بعد استعدادات للحسم في صنعاء، وبعد أسابيع من سيطرة التحالف العربي بقيادة السعودية على مدن الجنوب في اليمن، جاء القصف الأخير على قاعدة صافر ليؤخر ربما الحسم في أكبر المدن التي سيطر عليها الحوثيون قبل أن يتمددوا جنوبا.
وبعد غياب التسوية السياسية، يحاول معسكر الرئيس هادي استعادة صنعاء بالقوة، خوفا من انقسام اليمن فعليا.
ومأرب هي أوضح نقطة انطلاق لأي دفعة عسكرية جديدة للتحالف، وشهدت المحافظة لشهور معارك كر وفر بين قبائل محلية وقوات الحوثيين وصالح، ويوجد وراءها طريق إمداد واضح وآمن إلى السعودية.
ونقلت صحف سعودية عن قادة جيش الحكومة اليمنية التي تعمل من الخارج قولهم، إنهم يحشدون قوات في المحافظة ويتأهبون للزحف على صنعاء.
وقال مسؤول محلي لـ"رويترز"، إن 130 عربة مدرعة و1000 جندي يمني ممن تدربوا في السعودية وخبراء عسكريين من السعودية والإمارات، وصلوا في الأيام الأخيرة إلى جانب مهندسين لتمهيد المدرج بحيث يمكن أن يستقبل المواد المستوردة.
وأضافت مصادر أخرى أن التحالف أرسل الأسبوع الحالي تعزيزات عسكرية، بما في ذلك دبابات ومركبات مدرعة وقاذفات صواريخ وعاملون في إزالة الألغام وناقلات جند ومروحيات أباتشي ومصفحات.
وقال أحد المصادر رافضا ذكر اسمه: "هذه التعزيزات في العتاد والعديد كانت ضمن التدابير المتخذة في سياق هجمات القوات الموالية وقوات التحالف للتقدم إلى صنعاء"، بعد استعادة المحافظات الجنوبية.
من جهته قال الخبير العسكري اللواء الأردني المتقاعد، فايز الدويري، إن "متطلبات معركة صنعاء لم تكتمل بعد، وإن القوات اليمينة على الأرض ما زالت في مرحلة بناء القوة".
ولفت الخبير العسكري في حديث لـ"عربي21"، إلى أن "جغرافية صنعاء تلعب دورا مهما في معركة الحسم فيها، حيث لا تزال قبائل كثيرة حولها تدين بالولاء للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، إلى جانب الطبيعة الجبلية لأرض المعركة المحتملة".
وعن تأخير معركة صنعاء قال الدويري إن "الأمر يعود إلى قرار القائد العسكري، وإن عليه أن يكون مترويا قبل إصدار قرار بتعجيل الزحف نحو صنعاء".
وتساءل الدويري عن سبب ما أسماه "الانتكاسة" في صافر، مرجعا الأمر إلى خطأ كبير من جانب الضباط الإماراتيين أو السعوديين في المكان، حيث "وقع عدد كبير من القتلى العسكريين الذين كانوا على مقربة من مستودع الذخائر، الأمر الذي لا يتماشى مع معايير السلامة العسكرية"، بحسب الخبير العسكري.
ورجح الدويري أن تكون الصواريخ المستخدمة هي صواريخ "غراد" التي يصل مداها إلى 40 كلم، لافتا إلى أن "القوات في صافر كان يجب أن تترك مسافة كافية بينها وبين الحوثيين لتجنب مثل هذه الهجمات".
وبعد القصف على قاعدة صافر،فقد فقدت الإمارات والبحرين الجمعة 50 من جنودهما في أفدح خسائر تمنيان بها منذ انخراطهما في التحالف.
ومنذ انطلاق الحملة الجوية أواخر آذار/ مارس، لدعم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ضد المتمردين، فقد لقي 52 جنديا إماراتيا مصرعهم في اليمن.
من جهتهم، قال الحوثيون إنهم أطلقوا صاروخ توشكا على "معسكر صافر، ما أسفر عن مقتل العشرات من ضباط وجنود المرتزقة من العدوان السعودي"، في إشارة إلى التحالف العربي.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون، عن مسؤول في وزارة الدفاع في صنعاء قوله إن الهجوم أصاب مروحيات أباتشي في المعسكر ودمر "مصفحات إماراتية" و"أحرق مستودعا للأسلحة".
لكن وزير الداخلية في حكومة هادي عبده الحذيفي، أوضح لوكالة فرانس برس أن الانفجار في صافر "عرضي لأن الذخيرة تم تخزينها بشكل غير مناسب".
بدوره، أثار وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، احتمال سقوط صاروخ أرض-أرض على القاعدة، وفقا لصحيفة "غالف نيوز".
وقال مصدر لصحيفة "عربي21"، إن الصاروخين سقطا على معسكر صافر في محافظة مأرب شرق اليمن، وأطلقا من معسكر تابع لعلي عبد الله صالح.