اهتمت وسائل الإعلام والصحف التركية المختلفة، الصادرة صباح الإثنين، بالانتخابات التشريعية التركية التي جرت أمس، وأشارت نتائجها الأولية غير الرسمية إلى فوز حزب “
العدالة والتنمية” الحاكم بالمركز الأول.
"العدالة والتنمية" في الصدارة.. لماذا يفرح الأخرون؟
يقول الكاتب "إبراهيم كاراغول" في مقال له بصحيفة "يني شفق" لا تحزنوا، لا تفقدوا الأمل، لا تروا هذه النتائج كهزيمة. استطاع الحزب الذي يحكم
تركيا من 13 عام الفوز مرة أخرى في أغلبية الأصوات التي تم فرزها أمس، استطاع هذا الحزب الحصول على نسبة أعلي من 40 %، استطاع مرة أخرى أن يكون في المقدمة أمام الأحزاب الأخرى، نحن نتحدث عن حزب استطاع الفوز 11 مرة في
انتخابات تركيا المختلفة، حزب استطاع أن يكون أعلى ب 16 درجة من الحزب الذي يليه.
ويلفت الكاتب إلى أن الغريب في الأمر؛ هو قيام الحزب الحاصل على نسبة 13% -
الشعوب الديمقراطية الكردي- بالتحدث وكأنه الحزب الحاصل على الأغلبية في الانتخابات؛ أتحدث عن الحزب الخاسر دوما حزب الشعب الجمهوري، هذا الحزب لن يفوز على حزب العدالة والتنمية أبدا في أي يوم من الأيام، هم أيضا بالأمس فرحوا فقط لأن هناك بضعة نقاط انخفضت من رصيد حزب العدالة والتنمية، أهذا مستوي فرحهم ومعيار نصرهم المساكين!؟
ويرى الكاتب بأنه لا يمكن أن يكون هناك أي نظام سياسي، في تركيا، بدون حزب العدالة والتنمية، في تركيا هناك أغلبية عظيمة اختارته من جديد مرة أخرى، اختارته مرة أخرى كقيادي ورائد سياسي لتركيا واستقرارها وتطورها، حتى وإن لم يستطع أن يكون حكومة منفردة، حتى وإن خسر بعض الأصوات إلا أنه مازال الحزب الأقوى رقم واحد في تركيا، وكما سيستمر هذا الحزب ليكون التيار السياسي الأول والأقوى في تاريخ تركيا.
وبحسب الكاتب فإن هذه الانتخابات ستكون درسا له؛ بعدها سيسأل نفسه، أين أخطأ وأين أصاب، وعلى هذا الأساس سيصحح مساره ويعود أقوى، وأعتقد أنه سيعود من جديد أقوى وأكثر جدارة مما كان عليه، إن العقلية السياسة المحترفة والتجربة العملاقة موجودة بضخامة في حزب العدالة والتنمية، لا تهتزوا، يقول الكاتب.
الانتخابات التركية والحزب الخاسر على الدوام
يرى الكاتب "جم كوجوك" في مقال له بصحيفة "ستار" بأن حزب الشعب الجمهوري – أكبر أحزاب المعارضة التركية-، هو الخاسر على الدوام، فمازال ينتقد ذاته بنفسه من خلال زعيمه وسياسته الركيكة، وذلك لأنه على مدار خمس سنوات لم يستطع تحقيق ما يطمح إليه أبدا، مما جعل ناخبه بشكل كبير يتجه لينتخب حزب الشعوب الديمقراطي "الكردي"، وعلى الرغم من هذا كله يخرُج علينا كيلجدار أوغلو، بالأمس، ليتكلم وكأنه الفائز بالأغلبية الانتخابية.
ويفيد الكاتب بأن حزب الحركة القومية هو أحد الفائزين في الانتخابات، في الحقيقة يجب دراسة وضع حزب الحركة القومية مع وضع حزب الشعوب الديمقراطي بنفس الكفة، وذلك لأن الحزبين يشكلان أقطاب مضادة "أحدهم قومي تركي والأخر قومي كردي"، لكنهما متقاربين في الوقت نفس، في هذه الانتخابات استطاع حزب الحركة القومية الشعور بالتأثير السلبي "لعملية الحل والسلام"، وتمكن من خلال هذا الشعور الاستفادة من أصوات القوميين في المجتمع التركي. أما حزب الشعوب الديمقراطي فاستطاع تسجيل ارتفاع قياسي في عدد الأصوات التي حصل عليها من مدينة إسطنبول وإقليم شرق جنوب الأناضول، حتى لوحظ أن أصواته في المدن الغربية "مدن تمركز العلمانيين والقوميين"، ارتفع بقوة.
ويقول الكاتب لا أعلم لو قولت بأن حزب الشعوب الديمقراطي حصل على أصوات الأمانة الثابتة من "المواطنين الأكراد"؛ هذه الأصوات ستكون ثابتة أم مؤقته هذا سنراه في الانتخابات المُقبلة؛ ولكن يجب أن نعترف بأن حزب الشعوب الديمقراطي استطاع تحقيق نجاح باهر في هذه الانتخابات.
وينتقل الكاتب للحديث عن حزب العدالة والتنمية... يجب أن يتم البحث بكل دقة وعناية في كل قرية وحي ومدينة عن الأسباب التي جعلت حزب العدالة يخسر أصواته، في الحقيقة 41 % ليست بالنسبة السيئة، ولكن ما إذا قورنت بانتخابات 2011 نجد أن هناك 7 نقاط تراجع سُجلت لحزب العدالة والتنمية، يجب البحث عن أسباب نقاط التراجع هذه بدقة، هل هذه الأسباب هي "عملية السلام"، أم الاقتصاد، أم السياسة الخارجية والداخلية...
ويمضي الكاتب قائلا: كما يجب بحث هذه الأسباب داخل نفوس الشعب وحسب تقييمه، إذا تم دراسة هذه الأسباب بموضوعية وواقعية يُمكن تحديد أخطاء حزب العدلة والتنمية وتجنبها.
ويضيف الكاتب: حسنا، وبما أن هذا هو الواقع؛ ماهي الحكومة التي يُمكن أن تخرج من هذا الجدول؟ لو اعتقدنا بأن حزب الحركة القومية وحزب الشعوب الديمقراطي من الصعب أن يتحالفا، فان تحالف حزب العدلة والتنمية وحزب الحركة القومية أو حزب العدالة والتنمية والشعب الجمهوري محتمل ومتوقع، ولكن في جميع الأحوال في اعتقادي بأن سيناريو الانتخابات المبكرة هو الأكثر واقعية في الوضع الحالي؛ وهذا يعني أنه في شهر أكتوبر أو نوفمبر نحن على أبواب انتخابات جديدة.
ولكن لا نعلم، لا ندري أبدا! ممكن أن نسمع في أي لحظة بأن هناك تحالف حزبي تحقق، ويمكن أن نرى الكثير من الإجراءات التي لم نتوقعها قد حدثت، وذلك لأننا تعودنا على الغرابة والمفاجأة في تركيا.
الانتخابات التركية.. التاريخ المتكرر
يشير الكاتب علي كاراحسن أوغلو في مقال له بصحيفة "يني عقد" إلى أن التاريخ يتكرر.. فعندما يخرج القائد من الحزب، دينماكييته تضعف. وهذا ما حدث في حزب الوطن الأم عندما خرج منه تورجوت أوزال -زعيم تركي قريب لأردوغان في الدينماكية والبراعة-، وهذا ما يحدث الآن في حزب العدالة والتنمية بعد ترك رجب طيب أردوغان له... عندما تم اختيار تورجوت أوزال رئيسا للبلاد وترك الحزب، واجه حزب الوطن الكثير من الخسائر.
وعن قضية حزب العدالة والتنمية، يقول الكاتب للأسف تزامن اختيار رجب طيب أردوغان رئيسا للجمهورية وتم تصفية الكثير من وزراء حزب العدالة والتنمية المخضرمين الديناميكيين بسبب انتهاء مدتهم الوزارية -المحددة ب 12 عام حسب النظام الداخلي لحزب العدالة والتنمية-، هذان الأمران جعلا حزب العدالة والتنمية يخسر الكثير من أصواته.
ويفيد الكاتب بأن حزب العدالة والتنمية بدأ فوزه الانتخابي عام 2002 بنسبة 34,43 % وارتفعت عام 2007 إلى 46,85 % وعام 2011 وصلت إلى القمة وأصبحت 49,83 %.
وبحسب الكاتب فعندما وصلت تركيا إلى الانتخابات الرابعة اليوم نجد أن هناك تغير جدي وغير متوقع، ولكن مازال علينا أن نعترف بأن حزب العدالة والتنمية مازال الأقوى والأول، فهو حصل على نسبة عالية جدا مقارنة بالأحزاب الأخرى، فعنده الآن أعداد نواب تفوق ضعفي نواب الحزب الذي يليه من حيث النسبة.
ويقول الكاتب نعم يمكن لكم أن تقولوا بأن حزب العدالة والتنمية خسر لأنه لن يستطيع تأسيس حكومة منفردة تجمع وزراءه فقط، ولكن ماذا يمكن أن تقولوا عن خسارة حزب الشعب الجمهوري الكبيرة والكاسحة؟
ويوجه الكاتب رسالة لأكبر أحزاب المعارضة قائلا: يا حزب الشعب الجمهوري؛ أنت معارض وتوعد الشعب وعود مغرية وخيالية، ولكن على الرغم من ذلك لم تستطيع كسب أصواتك القديمة حتى!! وفي الأساس هذا هو الموضوع الذي يجب دراسته؛ أسباب الخسارة المروعة لك يا حزب الشعب الجمهوري.
لأول مرة.. 18% نسبة المرأة في البرلمان التركي
وأوردت صحيفة “صباح” في تقرير لها متعلق بالانتخابات البرلمانية التركية التي تم اجراؤها بالأمس؛ بأن انتخابات 7 يونيو كانت مثمرة جدا بالنسبة للمرأة التركية؛ حيث أنه في هذه الانتخابات استطاعت المرأة، على غير عادتها، الحصول علي أكبر نسبة تمثيل في البرلمان.
وأضافت الصحيفة بأن نسبة تمثيل المرأة في هذه الانتخابات وصلت إلى 18% لتفرق 4 نقاط إيجابية مقارنة بالانتخابات السابقة. وأشارت الصحيفة إلى أنه في هذه الانتخابات، تمكنت 42 امرأة عن حزب العدالة والتنمية و31 امرأة عن حزب الشعوب الديمقراطي و21 امرأة عن حزب الشعب الجمهوري و4 عن حزب الحركة القومية من دخول الانتخابات.
وبينت الصحيفة في تقريرها بأنه حسب عدد النائبات الفائزات بالانتخابات فإن حزب العدالة والتنمية يُعد المتفوق الأول مقارنة بالأحزاب الأخرى، ولكن حسب النسبة المئوية لأعداد النساء المترشحات؛ فإن حزب الشعوب الديمقراطي هو المتفوق الأول، حيث أشارت الصحيفة بأن المرأة تُمثل 40% من أعداد المرشحين عن حزب الشعوب الديمقراطي و16,27 % عن حزب العدالة والتنمية و 16% عن حزب الشعب الجمهوري وأقل من 1 % عن حزب الحركة القومية.
وأفادت الصحيفة في نهاية تقريرها بأن المرأة حصلت على نسبة 5 % من المجموع الكلي من نتائج الانتخابات لهذه الدورة، وهذا يعني بأن 98 امرأة ستدخل المجلس في الدورة البرلمانية الحالية. وعلى حد تعبير المقال فإن "الفائز الرسمي في الانتخابات لهذا العام هي المرأة".