"ربي منحني أجمل هدية، ثم أخذها مني، فلله الحمد والشكر، وحسبنا الله ونعم الوكيل".. بهذه الكلمات عقب والد الشهيدة
ريهام دوابشة على نبأ استشهادها.
ولحقت رهام، فجر الاثنين، بنجلها الرضيع علي، وزوجها سعد، اللذين قضيا على أثر إحراق
مستوطنين يهود في بداية آب/ أغسطس الماضي، منزل العائلة بقرية دوما جنوبي مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة.
وقال حسين دوابشة، والد رهام، لـ"
عربي21" إنه وبعض أفراد عائلته ينتظرون السماح لهم بنقل جثمان الشهيدة من مستشفى "تل هشومير" في "تل أبيب" إلى مسقط رأسها، متهما سلطات الاحتلال بإعاقة إجراءات تسلّم الجثمان.
وأكد عزم العائلة إجراء "تشريح" لجثمان ريهام في المعهد الطبي التابع لجامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس بالضفة، مطالبا الحكومة الإسرائيلية بمحاكمة القتلة.
واستهجن سلوك الحكومة الإسرائيلية التي قال إنها تعمل على "دعم"
المتطرفين اليهود، متسائلا: "لماذا لم تقم حكومة الاحتلال حتى الآن؛ بضبط ومعاقبة القتلة النازيين الذين ارتكبوا جريمة
الحرق ومحاكمتهم".
وبين دوابشة أن
الاحتلال الإسرائيلي فور استشهاد ريهام؛ استدعى قوة كبيرة من شرطة الاحتلال لمقر مستشفى "تل هشومير"، وذلك خشية وقوع أي مصادمات بين الإسرائيليين وأفراد
عائلة دوابشة المتواجدين في المستشفى.
"حماس" تدعو لعمليات نوعية
من جهتها؛ دعت حركة المقاومة الإسلامية "
حماس" إلى القيام "بعمليات نوعية؛ لردع الاحتلال المجرم، وتأديب مستوطنيه"، ردا على استشهاد رهام دوابشة.
وقال الناطق باسم الحركة، حسام بدران، في تصريح صحفي وصل "
عربي21"، إن "تصاعد المقاومة في الضفة لن يتراجع، وصولا إلى المواجهة الشاملة المباشرة مع المحتل؛ من أجل تغيير الوقائع على الأرض".
وأضاف أن استشهاد دوابشة يؤكد وجود خطة إجرامية ممنهجة "يشرف عليها قادة الاحتلال، ويتم تنفيذها على يد الجنود والمستوطنين، على حد سواء".
وأوضح أن هذه الخطة تقوم على "القتل والتهجير والإرهاب، بغرض إخضاع الشعب الفلسطيني، وردعه عن ممارسة حقه الطبيعي في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي".
وأكد أن استشهاد رهام وزوجها ونجلها، يشير إلى "حجم الجريمة التي ارتكبها المستوطنون ضد هذه العائلة الفلسطينية"، ذاهبا إلى أنه "بات من الواضح؛ أن التحركات السياسية، والاعتماد على المواقف الدولية؛ لا توفر حماية لشعبنا أمام إجرام المحتل".
وأشار بدران إلى أنه لا سبيل للجم الاحتلال وقطعان مستوطنيه عن مواصلة عدوانهم المستمر على الفلسطينيين "سوى التحرك الذاتي في الضفة، وقيام شعبنا بمقاومة الاحتلال بما امتلكوا من أدوات"، مشيدا بقدرة الشعب الفلسطيني على "الصمود والمواجهة؛ رغم بطش المحتل، وقمع التنسيق الأمني".
يشار إلى أن بكر العائلة، الطفل أحمد دوابشة (4 أعوام) ما زال يرقد في مستشفى "تل هشومير" لتلقي العلاج، جراء إصابته بحروق في الحادثة ذاتها.