بثت حركة
أحرار الشام الإسلامية فيلما وثائقيا عن "نضال ومقاومة مدينة حماة للنظام النصيري، منذ عهد
حافظ الأسد إلى يومنا هذا"، حيث حمل الفيلم الذي اطلعت عليه "
عربي21"، عنوان "العاصي بين الماضي، والحاضر".
ويرسّخ الفيلم الاعتقاد الذي يحمله الكثير من أبناء الشعب السوري، بأن "حزب البعث العربي الاشتراكي كان لا يؤمن بالله عز وجل، ويعتقد أنه المشرع من دون الله"، وفقا لأحد المتحدثين داخل الفيلم.
وروى أحد كبار السن، ويدعى "أبو سعيد"، أنه في "سنة 1965 هتف متظاهرون من حزب البعث (جيب سلاح، وودي سلاح، دين محمد ولّى وراح)".
وأوضح "أبو سعيد"، الذي كان شاهدا على مجزرة حماة الشهيرة بداية ثمانينيات القرن الماضي، أن "حزب البعث جنّد المظليات، اللواتي كنّ يتجولن في الشوارع، والجامعات، والمدارس، وينزعن الحجاب من على رؤوس النساء السوريات".
وأضاف: "شاهدت بأم عيني أحد جنود النظام وهو يشقّ بطن امرأة حامل بالسكين الموضوعة أسفل سلاحه، فيما قام زملاؤه برمي الأطفال من الطابق الرابع من البناية".
وبث الفيلم مقتطفات من كلمة صوتية للشيخ مروان حديد مؤسس كتائب "الطليعة المقاتلة"، التي قاومت النظام السوري في أواخر السبعينيات، وبداية ثمانينات القرن الماضي.
حيث قال حديد في كلمته المسجلة عام 1971، إنهم "يدعون النظام لتحكيم الدين الإسلامي، ويتّخذون من السلمية وسيلة في دعوته إلى ذلك، دون أي ينجرّوا للعنف"، إلّا أن النظام بدأ بارتكاب
"مجازر" بحق أي شخص، أو أي عائلة يشاع أنها مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، أو لها أي توجه إسلامي، وفقا لمن عايش تلك الحقبة.
وأوضح "أبو المنذر" القائد العسكري للواء "الإيمان" التابع لحركة "أحرار الشام"، أن "بطش النظام البعثي الكافر أدّى إلى انتفاضة شعبية مسلّحة ضده".
واستعرض الفيلم مشاهد من بداية الثورات السلمية التي انطلقت في مدينة حماة عام 2011، حيث أوضح "أبو سعيد"، أن "أغلب من شارك في بداية المظاهرات هم من أبناء الشهداء في عام 1982، أو من فقد أحدا في تلك المجزرة".
وبيّن "أبو المنذر" أن المقاومة الشعبية التي تشكّلت في جميع حارات حماة، بإمكانيات بسيطة، استطاعت في زمن قياسي أن تحرّر مناطق واسعة من ريف حماة، فيما قال "أبو سعيد": "كان الشباب إذا نووا ضرب حاجز كبير، يستعينوا بثلاث حارات أخرى لمساعدتهم".
وقال "أبو المنذر" إنه "وبعد هذه الإنجازات الفردية، جاءت فكرة لمّ جميع ثوار المنطقة في لواء واحد على قدر من التخطيط العسكري، وتشكّل لواء الإيمان بقيادة "أبو الزبير الحموي" تقبله الله".
وأضاف أن "جميع عناصر لواء الإيمان كانوا المدنيين الذين لم يستخدموا أي سلاح سابقا قط، لذا حرصنا على إعطائهم كافة الخبرات الاستراتيجية، والعسكرية، بشكل كامل".
وفي نهاية الفيلم، استعرضت الحركة جانبا من تدريبات معسكر "الطليعة المقاتلة"، فيما علّق "أبو سعيد": "ندعوا كافة الشباب إلى الالتحاق بالجهاد، لأن هذا النظام قال كلمته (يا معنا أو علينا)، ولن يترك أي سنّي دون قتله".