خلال المرات الأربع التي التقى فيها قائد الانقلاب عبد الفتاح
السيسي بالرئيس الروسي فلاديمير
بوتين، كان السيسي حريصا على ارتداء ملابس بالألوان ذاتها التي يرتديها الرئيس الروسي، في ظاهرة لفتت انتباه الكثيرين.
ولم يتخل السيسي عن حرصه على تقليد بوتين، سواء كان لقاؤهما في القاهرة أو في موسكو.
وفي الزيارة الحالية التي يقوم بها السيسي إلى
روسيا، ظهر قائد الانقلاب مرتديا البدلة ذاتها والقميص ورابطة عنق التي كان يرتديها بوتين، خلال لقائهما في قصر الكرملين الأربعاء.
توافق متكرر
ولم يعرف عن أي مسؤول عربي أو أجنبي حرصه على ارتداء الملابس ذاتها التي يرتديها نظيره أثناء اللقاءات الرسمية كما يفعل السيسي.
ففي اللقاء الأول الذي جمع بينهما في أبريل من العام 2014، وحينما كان السيسي وزيرا للدفاع، ارتدى بوتين والسيسي الجاكيت الرياضي الشهير ذا النجمة الحمراء الذي أهداه للسيسي، والذي أثار وقتها موجة من الجدل والسخرية، حيث
تشابهه مع زي أفراد الحراسة الخاصة بالرئيس الروسي.
وفي المرة الثانية، حينما التقى بوتين والسيسي في منتجع سوتشي، في صيف 2014، تشابهت ملابسهما أيضا؛ حيث ظهر الاثنان ببدلة رمادية وتحتها قميص أبيض دون رابطة عنق.
وعند زيارته لمصر في مطلع 2015، ارتدى السيسي وبوتين عند لقائهما الثالث، بدلة زرقاء وربطة عنق حمراء، أثناء حضورهما حفلة فنية في دار الأوبرا
المصرية بالقاهرة.
تفسيرات مختلفة
واختلفت التفسيرات لهذا التصرف الغريب من السيسي، حيث قال المحلل الروسي "أندريه مورتازين"، إن التشابه في الأزياء بين بوتين والسيسي أمر طبيعي؛ نظرا لأنهما رجلا مخابرات وتفكيرهما يشبه بعضهما البعض.
وأشار "مورتازين"، في تصريحات لقناة "تن" المصرية مساء الأربعاء، إلى أن بوتين يرى في السيسي نسخة مكررة من الرئيس الراحل جمال عد الناصر الذي يعشقه بوتين كثيرا.
أما صحيفة "المصري اليوم"، فنقلت عن مصادر بالوفد المصري المرافق لقائد الانقلاب خلال زيارته لموسكو قولها إن ظهور السيسي ببدلة ورابطة عنق مشابهة لما يرتديها بوتين هو محض مصادفة، ولم يكن هناك تعمد للتنسيق بينهما مسبقا.
بينما يقول مراقبون إن السيسي مفتون بشخصية الرئيس الروسي القوية ودهائه وقدرته على الإمساك بكافة الخيوط في بلاده، ويحاول السيسي تقليد بوتين في كل شيء حتى في ملابسه التي يرتديها في المناسبات العامة.
"السيسي وبوتين اتخلقوا لبعض"
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت صور السيسي وبوتين وتشابه ملابسهما بسخرية وتهكم.
وقال أحدهم: "السيسي بيفكرني بالبنت اللي مخطوبة لشاب عاجبها ولازقة فيه وبتلبس هدوم تليق على هدومه عشان تعجبه والخطوبة متفركش".
وأضاف آخر: "السيسي ماشي ورا بوتين في أي حاجة وبيقلده وخلاص، زي العيل اللي ملوش شخصية، وبيسأل صاحبه اللي مسيطر عليه هتلبس إيه النهاردة، ويروح لابس زيه"، وقال ثالث: "مش ممكن لايقين على بعض قوي، كإنهم اتخلقوا لبعض".
وخلال لقائهما الرابع في أقل من عام ونصف، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن رغبته في إعادة العلاقات المصرية الروسية إلى عصرها الذهبي كما كانت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي في عهد عبد الناصر.
وناقش الرجلان العديد من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، والأزمة السورية، وتعزيز التجارة البينية، وإنشاء محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربية في مصر، فضلا عن دراسة إقامة منطقة صناعية روسية بمحور قناة السويس.
كما وقعت شركة "جازبروم" الروسية عقدا رسميا مع الشركة المصرية القابضة للغاز الطبيعي لتوريد الغاز المسال إلى مصر حتى عام 2019، بمعدل 35 شحنة على مدار 5 سنوات.
وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباحثاتهما في "الكرملين"، أعلن بوتين تشكيل جبهة واسعة لمواجهة الإرهاب في الشرق الأوسط، خاصة تنظيم الدولة الإسلامية، بمشاركة الحلفاء الدوليين الأساسيين ودول المنطقة، بما فيها النظام السوري، كما أشار إلى مناقشة إنشاء منطقة تجارة حرة بين البلدين وبناء محطة كهروذرية في الصحراء الغربية بمصر.