ذكرت مصادر ميدانية في جنوب
دمشق أن الأزمة بين قيادة
جبهة النصرة وفرعها في جنوب دمشق قد تصاعدت مؤخرا، إثر شكوى كان قد قدمها عشرات العناصر والإداريين على رأسهم أبو ياسين الأردني، مؤسس جبهة النصرة في جنوب دمشق، بعد الانفصال عن
تنظيم الدولة، رغم مرور عام على تلك الخلافات حول أسباب الانشقاق عن تنظيم الدولة ودوافعه.
وتحدث عناصر وإداريون من جبهة النصرة عن الشكاوى المرسلة إلى القيادة المركزية للجبهة في الشمال السوري، حول اتهام قيادة فرع الجبهة في جنوب دمشق، وعلى رأسهم "أبو جهاد الفلسطيني"، بالفساد والغلو والتقرب من تنظيم الدولة، لكن قوبلت الشكوى بـ"الاستهتار واللامبالاة"، ليحدث بعدها انشقاق بعض الشرعيين والعناصر والإداريين، وعلى رأسهم "أبو ياسين الأردني"، بحسب ما أكده مصدر ميداني مطلع رفض الكشف عن اسمه لـ"
عربي21" خلال اتصال معه.
وتسارعت الأحداث في الجنوب الدمشقي، لتبدأ معها مرحلة الصراع الداخلي، بحسب المصدر ذاته، من اجتياح جبهة النصرة لبلدة "بيت سحم"، بغية اعتقال بعض المطلوبين لها، ومن ثم اقتحامها مقرات "لواء شام الرسول" بعد تأييده ودعمه للمظاهرات التي خرجت في "بيت سحم" والتي طالبت جبهة النصرة بمغادرة البلدة.
وأضاف المصدر: "بعد هذه التطورات، قررت قيادة النصرة في الشمال السوري تشكيل لجنة خاصة لمتابعة أحداث جنوب دمشق ووضع حلول، وترأس اللجنة "أبو الفرج المصري"، مستشار قائد الجبهة أبو محمد الجولاني، فيما ضمت اللجنة "أبا عبد الله الشامي" عضو مجلس الشورى و"أبا عزام المهاجر" القاضي الشرعي في الشمال السوري.
وأكد المصدر لـ"
عربي 21" فشل تلك اللجنة في رأب الصدع بسبب ما اسماه بـ "حجم التدليس" الذي قاده مكتب النصرة الإعلامي في الجنوب الدمشقي، حيث كان عائقا بين اللجنة وحقيقة ما كان يجري في جنوب دمشق، إلى أن "بدأت نصرة الجنوب الدمشقي مرحلة اللا مبالاة واللا خوف، وبدأت تصرح علانية بفكرها القريب من تنظيم الدولة".
فقد أصدر فرع الجبهة في جنوب دمشق بيانا هاجم فيه القيادي السابق في النصرة، أبا مارية القحطاني، وأبا حسن الكويتي، وهما يعدان من رموز الجبهة على امتداد انتشارها في
سوريا. وبدأت إثر ذلك سلسلة من القرارات تتوالى، من فصل عدد من القيادات في جنوب دمشق مثل "أبي خضر" و"أبي قتادة" وغيرهما الكثير.
ولكن هذه القرارات، بحسب المصدر ذاته، كانت تطوى ولا تظهر أبدا، حيث بقيت في خفايا المكتب الإعلامي التابع لنصرة الجنوب الدمشقي، لتنتهي القرارات بعزل "أبي جهاد الفلسطيني" و"أبي بكر الأمني" وعدد آخر من القيادات. ولم يعلن ذلك حتى وصل الأمر لقيادات الجبهة في الشمال، فأتى الأمر بإيقاف كامل المكتب الإعلامي، وفصل كل "الأمراء" من خريجي سجن صيدنايا.
وأقدمت القيادة المركزية في الجبهة على تعيين "أبي يوسف الحوراني" أميرا للنصرة في جنوب دمشق، و"أبي سامر القديمي" قائدا عسكريا، و"أبي حمزة السحماني" أميرا أمنيا، بحسب ما أكده المصدر الميداني.
وعلى أثر ذلك، يقول المصدر، قام عدد من عناصر الجبهة والقادة، يتجاوز عددهم 50 عنصرا، بالانشقاق عنها، وتشكيل كتيبة باسم "ابن تيمية" جنوب دمشق، ويقودها "أبو خضر الفلسطيني". وضم التشكيل الجديد كلا من "أبي جهاد الفلسطيني" (الأمير المفصول من الجبهة)، و"أبي بكر الأمني" و"أبي هاشم" و"أبي قتادة" و"أبي حسن جبهة". كما شملت الانشقاقات أيضا "أبا عبد الله الفلسطيني"، المسؤول الشرعي
وبحسب المصدر نفسه، فإن كل القيادات المفصولة عن الجبهة تنتظر مبايعة تنظيم الدولة. وما يثير الاستغراب، وفق المصدر الميداني ذاته، أن شرعيي الجبهة في جنوب دمشق، يقولون اليوم لعناصرهم إن فصائل مناطق ببيلا، ويلدا، وبيت سحم، هم إخوانهم وأهلهم بعد أن كانوا يكفرونهم في وقت سابق، عندما ساعدت الجبهة تنظيم الدولة وساندتها باقتحامها لمخيم اليرموك وقتالها لتنظيم "أكناف بيت المقدس" المقرب من الثوار السوريين.