زعمت صحيفة "المقال"، التي يرأس تحريرها الإعلامي المقرب من رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، إبراهيم عيسى، في عددها الصادر الاثنين، أن "
السعودية تمكن
تنظيم الدولة (داعش) من اليمن"، وفق قولها.
ونشرت الصحيفة مقالا بعنوان "السعودية تمكن داعش من اليمن"، قالت في بدايته: "داعش الآن يرفع أعلامه في عدن، ويقوم بعمل استعراض عسكري، ويعلن بعده أنه تم القصاص من 6 أشخاص من قبيلة يافع أشهر قبائل الجنوب، وفي المقابل تم تفجير مركز شرطة في التواهي، وحضرموت، وفي المكلا".
وتابع كاتب المقال، ماهر فرغلي، القول: "انفجارات، واغتيالات، وكواتم، وعبوات ناسفة في كل مكان بعدن، استخدمها تنظيم الدولة الإسلامية في حربه مع الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح، وأخيرا تم رفع أعلام القاعدة، وداعش"، وتساءل: "هل هذه هي النتيجة التي تتمناها مصر؟!".
وأضاف: "لقد أعلن داعش تمدده الرسمي في اليمن, بعدد من الاستعراضات العسكرية.. والشعب اليمني الذي يبحث عن لقمة العيش أصبح مستعدا للتحالف مع الشيطان من أجل الإطاحة بالحوثيين، واستعادة العاصمة صنعاء، ولذا كان الجو مهيأ لظهور داعش بهذه الاستعراضات العسكرية الضخمة".
وتابع: "البداية كانت عقب سيطرة الحوثيين على صنعاء، حيث بدأ التنظيم في ما يسمى بمرحلة إنهاك العدو، ثم انتظر الفرصة لكسر شوكته، وفرض سلطانه في المناطق الموجودة فيها، وجاءت عاصفة الحزم لتصب في صالحه، في غياب تام للإعلام عما يجري علي أرض الواقع".
واستطرد: "من الواضح أن ضعف قوات منصور، وضربات التحالف العربي بقيادة السعودية، أديا إلي كبر حجم التنظيم، ومنع الحوثيين من السيطرة على المدينة، وهم الذين كانوا رأس الحربة في حرب القاعدة من قبل، يوم أن تحالفوا مع صالح على حربهم".
واسترسل: "لقد استغل داعش التدخل السعودي العسكري، وقام بعمليات موجعة ضد الحوثيين الذين أنهكتهم الجبهات العديدة التي يقاتلون فيها، وغضت الطرف عن الطرف الداعشي، الذي أصبح له صولجان في عدن، واقترب من الإعلان عن إمارة كبرى في الجنوب اليمني من الصعب السيطرة عليها في ما بعد".
وزعم فرغلي أن "عاصفة الحزم"، صبت أيضا في مصلحة تنظيم القاعدة المنافس لـ"داعش"، حيث سعى بعدها إلى التمدد في مناطق أخرى من بينها محافظة لحج المجاورة لعدن؛ واستغل العمليات العسكرية ضد الحوثيين وقوات علي صالح فأخذ بالتمدد والانتشار في محافظات جنوبية، وقد استولى التنظيم على معسكرات تابعة للجيش من بينها قيادة المنطقة العسكرية الثانية، واللواء 27 ميكا في المكلا، التي تحتوي علي أسلحة ثقيلة، وفق قوله.
وشدد على أن "الأمر المؤكد الآن، أن داعش يتمدد في اليمن، واستغل عاصفة الحزم في السيطرة على عدن، وسطع نجمه منذ أن أعلن وجوده الرسمي والقوي فيها من خلال تفجير مسجد يرتاده الحوثيون، وتصفيته لعدد من الجنود الحوثيين، وتبنيه لعملية اغتيال أكثر من قيادي حوثي، وآخر هذه العمليات الكبرى السيطرة على ثكنة جردان العسكرية التابعة للحوثيين في مدينة عتق في محافظة شبوة، واغتنامه أسلحة وذخائر متنوعة، في ظل تعتيم إعلامي على ما يجري".
وأشار الكاتب إلى أنه "في المقابل تمكن تنظيم أنصار الشريعة بقيادة قاسم الريمي، من التوسع سريعا في جنوب اليمن، حيث استولى علي محافظة أبين القريبة من عدن، ووطد علاقاته بالقبائل الجنوبية، وجند عددا كبيرا من أبناء المناطق المحلية".
وخلصت الصحيفة -عبر المقال- إلى القول: "النتيجة الختامية، أننا بصدد انتظار الإعلان عن إمارة عدن، فلا تصدقوا من يتجملون في الإعلام، فهم لا يملكون في عدن شبرا واحدا الآن، وليست لهم أي شعبية، وداعش وحده الذي بدأ بالظهور، ولن يعود كما كان، وانتشار التنظيم فيها، وإقامة استعراضات عسكرية شبه يومية، نذير شؤم على مصر، وسيطرتهم على مضيق باب المندب أصبحت مسألة وقت".
ويذكر أن الإعلاميين المصريين، المقربين من السيسي، دأبوا على هجاء عملية "عاصفة الحزم"، وذلك منذ بدايتها، وطيلة مراحلها.
و"عاصفة الحزم" عملية عسكرية سعودية، بمشاركة تحالف دولي مكون من عشر دول ضد جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، والقوات الموالية لهم، ولعلي عبد الله صالح. وبدأت في الثانية صباحا بتوقيت السعودية الخميس 26 آذار/ مارس 2015، عندما قامت القوات الجوية الملكية السعودية بقصف جوي كثيف على المواقع التابعة لمسلحي جماعة أنصار الله، والقوات التابعة لصالح في اليمن.
وكانت السعودية، وعلى لسان وزير دفاعها، قد حذرت الحوثيين قبل شن عمليات "عاصفة الحزم" من عواقب التحرك نحو عدن، وجاءت العمليات بعد طلب تقدم به الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لإيقاف تقدم الحوثيين الذين بدأوا هجوما واسعا على المحافظات الجنوبية، وأصبحوا على وشك الاستيلاء على مدينة عدن، التي انتقل إليها الرئيس هادي بعد انقلاب 2014 في اليمن.
ومن جهتها، أعلنت مصر دعمها السياسي والعسكري للعمليات العسكرية، وعن ترتيبات تجريها مع دول الخليج، للمشاركة في العمليات ضد الحوثيين.
وفي 21 نيسان/ أبريل 2015 أعلنت قيادة التحالف توقف عملية "عاصفة الحزم" وبدء عملية "إعادة الأمل"، بعد أن أعلنت وزارة الدفاع السعودية إزالة جميع التهديدات التي تشكل تهديدا لأمن السعودية والدول المجاورة، وبعد أن تم تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية والقوة الجوية التي كانت بحوزة ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية لصالح.