لقي 32 مدنيا بينهم طفل وثلاث نساء مصرعهم، الثلاثاء، جراء هجمات شنتها قوات
النظام السوري على مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة في عدد من المدن.
وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في بيان لها، بأن النظام السوري شن هجمات برية وجوية، استهدفت مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة في عموم البلاد، استخدم خلالها طائرات حربية، ومروحيات، ودبابات، ومدافع وقذائف هاون.
وأضافت الشبكة أن الهجمات أسفرت عن مقتل 17 شخصا في محافظة إدلب، وثمانية أشخاص في ريف العاصمة دمشق، وشخصين في كل من حماة وحلب، وشخص واحد في كل من القنيطرة ودرعا ودير الزور.
الائتلاف يدعو مجلس الأمن لإنشاء مناطق آمنة
وقدم ممثل الائتلاف السوري المعارض في نيويورك نجيب الغضبان، رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، طالب فيها بـ"إنشاء مناطق آمنة داخل
سوريا، واتخاذ آلية رصد يقظة للاتفاق النووي الإيراني، وإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية".
وحمّل ممثل الائتلاف الوطني في رسالته مسؤولية مصرع نحو 200 شخصا أسبوعيا في سوريا لنظام
بشار الأسد.
وأفادت الرسالة بأن أعداد القتلى يمكن أن تصل إلى الصفر، في حالة اتخاذ مجلس الأمن الإجراءات الضرورية لإنقاذ الأرواح، ووقف القصف الجوي العشوائي بالبراميل المتفجرة.
وطالبت الرسالة مجلس الأمن بالإسراع في اتخاذ ثلاثة إجراءات رئيسية، أولها "دعم إنشاء مناطق آمنة داخل سوريا لحماية المدنيين من القصف الجوي العشوائي لقوات الأسد، ومن المتطرفين المتشددين على حد سواء".
وثانيها "الرصد اليقظ للاتفاق النووي الإيراني، ولقرار مجلس الأمن رقم 2231 لعام 2015، الذي يسمح -حال تنفيذه- بالإفراج عن مليارات الدولارات المجمدة لإيران، وهو ما يتعين على مجلس الأمن أن يضمن عدم السماح لهذه الموارد بتغذية وتسليح آلة القتل للنظام السوري".
أما الإجراء الثالث، فهو "ضرورة إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية".
الأمم المتحدة تطلب تسهيل دخول المساعدات
في سياق متصل، أعرب مدير العمليات الإنسانية في
الأمم المتحدة ستيفن أوبراين الثلاثاء عن أمله في تسهيل دخول المساعدات الإنسانية المخصصة للشعب السوري خلال زيارته المقبلة لدمشق.
وصرح أمام مجلس الأمن قائلا: "آمل أن تكون زيارتي لدمشق الشهر المقبل فرصة للتحاور بشكل بناء مع الحكومة؛ لتسوية بعض المشكلات الخطيرة التي تعرقل العمليات الإنسانية".
وقال لاحقا أمام الصحافيين إن تفاصيل الزيارة التي ستكون الأولى منذ توليه مهامه في نهاية أيار/ مايو "ليست نهائية بعد"، وإنه يأمل بزيارة حمص في وسط سوريا.
وذكر بأن الحرب في سوريا أوقعت أكثر من 220 ألف قتيل، وأن 12,2 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية في البلاد، بينهم 4,6 ملايين في مناطق يصعب على المنظمات الإنسانية الوصول إليها.
وقال إن اكثر من مليون شخص طردوا منذ مطلع العام من منازلهم بسبب المعارك، "وكثيرون للمرة الثانية أو الثالثة".
ودان أوبراين الهجمات على المراكز الطبية في سوريا، التي استهدف 14 منها في حزيران/ يونيو في قصف جوي خصوصا.
كما وجه نداء إلى الجهات المانحة، مؤكدا أن خطة المساعدات الإنسانية العاجلة لسوريا تتم تمويلها حاليا بنسبة 27% فقط، متداركا بقوله: "ولكن ليس هناك حلول إنسانية لهذه الأزمة"، داعيا إلى تسوية سياسية للنزاع.
وقال: "بات من الملح أكثر من أي وقت مضى إيجاد حل سياسي لإنهاء دوامة العنف والوحشية العبثية"، مضيفا بقوله: "علينا أن نثبت للشعب السوري أن العالم لم ينسه".
ويتوقع أن يتحدث وسيط الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا أمام مجلس الأمن الأربعاء؛ لاطلاعه على المشاورات التي يجريها منذ أشهر مع أطراف النزاع في سوريا بهدف تحريك مفاوضات السلام.
وردا على سؤال للصحافيين، نبه أوبراين إلى أن إنشاء منطقة آمنة للمدنيين السوريين ينطوي على أخطار، مطالبا بـ"حماية" هذه المنطقة "في شكل كاف"؛ لأنها "ستجذب بسرعة عددا كبيرا من المدنيين"، وتابع: "علينا توخي الحذر".
ومنذ منتصف آذار/ مارس 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاما من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة، خلّفت أكثر من 220 ألف قتيل، وتسببت في نزوح نحو 10 ملايين سوري عن مساكنهم داخل البلاد وخارجها، بحسب إحصاءات أممية وحقوقية.