نشرت صحيفة "لوبوان الفرنسية"، تقريرا حول إقدام إيران على تجنيد مرتزقة من أفغانستان، لمساندة قوات
بشار الأسد التي منيت بهزائم متتالية في الفترة الأخيرة، تحدثت فيه عن خطر وجود هذه المليشيات الشيعية في
سوريا والعراق، وخطر تسببها في تأجيج حرب طائفية شاملة في
الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته صحيفة "
عربي21"، إنه "بينما يحاول التحالف الدولي، خلال اجتماعه في باريس، مراجعة استراتيجيته، بعد أن تعرض لانتكاسات كبيرة وفشل في كبح تقدم تنظيم الدولة، تحاول إيران توسيع جبهة القتال والقيام بأي شيء لمساندة بشار الأسد ضد القوات المعارضة له".
وأوردت أن المسؤولين في طهران عرضوا مكافآت سخية للمرتزقة الشيعة، القادمين من أفغانستان وباكستان، للقتال ضد المجموعات السنية، خاصة وأن تنظيم الدولة بعد أن نجح في السيطرة على تدمر خلال الفترة الماضية، نجح أيضا في الاستيلاء على مدينة أخرى أقل كثافة سكانية وأكثر أهمية استراتيجية، وهي مدينة اعزاز الواقعة قرب الحدود التركية، التي تمثل إحدى أهم النقاط للوصول لمدينة حلب، ثاني أكبر مدينة سورية، التي استعاد جنود النظام السيطرة عليها في عدة مناسبات.
وأكدت الصحيفة أن تجنيد المرتزقة للذهاب إلى سوريا، أصبح يتم بشكل علني من سفارة إيران في كابول، حيث تتولى السفارة تقديم تأشيرات سفر للمتطوعين، مع وعد بتقديم مكافأة بثلاثة آلاف دولار أمريكي.
كما يقدر عدد الملتحقين إلى حد الآن بأنه فاق خمسة آلاف، يقاتلون إلى جانب عناصر حزب الله ومليشيات أخرى تتبع كلها لإيران.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن أغلب هؤلاء المرتزقة يأتون من كابول، وينحدرون من طائفة "الهزارة"، وهي أقلية أفغانية شيعية، لطالما تعرضت للتضييق والانتهاكات من بعض المجموعات السنية المتشددة في أفغانستان، التي يمثل السنة فيها ثمانين بالمائة من مجموع السكان.
وأضافت أن إيران تقوم أيضا بتجنيد اللاجئين الأفغان الذين انتقلوا للعيش في طهران هربا من تنظيم طالبان، ولكن هؤلاء لا يتم إغراؤهم بالمال، بل يتم تهديدهم، إما بالتطوع للحرب، أو إجبارهم هم وعائلاتهم على العودة لأفغانستان ومواجهة مصيرهم.
وبحسب لوبوان، تعاني إيران من صعوبات في الحرب التي تقودها في سوريا والعراق، وقد ازدادت حاجتها للجنود، ولكنها لا تريد الزج بجيشها النظامي بشكل علني في
المعارك.
ولهذا أصبحت تعتمد على مختلف المليشيات الشيعية، وهي مجبرة على ذلك في ظل الانهيارات المفاجئة للجيش العراقي، كما حصل في الرمادي، والإنهاك الذي أصاب جيش النظام السوري بعد ثلاث سنوات من المعارك العنيفة.
ولكن هذا الحل لم يغير الكثير على الواقع، لأن إيران كانت تتوقع ضم 20 ألف مرتزق بهذه الطريقة، ولكنها لم تتمكن من تجنيد أكثر من ستة آلاف.
وحذرت الصحيفة من أن هذا التصرف الإيراني ستكون له عواقب وخيمة على منطقة الشرق الأوسط، فحتى لو كانت إيران تعتمد على هذه المليشيات لمواجهة تنظيم سني متشدد يستنجد هو بدوره بمقاتلين من كل أنحاء العالم، فإن هذه التصرفات الطائفية الإيرانية تهدد بإثارة الحقد الطائفي المستمر منذ مئات السنين بين الجانبين، وتأجيج الصراع الطائفي في الشرق الأوسط، والدفع به نحو مستويات جديدة من الخطورة والاتساع.