كشف قائد عسكري
إسرائيلي بارز أن قيادة الجيش تراقب الأداء القتالي لقوى المعارضة السورية المسلحة للتعرف على نقاط القوى والضعف لديها وتوظيف ذلك في الاستعدادات للمواجهة المحتملة معها في المستقبل.
ونقلت صحيفة "ميكور ريشون" في عددها الصادر الاثنين عن يوآف مردخاي، قائد لواء "يروشليم"، الذي يتكون بالأساس من قوات احتياط قوله: "إن القوى التي تتصارع في
سوريا اكتسبت خبرات قتالية كبيرة مما يشكل تحديا كبيرا للجيش الإسرائيلي مستقبلا في حال اضطر لمواجهتها تحت هذا الظرف أو ذاك".
ونوه مردخاي إلى أن هيئات الجيش الإسرائيلي وقياداته الاستخبارية والميدانية تحاول استخلاص العبر من أداء قوى المعارضة وتستعد لليوم التالي بكل جدية.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي قرر مؤخرا تشكيل وحدات خاصة تعنى بشكل حصري بمواجهة التنظيمات الإسلامية السنية العاملة في سوريا، في حال سقط النظام، أو تقهقر بشكل نهائي للساحل، حيث التواجد العلوي.
وقد نصت الاستراتيجية العسكرية التي أعلن عنها رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي جادي إزينكوت مؤخرا على وجوب ملائمة الجيش من ناحية تنظيمية لتمكينه من القتال خارج حدود إسرائيل.
وكانت صحيفة "هآرتس" قد كشفت النقاب في السابع عشر من تموز/ يوليو الماضي عن تعليمات أصدرها وزير الحرب موشيه يعلون بالاستعداد لتنفيذ عمليات في عمق الأراضي السورية في حال سقط نظام الحكم هناك، بالإضافة لمطالبته بالاستعداد لتنفيذ عمليات داخل الأردن في حال تم المس باستقرار نظام الحكم فيه بسبب التحولات الإقليمية.
من ناحيته قال القائد الأسبق لسلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال دفيد عبري: "إن العمليات التي يشنها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة والجماعات الجهادية الأخرى لن تنجح في تدمير قوة هذه التنظيمات، كما تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما".
وفي مقال نشرته مجلة "ISRAEL DEDENSE" الشهرية في عدد أيلول/ سبتمبر، أوضح عبري أن التنظيمات الجهادية سرعان ما تعلمت كيفية التعايش مع نتائج الضربات الجوية والتأقلم معها بشكل لم يعد يؤثر على طابع العمليات التي تنفذها هذه التنظيمات سواء في العراق أو سوريا.
ونوه عبري إلى أن كل المؤشرات تدلل على أن التحالف الدولي يهدف من خلال ضرباته الجوية ضد التنظيمات الجهادية إلى منعها من التوسع عبر استنزافها فقط.
وأشار عبري إلى أن التحالف الدولي أراد أن تسهم عملياته في تعزيز قوة نظام الأسد من خلال إضعاف خصومه، لكن ما حدث كان العكس.
واستنتج أن الضربات الجوية دللت على مدى تهاوي قدرات سلاح الجو السوري، الذي لم يتمكن من استغلال الواقع الذي أوجدته الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي، بحيث تسهم عملياته في استعادة أراض استولت عليها قوى المعارضة السورية، بدل تركيزه حاليا على تنفيذ غارات جوية ذات بعد انتقامي فقط.
ونوه عبري إلى أن الجيش السوري لم يعد قائما بشكل حقيقي، بل يعتمد بشكل أساس على عناصر حزب الله والقوات الإيرانية.
وشدد على أن دافعية القوى الجهادية في سوريا قد تعاظمت بشكل كبير، وارتفعت معنويات مقاتليها، الذين يشعرون بثقة عالية بالنفس، لأنهم يتمكنون من الصمود وتحقيق تقدم على الرغم من أن كل الظروف ضدهم، منوها إلى أنهم يتعرضون لهجمات من قبل التحالف الدولي وقوات الأسد، التي يساندها حزب الله وإيران وروسيا.