نشر موقع إذاعة
فرنسا الدولية؛ تقريرا عرض فيه ردود فعل
اللاجئين السوريين بشأن الضربات الجوية الفرنسية في بلدهم؛ حيث تراوحت مواقفهم بين الاستهجان والرفض، مؤكدين على أن مواجهة
تنظيم الدولة كان يجب أن تتم قبل أن يتطور التنظيم ويشتد عوده.
وذكر الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، أن فرنسا كانت قد أطلقت أولى غاراتها الجوية ضد تنظيم الدولة في
سوريا في 27 من أيلول/ سبتمبر الجاري، ما أثار ردود فعل مختلفة في صفوف اللاجئين السوريين، وقد قامت إذاعة فرنسا الدولية بإجراء حوارات مع عدد منهم على الحدود النمساوية المجرية، لمعرفة رأيهم في هذه التطورات.
ونقلت الصحيفة تعليق لاجئ سوري متقدم في السن، أثخنته الحرب في بلده ودفعته للفرار؛ حيث قال: "
قصف في حلب، قصف في حمص، قصف في دير الزور ...قصف في كل مكان"، في إشارة إلى أن الأمور اختلطت في سوريا، وأن الحياة لم تعد تطاق، في هذه الحرب المتواصلة منذ أربع سنوات، والتي تسببت في تدفق صفوف طويلة من اللاجئين السوريين، على حدود مدينة نيكلسدورف المجرية، على أمل الوصول إلى أوروبا.
ونقل التقرير رأي لاجئ آخر، وهو محمد البالغ من العمر 17 ربيعا، والذي وصل إلى النمسا مساء الأحد الماضي، حين كان ينتظر إحدى حافلات مراكز استقبال اللاجئين السوريين. وقد صرح محمد بأنه كان يتابع دراسته حين وقعت معركة جوبر التي قضت بالكامل على حيّه بدمشق.
وأفاد التقرير بأن ملامح هذا الشاب تغيّرت بمجرد سماعه خبر الغارات الجوية الفرنسية في بلده، وتساءل باستنكار: "فرنسا قصفت سوريا؟! إن ذلك يؤلمني فعلا! عندما قصفت قوات بشار الأسد سوريا، شعرت بالحزن كما لو أن إخوتي كانوا يتقاتلون".
وأضاف محمد: "أنا لا أهتم بأمر تنظيم الدولة ولا أسانده، لكن إذا ما ضربت فرنسا أو أي بلد آخر سوريا، فإني حتما سأسعى للعودة إلى سوريا وأقاتل المعتدين الأجانب".
وذكر التقرير أن نشطاء الصليب الأحمر كانوا يوزعون وجبات الغداء على اللاجئين، الذين كانوا ينتظرون وسائل النقل العمومية التي ستقلهم إلى فيينا.
ونقل التقرير عن أحد هؤلاء اللاجئين، وهو أحمد، الذي يبلغ من العمر 54 سنة، والذي كان قد غادر مدينة حلب برفقة أسرته، قوله إن "التدخل الغربي في بلده جاء متأخرا".
وأشار التقرير إلى أن الاستخبارات الأمريكية تؤكد أن عدد الأجانب الملتحقين بصفوف التنظيم في سوريا والعراق منذ سنة 2011، بلغ حوالي 30 ألفا، أي ما يعادل ضعف تقديراتها التي أصدرتها العام الماضي.
نقل التقرير عن أحمد أن "قرار مهاجمة تنظيم الدول قد فات أوانه، إذ كان يجب أن تتم مهاجمته قبل أن يتمدد ويصل إلى سوريا، وتقوى شوكته بأولئك المنضمين إليه من المقاتلين الأجانب".
وأضاف أحمد: "يجب على فرنسا وبقية الدول مواجهة بشار الأسد، فهو من أجبرنا على مغادرة سوريا، إنه هو الدكتاتور الذي يجب مقاومته".
وفي الختام أشار التقرير إلى أن الجدال القائم حول شن باريس لغارات جوية في سوريا لا يمثل أولى اهتمامات اللاجئين، فهؤلاء لديهم مشكلات أكثر مصيرية وتعقيدا، إذ يواجهون اليوم تحديا من نوع آخر؛ تحدي الوصول لبلدان آمنة وبناء حياة جديدة بعيدا عن الوطن.