اعتقال عمال آسيويين في بغداد وتقديمهم أسرى من تنظيم الدولة
بغداد - أمير العبيدي23-Jul-1507:22 PM
شارك
تأتي هذه العمليات في ظل التنافس بين الفصائل التي تسعى إلى تقديم انتصارات مضاعفة - أرشيفية
عرضت مجموعة من الصفحات الإخبارية الخاصة بمليشيا الحشد الشعبي صورا قالت إنها لقياديين أجانب من تنظيم الدولة تم أسرهم في مناطق متفرقة من محافظتي الأنبار وصلاح الدين في وقت أكدت مصادر محلية أن الأسرى ممن عرضت صورهم هم مجموعة من العمال الأسيويين الذين تم اعتقالهم في وقت سابق من أماكن عملهم في مناطق غرب العاصمة بغداد.
ونشرت صفحات خاصة بالميليشيا الشيعية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وحسابات على "تويتر" مجموعة صور زعمت أنها لمقاتلين أجانب تم أسرهم في معارك جرت بمناطق الكرمة بمحافظة الأنبار غرب بغداد، والمزرعة بمحافظة صلاح الدين، شمال العاصمة.
وقالت صفحة الحشد الشعبي /الإعلام الحربي في خبر عاجل أن "أبطال الحشد المقدس تمكنوا من اعتقال قيادي بنغلاديشي في تنظيم داعش الإرهابي" وأرفقت الخبر بصورة لمجموعة من عناصر الحشد وهم يقيدون شخص تبدو ملامحه آسيوية وهو أمر تكرر في حساب "عمليات الحشد الشعبي" على موقع "تويتر".
من جهته كشف صاحب مجمع تجاري في منطقة المنصور، غرب العاصمة بغداد، أن أحد الأشخاص الظاهرين في الصور هو عامل لديه، ويحمل الجنسية البنغلاديشية، وتم اعتقاله قبل شهر رمضان من مسلحين زعموا أنهم ينتمون لوزارة الداخلية.
وأوضح صاحب المجمع التجاري -رفض ذكر اسمه لـ "عربي 21" لأسباب أمنية، أن العامل اسمه "طالب صديق" وتم اعتقاله من قبل القوة الأمنية بزعم تجاوزه للمدة المحددة لإقامته في العراق، مضيفا بأنه اتصل بالشركة المسؤولة عن استقدامه للعراق والتي أكدت عدم صحة الأمر، وأنها تتابع إجراءات الإقامة لجميع العمال العائدين لها.
وبين صاحب العمل في حديث لـ"عربي 21" عدم وجود أي متابعة لموضوع العمال الأسيويين المعتقلين أو المختطفين من قبل سفارات بلدانهم في بغداد، وأن زملاء المختطفين في العمل هم عمال بسطاء ولا يمكنهم بأي حال أن يراجعوا أجهزة مختصة، أو يوكلوا محامي للاستفسار ومتابعة هذه القضايا.
وفي السياق ذاته كشف مصدر عامل في شركة خاصة باستقدام العمالة الأجنبية إلى العراق عن حادثة مماثلة حين اعتقلت قوات من الحشد عامل فلبيني من بغداد وقدمته في وسائل الإعلام على أنه قيادي في تنظيم الدولة يحمل الجنسية الكورية قبل أن تقوم بإعدامه ونشر صوره.
ولفت المصدر في تصريح خاص لـ"عربي 21"، إلى أن العامل الفلبيني روكو كاتو، ويعمل في شركة تنظيف متخصصة بالمباني الحكومية في بغداد، تم اعتقاله من قبل مسلحين وتم تقديمه بعد شهرين بصفة قيادي في تنظيم الدولة، ويحمل الجنسية الكورية.
إلى ذلك رأى المحلل السيسي والإعلامي عدنان الحاج أن هذه العمليات تأتي في ظل التنافس الشديد بين الفصائل الشيعية الداخلة في مليشيا الحشد الشعبي والتي يسعى كل منها إلى تقديم انتصارات مضاعفة إلى الرأي العام ليثبت أنه الأقوى، والأجدر بالنصيب الأكبر من الغنيمة السياسية في مرحلة ما بعد تنظيم الدولة.
وقال الحاج في تصريح خاص لـ"عربي 21" إن الفصائل الشيعية باتت في سباق بينها من أجل اكتشاف طرق وأساليب إعلامية تثبت أنها الأقوى في ميدان المعركة وترفع رصيدها في الشارع الشيعي فبعضها يأسر المدنيين بالجملة، ويقدمهم مقاتلين من تنظيم الدولة، والآخر يقوم بحرق الناس أو يتفنن بتعذيبهم أمام الكاميرات وفي هذا السياق تأتي العمليات الحالية من اعتقال العمال الآسيويين وتقديمهم إلى الإعلام على أنهم مقاتلين أجانب.