يعاني سكان الأحياء الجنوبية في
دمشق نتيجة قطع الطرق المؤدية إلى أحيائهم في أعقاب الاشتباكات التي اندلعت مؤخرا، بين
تنظيم الدولة والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام في حي
القدم، فيما استعادت جبهة النصرة سيطرتها على مواقع جديدة شمال شرقي
مخيم اليرموك، بعد هجوم شنّه مقاتلوها على مواقع تمركز قوات النظام.
وكانت قوات النظام السوري قد سيطرت على تلك المواقع قبل عدّة أشهر، مستغلة الاشتباكات التي شهدها مخيم اليرموك بين تنظيم الدولة وأكناف بيت المقدس، المقرّب من حركة حماس.
وقال مصدر ميداني لـ"
عربي21" إنّ الاشتباكات أدّتْ إلى مقتل عدد من عناصر النظام ومليشيات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/ القيادة العامة، والاستيلاء على بعض الأسلحة والمعدات، دون وقوع خسائر في صفوف مقاتلي جبهة النصرة.
على صعيد آخر، أبدى مواطنون تواصلت معهم "
عربي21"؛ تذمرهم من الثمن الذي يدفعونه نتيجة القتال بين الفصائل المختلفة في جنوب دمشق، حيث "يتخذ أيّ فصيل يخسر بعض جنوده، أو مواقعه، إجراءات قاسية ضدّ سكان هذه الأحياء الذين يُضيّق عليهم في الدخول أو الخروج عبر الحواجز، أو إغلاقها بشكل كامل، وهو ما فتح باب المحسوبية أو دفع الرشاوى لعناصر الحاجز لتسهيل خروج ودخول ذوي الحاجات الملحة، مثل المرضى أو المسافرين"، حسب أحد المواطنين، رفض الكشف عن اسمه.
من جانبه، قال أبو علي فتيحة، من بلدة بيت سحم، "إنّ إغلاق الطرق بوجه المدنيين ليس أكثر من وسيلة للتكسب وجني الأموال، ومحاولة لاحتكار تجارة المواد الغذائية من قبل قادة الفصائل وعوائلهم، حتى بتنا نتمنى أنْ يعود جيش النظام إلى بلدتنا".
وفي حديث خاص بـ "
عربي21"، قال الناشط في مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطينيي
سوريا، جهاد أبو عزيز، من مخيم اليرموك: "نحن من يدفع ثمن خلافات الفصائل فيما بينها، ومنذ سيطرة الفصائل قبل ثلاثة أعوام على المخيم وخلافاتهم تتوالى، وتجر الويلات على سكان المخيم"، بحسب قوله.
وأضاف: "بعد سيطرة تنظيم الدولة قبل عدة أشهر على المخيم، بدأت فصائل المعارضة في يلدا وببيلا وبيت سحم، بالتضييق على سكان المخيم أكثر فأكثر، وقد قمنا بعدة اتصالات مع قياديين في تلك الجماعات نطالبهم بعدم إقحام المدنيين في مشاريعهم وخلافاتهم، وتم الرد علينا بأننا استقبلنا تنظيم الخوارج، وعلينا أن نطرده ونتعاون معهم في طرده، وهذا طلب تعجيزي من مواطنين عزّل همّهم الأول والأخير تدبير لقمة العيش"، على حد وصفه.
وردا على سؤال لـ"
عربي21" حول ما نقله سكان محليون عن قطع الطريق الوحيد الرابط بين مخيم اليرموك وبلدات بيت سحم وببيللا ويلدا، وتفسيره لقرار الفصائل في تلك المناطق، يقول أبو عزيز: "القرار جاء نتيجة خلافاتهم مع تنظيم الدولة والقتال الذي يدور في حي القدم منذ أكثر من أسبوعين، في حين نحن من نتحمل تبعاته".
ويتساءل أبو عزيز في ختام حديثه قائلا: "متى تُدرك قيادات الفصائل، أن المدنيين ليسوا طرفا في صراعهم، ومتى يدركوا أنّ عليهم تجنيبنا تبعات خلافاتهم وصراعاتهم؟"، حسب تعبيره.