ملفات وتقارير

كردي سوري: هجرت القامشلي خشية تجنيدي مع القوات الكردية

يقول جوان إن القمح ينقل جوا عبر مطار القامشلي الذي لا يزال تحت سيطرة النظام - أرشيفية
في الثلاثين من عمره، ترك أولاده وزوجته في تركيا وقرر الهجرة إلى ألمانيا.. يروي جوان لـ"عربي21" قصة هجرته وسبب قراره الخروج من القامشلي على الرغم أنها ما زالت منطقة آمنة حتى اللحظة.

يقول جوان: "القامشلي مدينة جميلة، لم تدر فيها رحى الحرب بشكل حقيقي حتى اللحظة". ويضيف: "تشترك القوات الكردية بمختلف تسمياتها؛ مع قوات النظام في السيطرة عليها، ويعيش الأهالي فيها حتى اللحظة حالة من الأمان تفتقدها معظم المدن السورية، فلم تشهد المدينة قصفا كالذي شهدته باقي المدن، كما أن الاشتباكات التي تحدث فيها ليست بالاشتباكات العنيفة، أو بالأصح ليست اشتباكات حقيقية"، بحسب قوله.

ويضيف: "على الرغم من هذا الوضع الذي وصفته لكم، إلا أنني فضلت الخروج والنجاة من الكثير من الإشكالات التي قد أتعرض لها، لذا غادرت المدينة أنا وأمي وأبي وزوجتي وأطفالي إلى تركيا، ومكثنا فيها شهورا إلى أن قررت السفر إلى ألمانيا، وترك زوجتي وأطفالي برفقة والديّ في تركيا حتى أتمكن من إجراء لم الشمل فيما بعد".

وحول ما يحدث في القامشلي، المدينة المتعددة القوميات والأديان، ورغم أنه في البداية لم يكن مرتاحا لأن يشرح ذلك، إلا أنه قال في الدقائق الأخيرة من اللقاء: "لم أهرب خوفا من تنظيم لدولة كما يدعي الكثير من المهاجرين السوريين، كما أنني - وقد تستغربون - لم يكن النظام سبب خروجي من المدينة الجميلة التي أحبها، بل السبب الأساسي لمغادرتي هو تسلط قوات الحماية الكردية هناك"، بحسب قوله.

ويشرح جوان: "في القامشلي أنت مرغم على أن تكون جنديا في صفوفهم (القوات الكردية)، سواء رغبت بذلك أم لم ترغب".

وأضاف: "هم يذهبون إلى كل بيت، ويطالبون الشبان بالالتحاق بقواتهم للتدريب والقتال، والكل مطالب بذلك سواء كان عربيا أو كرديا أو غير ذلك. ولا مجال أمامك للرفض مطلقا، فهم يقولون: لماذا أنت تجلس في بيتك ونحن نحارب دفاعا عنك ضد النظام وضد داعش الذي يحاول إبادتنا جميعا".

ويرى جوان أن قوات الحماية الكردية بالفعل تقاتل التنظيم، الذي بدوره لن يتواني عن قتلهم جميعا لو تمكن من ذلك، لكنه يؤكد أنها لا تقاتل قوات النظام مطلقا.

وقال: "ما تراه من اشتباكات مع قوات النظام هو فيديوهات للإعلام فقط، لا تمت إلى الحقيقة بصلة"، مضيفا: "وإن قاربت الحقيقة فستكون تلك جزءا بسيطا جدا من الحقيقة التي يعلمها كل أهالي المنطقة: أنهم في حالة هدنة بل وتعاون من نوع ما مع قوات النظام"، وفق قوله.

ولدى سؤاله عن أمثلة لتعاون وحدات الحماية الكردية مع مع النظام، أجاب: "عندما تصل القامشلي سترى أول حاجز ضخم لقوات النظام، وسترى بالقرب منه على بعد عشرات الأمتار حاجزا لقوات الحماية الكردية. فكيف يدعون أنهم حرروا القامشلي، القامشلي غير محررة؟".

كما أبلغ جوان "عربي21" أن محصول القمح الذي تنتجه القامشلي يتم تخزين حاجة المدينة منه، ومن ثم يتم نقل الباقي إلى المطار، حيث ينقل جوا إلى دمشق، متسائلا: "كيف يأكلون قمحنا وندعي أننا نحاربهم؟". ويضيف: "لهذا لن أحارب وسأنجو بعائلتي فقط.. هذا ما يهمني من الموضوع".

ويقول جوان: "يحصلون على أموال كثيرة من جهات ممولة، وبالفعل هم يعطون رواتب شهرية للمقاتلين الذين يقاتلون إلى جانبهم، لكنني لو انضممت إليهم سيرسلونني إلى الجبهات مع التنظيم". ويضيف ساخرا: "يمكن ما ألحّق أقبض أول راتب وأموت قبله".

وسألت "عربي21" جوان؛ عما يمكن أن يحصل له أن لو آثر البقاء في القامشلي بعد رفض الانضمام للقوات الكردية، فقال: "بداية سأكون منبوذا من قبل الجميع كوني جبانا ولم أقبل بالاشتراك في معاركهم. لكن هناك إجراءات سيئة جدا قد تتخذ ضدي لو استمريت في الرفض".

وأوضح أنه "من الممكن أن يقوموا بإعطاء اسمي إلى حواجز النظام، حيث يتم اعتقالي فيما بعد تحت أية تهمة كانت. وقد حدث هذا مع العديد من الشبان الذين اعتقلهم النظام في وقت قريب من رفضهم القتال إلى جانب الوحدات الكردية"، حسب قوله.