رجح جيفري وايت زميل الشؤون الدفاعية في معهد واشنطن والضابط الكبير السابق المختص بشؤون الاستخبارات العسكرية، أن يعاني نظام الأسد من تراجعات إضافية في إدلب وشرق حمص بعد
هزائمه الأخيرة في تلك المناطق.
وقال وايت في قراءة نشرها معهد واشنطن لنتائج المعارك الأخيرة، إنه إذا ما قرر
تنظيم الدولة الاستيلاء على مواقع
النظام في دير الزور، فمن المرجح أنه سينجح في انتزاع المحافظة بأكملها من النظام.
ولفت إلى أن هزيمة النظام في حلب إن وقعت فستكون أكبر ضربة قد يتلقاها، إلا أنها لن تعني بالضرورة انتهاء الحرب.
ورأى أن الاستراتيجية العسكرية التي اعتمدها النظام لاستنزاف مقاتلي
المعارضة بالاعتماد على قدراته وحشده المزيد من الموارد، واحتفاظه بمواقع رئيسة، بدأت تفشل بسرعة بعد أن كانت تحقق له نجاحات خلال السنوات الماضية.
وقال إن القوات النظامية وغير النظامية على حدّ سواء تفتقر إلى الروح الهجومية، وحتى أنها تظهر علامات عن دفاع فاتر بالإضافة إلى أن المواقع الدفاعية القوية مثل وادي الضيف والحامدية ومعسكر المسطومة في محافظة إدلب سقطت بسرعة مذهلة.
ولفت إلى أن التنسيق والتعاون بين قوات الثوار قد تحسّن إلى حدّ كبير، وخاصة في شمال البلاد وجنوبها. فقد أصبح الثوّار يعملون بشكل متظافر في بعض الأحيان، وفي أماكن، وعلى نطاق لم يتمكنوا من القيام به من قبل.
ورأى وايت أن لوجستيات المعارضة المسلحة التي لطالما كانت نقطة ضعفها، فيبدو أنها قد تحسنت إلى درجة تمكّنها من شن عمليات هجومية متواصلة. وقد نتج ذلك عن تحسّن المساعدات الخارجية التي يُعتقد أنها تأتي من تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر، بالإضافة إلى قدرة المعارضة على الحصول على غنائم كبيرة من السلاح والذخيرة من قوات النظام عند إلحاق الهزيمة بها في المعارك.
وأضاف أن الساحة على المدى المتوسط قد تشهد تزعزعاً في مواقع النظام في غرب محافظة حلب أو خسارته له بالإضافة إلى تآكل إضافي في مواقعه في كل من شمال حماة وشرقها.
وأشار إلى أن الحرب وعلى المدى الطويل، سوف تتقدّم بصورة أكبر نحو مناطق أساسية يسيطر عليها النظام، من بينها محافظة اللاذقية ومحافظات غرب حماة وحمص، بالإضافة إلى مواقع داخل مدينة دمشق وحولها. وسوف يحاول النظام جهده للحفاظ عليها، وستكون انتصارات الثوار مكلفة له، خصوصا إذا وفر حلفاء النظام تعزيزات لدعمه.
واعتبر وايت أن النظام السوري يرى التوقعات القريبة والبعيدة مظلمةً، حتى وإن أمكن إنقاذه بفضل دعم مكثف من إيران وحزب الله، إلا أن الوضع على الأرجح سيكون عبارة عن تدهورٍ مطوّل يتميّز بالمعارك الخاسرة والمواقع المفقودة والاستنزاف الذي لا يمكن تعويضه.
ورأى وايت أنّ معارضي النظام مستعدّون لخوض حرب طويلة وتحقيق نجاحات متزايدة على أرض المعركة في
سوريا.
ورجح وايت أن تنتصر مجموعة من معارضي الأسد المسلّحين، أي أن تبعد النظام عن الوجود أو أن تحوّله إلى بقايا دولة صغيرة يحميها حزب الله على ساحل البحر المتوسط. وفي النهاية، فقد يدمّر معارضو النظام ما يتبقى من هذه الدولة الرديفة التي ستكون على الأرجح منعدمة الاستقرار وغير قادرة على الصمود.
وتوقع أن تنتج التطورات العسكرية وضعا سياسيا جديدا في سوريا يحتاج المنتصرون فيه، الذين لن يكون الأسد من بينهم على الأرجح، إلى ترتيبه. وسيكون من الصعب تحديد ماهيّة هذا الوضع السياسي، لكنه يكون بالتأكيد معقّدا، وعلى الأرجح عنيفا.