كتب إد روجرز مقالا في صحيفة "واشنطن بوست"، اتهم فيه الرئيس الأمريكي باراك
أوباما بالمسؤولية عن صعود
تنظيم الدولة وازدياد قوته.
وكان روجرز يعلق على ما جاء في تقرير كتبه روبرت كوستا في الصحيفة ذاتها، وأشار فيه إلى توجيه الجمهوريين اللوم للرئيس أوباما، الذي لم يسمح لتنظيم الدولة بالتطور والنمو كونه حركة إرهابية فقط، ولكن لفشله الفعلي في مواجهة التنظيم أثناء صعوده.
ويقول روجرز، الذي عمل في البيت الأبيض سابقا، ويعمل حاليا مديرا لشركة لوبي اسمها "بي جي أر"، إن هناك بعض الاعتراضات لدعوات الجمهوريين، الذين يرون أن أوباما ليست لديه سياسة خارجية واضحة، ويضيف: "حسنا، ونعم، تنظيم الدولة هو 100% من صنع سياسات أوباما، ببساطة وبوضوح".
ويتابع الكاتب قي مقاله، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، بأنه "باعترافه، أعلن أوباما نهاية الحرب في
العراق، حيث كان يقف أمام الجنود العائدين لقاعدة براغ في نورث كارولينا يوم 14 كانون الأول/ ديسمبر 2011. ففي خطابه ذاك قال إن الولايات المتحدة تغادر تاركة وراءها (عراقا يحافظ على سيادته، مستقرا ويعتمد على نفسه بحكومة ممثلة)، ولم يكن هناك تهديد من تنظيم الدولة في ذلك الوقت".
وتشير الصحيفة إلى ما قاله أوباما هذا الشهر في مقابلة مع جيفري غودلبيرغ من مجلة "أتلانتك"، وبعد يوم من سقوط الرمادي: "لا، لا اعتقد أننا نخسر". وعلق روجرز: "أتساءل ماذا تعني الخسارة لهذه الإدارة، فهذه ليست نكسة تقنية".
ويعتقد الكاتب أن الخسائر في العراق وفي
سوريا هي نتاج ثلاثة قرارات رئيسة لأوباما، وهي:
الأول: سمح أوباما لحكومة نوري المالكي الطائفية البقاء حتى بعد أن فشلت في الانتخابات البرلمانية عام 2010.
ثانيا: قرر أوباما الانسحاب عام 2011، دون أن يتأكد من بقاء قوة أمريكية في العراق.
وثالثا: رفض أوباما تحديد وتدريب قوة قتالية معارضة لنظام بشار الأسد في سوريا.
ويقول روجرز: "حتى نكون واضحين فقد كان أوباما مسؤولا بشكل كامل عن صعود تنظيم الدولة، الذي وصفه بأنه فريق هواة، وهو مسؤول عن زيادة توسعه في غرب العراق ونصف سوريا".
ويضيف الكاتب: "ندفع ثمن قرارات الرئيس، ورفضه تنمية وتسليح قوة من الحلفاء قادرة على تشكيل الأحداث في العراق وسوريا. وكما أشار مصدر من المصادر التي وردت في التقرير الصحافي لـ"واشنطن بوست" ففي 18 أيار/ مايو (خلقت السنستان) أمام أعيننا".
وتبين الصحيفة أن "المصادر المطلعة كلها تعرف أن الأمور ستزداد سوءا قبل أن تتحسن، وعليه فسنفترض أن تنظيم الدولة سيستمر حتى يعترف الرئيس بالوقائع الجديدة، ولن يحدث هذا في الوقت الذي لا يزال فيه المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست يدعي نجاح الاستراتيجية الأمريكية ضد تنظيم الدولة. وعليه لا توجد هناك فرصة لكي يعترف فيها الرئيس أن حدود دولة اسمها العراق، التي تحكم من بغداد، لم تعد موجودة، أو أن أمة اسمها سوريا بحدودها الحالية لن تحكم من دمشق".
ويقول روجرز في مقاله، الذي ترجمته "
عربي21": "على أي حال فلطالما اتهمت البيت الأبيض بأنه لا يملك النظرة العميقة، وغير قادر على الوعي بالذات أو حتى نقدها. ولهذا ورغم الحالة الطبيعة الطارئة لأحداث العالم فإنه لا يوجد أمل لأن تتم مراجعة سياستنا الخارجية وأهدافها".
وتلفت الصحيفة إلى أن غياب النظرة العميقة والتمسك بالوهم وحالة الإنكار، وعدم القدرة على التعامل مع العالم، ظهرت يوم الأربعاء أثناء تعليقات أوباما في حفل تخريج طلاب أكاديمية خفر السواحل الأمريكية، ويقول الكاتب: "ففي ضوء الوقائع التي تشير إلى تدهور أمريكا وتراجعها عن موقعها في المسرح الدولي، والتهديدات المتزايدة لبلدنا، فقد فكر الرئيس أن أفضل ما يقوله لقوة في الجيش الأمريكي هو: (تمثل التغيرات المناخية تهديدا خطيرا للأمن الدولي، تهديدا مباشرا لأمننا القومي، ولهذا يجب أن نتحرك وعلينا التحرك الآن)".
ويعلق روجرز بأنه "مثلما كان الرئيس مخطئا في كل شيء آخر يتعلق بأمننا القومي، فربما كان مخطئا حول التهديد الذي يراه نابعا من الانحباس الحراري، ورغم أن هذه أمور خطيرة، لكن من الصعب عدم السخرية مما قاله الرئيس في الأكاديمية، وربما لو استمر الانحباس الحراري على المدى الذي يرغبه الرئيس، فقد يحسن في الحقيقة من وضع أمريكا. وربما لعب الانحباس الحراري لصالح أمريكا؛ لأن الرئيس لا يعمل لصالحها. وقد يؤدي الانحباس الحراري إلى خلق فيضانات في جزر الصين، وقد يؤدي الجو الدافئ إلى الضغط على مكيفات الهواء في مختبرات كوريا الشمالية، حيث يقوم الباحثون بتصنيع السلاح النووي. وقد تنفتح ثغرة وتبتلع فلاديمير بوتين، ما يصعب عليه مواصلة إهانة الرئيس، وربما ضرب جفاف تنظيم الدولة، ما سيوقفها عن ذبح ما تبقى لنا من حلفاء في الشرق الأوسط".
ويخلص الكاتب إلى القول: "على أي حال، فإنه يجب على الأصوات الجمهورية الراغبة بأن تحل محل اوباما أن تتحدث وبشكل عاجل حتى يلاحظ العالم ما تقوله، حتى لو استمر أوباما في تصريحاته المشوشة على المسرح الدولي، فربما أرسلت تصريحاتهم القوية التي سيدعمها قادتنا الجمهوريون في الكونغرس، رسالة تدعو أعداءنا ومنافسينا إلى التقليل من طموحاتهم؛ لأن (شريفا/ قائد شرطة) سينتخب بعد 20 شهرا في البيت الأبيض".