ملفات وتقارير

مكاتب تحويل الأموال وتذاكر السفر في أثينا تكتظ بالسوريين

يحاول آلاف اللاجئين عبور حدود اليونان إلى المجر لمتابعة الرحلة نحو أوروبا الغربية
النصب والاحتيال على الطريق الواصل من سوريا إلى أوروبا، مرورا بالعاصمة اليونانية أثينا، مستمر وبشكل يومي. فمكاتب تحويل الأموال تعمل بصورة مكثفة، إذ يضطر اللاجئون السوريون الذين جاؤوا من تركيا بحرا لاستخدام تلك الشركات لإيصال حوالاتهم أو استلام المساعدات المادية التي يحصلون عليها من عائلاتهم في المغترب.

أكثر من 250 الف يورو هو المبلغ الذي يسلمه مكتب واحد لشركة تحويل الأموال يوميا لسوريين في العاصمة اليونانية، وعشرات الآلاف من اليوروهات تصرف يوميا على تذاكر الطيران لمحاولات عدة، جميعها دون جدوى بسبب التشديد الأمني لقوى أمن المطار على أوراق السفر المستخدمة، والتي يكون أغلبها مزورا.

 في نهاية شارع "ايرمو" الواصل بين ساحة البرلمان اليوناني (سينتداغما) وساحة أمونيا التجارية، يقف العديد من اللاجئين في طابور طويل، قد يضطر الواحد منهم للانتظار لساعات كي يستلم المبلغ الذي تم تحويله من بلد آخر، لينطلق باتجاه الحدود الشمالية لليونان مع مقدونيا، عبر حافلات بتكلفة لا تتجاوز خمسين يورو.
 
يقول بانايوتيس، وهو صاحب مكتب للصرافة وتحويل الأموال: "أعمل يوميا أكثر من 13 ساعة، وهو أمر لم يكن في السابق"، مضيفا في حديث لـ"عربي21": "هناك مئات التحويلات تصل يوميا إلى أشخاص سوريين، بمعدل 2500 يورو للعميل الواحد، وفي أغلب الأوقات نضطر لنقل نقود من البنك لأكثر من مرة في اليوم".

ويضيف بانايوتيس: "حجم المبالغ تضاعف عن السابق، فقد وصل البارحة مثلا المبلغ الذي سلمته على شكل حوالات نقدية عبر شركة ويستريونيون وشركة موني غرام، لأكثر من 230 ألف يورو، ناهيك عن صرافة أكثر من 15 ألف ليرة تركية إلى اليورو يوميا"، حسب قوله لـ"عربي21".
 
ويصل مئات السوريين يوميا إلى العاصمة اليونانية، قادمين من الجزر القريبة من تركيا، للانطلاق باتجاه بلدة ايفذومي الحدودية مع مقدونيا. ومنهم من يحاول سيرا على الأقدام، والتنقل برا للوصول لأوروبا الغربية، ومنهم من يحاول جوا عبر مطار أثينا الدولي، لكن ومع التشديد الأمني المفروض عليهم من قبل الشرطة اليونانية بمساعدة رجال أمن واستخبارات ألمانية، قد يخسر اللاجئ السوري الكثير من النقود؛ نظرا للأوراق المزورة المستخدمة، وتذاكر السفر المرتفعة.

والتقت "عربي21" لاجئا سوريا يدعى محمد، في مترو الأنفاق وسط العاصمة أثينا، ويقول إنه خسر إلى الآن أكثر من 2400 يورو ثمن تذاكر شبه يومية، فهو كرر المحاولة للذهاب إلى النرويج جوا؛ خمس مرات، لكن تم القبض عليه بالمطار بسبب أوراقه المزورة. أما السلطات اليونانية فتحتجز محمد لساعات، وبعدها تصادر تلك الأوراق وتطلق سراحه. فجميع الأوراق وجوازات السفر المزورة تكون بأسماء أجنبية حقيقية لكنها بصورة مزورة".

ويضيف: "لن أذهب باتجاه اوربا عبر مقدونيا، إنه طريق طويل ومتعب. سأحاول مجددا غدا لعلي أنجح"، وفق قوله لـ"عربي21".

إيلاي ذياكادوني، صاحبة مكتب سياحي وتعمل بحجز التذاكر للاجئين السوريين، تقول في حديث خاص لـ"عربي21"، إن الكثير من اللاجئين السوريين يخسرون تذاكرهم بسبب أوراقهم المزورة التي يحصلون عليها من عصابات منظمة في أثينا.

وتضيف أن هناك العديد من السوريين يريدون المغامرة والانطلاق في ذات يوم حجز التذكرة، ما يجعلها غالية الثمن. وقالت إنها في إحدى المرات حجزت تذكرة لسوري إلى برشلونة الإسبانية بقيمة 800 يورو، لكن تمت مصادرة التذكرة مع أوراقه المزورة. وفي اليوم الثاني عاد وحاول الكرة بأوراق وتذاكر جديدة، لافتة إلى أن هناك المئات غيره بهذه الحالة.

وينطلق اللاجئون السوريون من تركيا بحرا باتجاه الجزر اليونانية، وينتقلون في محطة قصيرة للعاصمة، ليحاول بعضهم السفر إلى أوروبا عبر مطارها الدولي مرات عدة. ويفضل البعض الذهاب سيرا على الأقدام باتجاه مقدونيا، ثم يكمل بقطارات وشاحنات تجارية إلى صربيا ثم إلى النمسا، وذلك يكلف أكثر من خمسة آلاف دولار للفرد الواحد. والهدف النهائي للرحلة هو ألمانيا، أو هولندا، أو السويد وباقي الدول الإسكندنافية.