ردت فصائل في
الغوطة الشرقية في
سوريا على دعوة جبهة
النصرة لإنشاء جسم عسكري على غرار
جيش الفتح الذي تشكل في إدلب، بدعوة الجبهة للانضمام للقيادة الموحدة الموجودة أصلا في الغوطة.
من جهته، قال أبو نعيم يعقوب، مسؤول علاقات فيلق الرحمن، في حديث خاص لـ"عربي21"، "إن بيان النصرة هو من باب تحصيل حاصل؛ لأن القيادة هي تجربة متقدمة عن جيش الفتح الذي هو عبارة عن غرفة عمليات".
وأضاف: "نحن دعونا النصرة مرارا للدخول في القضاء والقيادة، ولكنها أبت ذلك، وعهدنا عليها المزاودات، فما الأمر عليها بجديد"، حسب قوله.
وعند سؤاله عن شعبية جبهة النصرة بين أهالي الغوطة، خاصة بعد الحديث عن قضايا فساد بحق بعض المجموعات، قال أبو نعيم: "شعبية النصرة انتهت تقريبا، بسبب عدم التزامها القضاء والقيادة"، مضيفا: "أغلب المفسدين الذين كانوا في الغوطة هم في السجون الآن".
وكانت القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية أصدرت بيانا ترد فيه على بيان جبهة النصرة، وتدعوها الى الانضمام لصفوف القيادة الموحدة القائمة مسبقا، كما تدعوها الى الانضمام للمجلس القيادي الموحد، وحل مجالسها القضائية الخاصة بها.
يأتي هذا بعد أن دعت مؤخرا جبهة النصرة في الغوطة الشرقية الفصائل لتشكيل جيش الفتح، على غرار جيش الفتح في الشمال وفي القلمون، حيث أصدرت بيانا بذلك، ما أثار استغراب الناشطين في الغوطة الشرقية؛ لأن القيادة العسكرية الموحدة في المنطقة مشروع قائم مسبقا، وجبهة النصرة ترفض العمل معه، كما أنها ترفض الانضمام للقضاء الموحد المتوافق عليه.
وشهدت الشهور الأخيرة تغيرات كبيرة في مكونات الفصائل الكبرى في الغوطة الشرقية، التي شكلت مسبقا القيادة العسكرية الموحدة بقيادة زهران علوش قائد
جيش الإسلام. فعمليات الاندماج والانفصال الأخيرة غيرت خريطة سيطرة الفصائل على مناطق الغوطة، خاصة بعد حملة القضاء على الفصائل المتهمة بالفساد، كجيش الأمة.
والفصائل الكبرى الأساسية في الغوطة الشرقية هي جيش الإسلام، والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وفيلق الرحمن، وحركة أحرار الشام، إضافة لجبهة النصرة.
وقد شهد الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام مؤخرا عودة فصيل فجر الأمة العامل في حرستا إلى صفوفه بعد انفصاله عنه منذ شهور. وكان قد انفصل عن الاتحاد عدة مكونات، كألوية الحبيب المصطفى، ولواء فجر الأمة، وكتائب الشام العاملة في عربين.
من جهة أخرى، شهد فيلق الرحمن عدة انضمامات هامة مؤخرا، حيث انضم إليه بداية الأمر فرع حركة أحرار الشام الإسلامية في الغوطة الشرقية، الأمر الذي لم يستمر طويلا، حيث وقعت خلافات بين الفيلق والحركة لم تنته حتى اليوم. ثم انضمت ألوية الحبيب المصطفى، وكتائب الشام العاملة في عربين، إضافة لانضمام كتائب جند العاصمة الفاعلة في حي جوبر، ليصبح الفيلق من القوى الكبرى في الغوطة الشرقية بقيادة النقيب عبد الناصر شمير.
كما شهد جيش الإسلام عدة انضمامات إلى صفوفه، كان أهمها انضمام لواء الإمام الحسين، العامل في منطقة المرج. وكان اللواء أحد المكونات الأساسية في ألوية الحبيب المصطفى، التي تعد من أقدم تشكيلات الغوطة الشرقية.