانية ديانا مقلد منتقدة دعوة نصرالله:
وكتب الباحث في العلاقات الدولية علي باكير على حسابه في "تويتر"، معلقا على خيارات نصرالله الثلاث:
وقالت الصحفية ليدا فخر الدين:
بدوره، قال الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي في حوار له على قناة الجزيرة، إن "الدعوة إلى قتال التكفيريين والتي دخل
حزب الله على أساسها
سوريا عام 2011، تؤكد أن الحزب هو المعتدي على الشعب السوري الذي ثار وكان أقصى ما يريده هو العودة إلى دستور 1950 الذي يضمن حقوق كل المكونات في البلاد".
وحدد فهمه لكلمات
نصر الله بوضوح: "إنها تعبئة طائفية بدعوة أبناء
الشيعة للمعركة"، بينما يوشك بشار الأسد على إعلان التعبئة للعلويين من أجل معركة الساحل.
وفي محاولة للتخفيف من وطأة التصريحات، قال مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف في بيان اطلعت عليه "
عربي21"، إن "بعض ما نشر على وسائل التواصل الاجتماعي وعدد من الصحف المحلية من حديث سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم الجريح هو مجتزأ وقد أُخرج عن السياق الطبيعي والتسلسل المنهجي للخطاب".
يشار إلى أن حزب الله يقاتل منذ سنوات في سوريا إلى جانب القوات الموالية لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، وقد سبق لنصر الله أن صرح بأن الحزب سيكون موجودا في كل مناطق القتال، كما سبق له أن أعلن الانتصار في سوريا، قبل أن يعود اليوم ليحذر من "الخطر الوجودي".