تداولت الصحافة التركية صباح الجمعة هجمات حزب العمال الكردستاني الإرهابية على رجال الشرطة في أضنه وقيام القوات الأمنية بالرد على تلك الهجمات.
وتناقلت الصحف زيارة الرئيس رجب طيب
أردوغان إلى إندونيسيا في زيارة رسمية، وإدلاءه بتصريحات حول التطورات والهجمات في
تركيا.
الكاتبة "هلال كبلان" تساءلت في مقال لها بصحيفة "صباح": "لماذا يهاجم حزب العمال الكردستاني في هذه الأيام المرافق الحكومية والجيش والشرطة، دون وجود أية أسباب حقيقية ولا مبرر منطقي بهذا الأمر؟"
وبحسب الكاتبة فإن حزب العمال الكردستاني أعلن أنه لا يسعى للانفصال في هذه الأيام، بينما سياسة حزب الشعوب الديموقراطي تقوم على التتريك إن صح التعبير ومخالطة الأتراك إلى جانب
الأكراد، حيث من غير الوارد أن الحزب ينفذ هجماته هذه الأيام من أجل الانفصال، وكذلك فإن الأمر ليس متعلقا بالإفراج عن عبد الله أوجلان من سجن "آمرلي"، حيث إن عبدالله أوجلان صرّح بنفسه أنّه لن يخرج من السجن حتى لو أفرجت عنه السلطات التركية.
وتتساءل الكاتبة عن إن كان الأمر متعلقا بفتح حوار مع مؤسس حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، فإنَّ هذا الأمر جربته الحكومة من قبل، وكما جاء في تصريح حزب العمال الكردستاني، فإنَّه لا يأخذ بأقوال الزعيم أوجلان حتى لو أمرهم بترك السلاح؛ لأنه – كما يقولون مأسور الإرادة- ولا يمكنه اتخاذ خطوات سليمة.
وتضيف الكاتبة أن الذين يدافعون عن حزب العمال الكردستاني ويصورون الأمر وكأنه ظلم واقع على فئة من الناس، فإنَّ عليهم الإجابة عن مثل هذه الأسئلة التي ستبقى تحاصرهم، خاصة وأنَّ هذه الهجمات تزامنت مع هجمات تنظيم الدولة على تركيا.
"بي كا كا" يشن هجوما على مركز شرطة جنوب تركيا
ذكرت صحيفة "أكشام" أن مسلحين يعتقد أنهم تابعون لحزب العمال الكردستاني (بي كا كا) قاموا بمهاجمة مركز للشرطة في مدينة أضنه، جنوب البلاد، حيث استشهد اثنان من رجال الشرطة، بينما قتل اثنان من المهاجمين.
وبحسب ما أفادت الصحيفة، فإن الهجوم الذي وقع في الساعة الثانية فجرا، تم بواسطة مجموعة مكونة من ثمانية أشخاص تقريبا، حيث حاولوا دخول مبنى الأمن العام فتصدى لهم رجال الشرطة حيث حصل الاشتباك، وقتل اثنان من المهاجمين داخل حديقة مبنى الأمن العام، وقامت قوات الأمن باتخاذ إجراءات أمنية مشددة على مداخل ومخارج المدينة والتأكد من هويات كل المواطنين.
وأفادت الصحيفة أن الشرطي "سردار كازار" الذي استشهد، جعل من نفسه درعا بشريا أمام قنبلة يدوية، حيث لاحظ بعد أن وقع على الأرض جريحا أن أحد الإرهابيين يحاول نزع فتيل قنبلة يدوية ليرميها على أصدقائه الشرطة، فأغلق الباب بجسده، ليمنع سقوط ضحايا بين زملائه من رجال الشرطة.
أردوغان: غاراتنا على شمال العراق "قانونية"
ذكرت صحيفة "يني شفق" أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قام بالرد على ادعاءات صلاح الدين دمرطاش رئيس حزب الشعوب الديموقراطي مرة أخرى حول مزاعمه بمقام رئاسة الجمهورية، وذلك في المؤتمر الصحفي الذي تكلم فيه في إندونيسيا.
وبحسب ما ذكرت الصحيفة، فإنَّ رئيس الجمهورية قيّم في المؤتمر الصحفي زيارته للصين، وتكلم عن تباحثه مع رئيس الصين حول مسألة تركستان الشرقية، حيث أفاد أردوغان أن تركيا مهتمة بالحفاظ على وحدة الصين وعدم تفريق ترابها، مؤكدا أن تركيا متوافقة مع الصين في مسألة مكافحة الإرهاب، كما تشكر الصين على مواقفها المؤيدة للقضية الفلسطينية.
وأضاف أردوغان أن هناك من يدعم الإرهاب ويحاول أن يبرر مواقفه، بينما تأتي أخبار الشهداء من شرناق وتنفذ الهجمات على رجال الشرطة والجيش في أنحاء تركيا المختلفة، مبينا أنه لن توجد هناك أية خطوات للتراجع للخلف، وبيّن أردوغان أن الهجمات والغارات التي تنفذها القوات التركية ضد مقاتلي العمال الكردستاني شمال العراق، تقع كلها داخل الأطر القانونية المعترف بها، وأن الهجمات والغارات التي تنفذ، تمت بموافقة الرئيس العراقي وإخبار قوات الناتو عنها.
التحالف الأنسب للحكومة التركية المقبلة
يشير الكاتب "علي كاراحصان أوغلو" في مقاله بصحيفة "يني عقد" أنَّ على حزب الحركة القومية المشاركة في الحكومة من أجل خدمة الوطن لا غير.
ويقول الكاتب، إن الحزب إذا أصر على عدم الدخول في الحكومة في الوقت الذي تسيل فيه الدماء يوميا، فإنه يكون بهذا قد خرج من خط القومية وصار منتهزا للفرص، ويسعى لأخذ حقائب أكثر، مبينا أن الوقت وقت التكاتف والتعاضد معا في وجه الإرهاب.
ويذكر الكاتب أن الشكل الأنسب لإقامة الحكومة المقبلة، هو أن تكون من حزب الحركة القومية وحزب الشعب الجمهوري، إلى جانب
حزب العدالة والتنمية، مبينا أن حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية قد اتحدوا في كثير من المحافظات، مما يجعل أرضية التحالف بينهما سهلة.
ويقول الكاتب إن من الواجب إبعاد حزب الشعوب الديموقراطي عن الحكومة بسبب مواقفها السيئة، وخاصة بعد تفجير سوروج، وسكوتها عن مواقف الإرهاب أيضا.