رد ذوو خالد على طلب موظف المستشفى العام في
الموصل بتعابير وجه مندهش، حينما قال لهم: "ادفعوا المستحقات المالية قبل أن تدخلوه إلى صالة العمليات". توقفت العائلة للحظات تصغي إلى الموظف، ثم انطلق سؤال من فم أخيه الأصغر عن مبلغ الفاتورة وسببها، فأجابهم الموظف بأنه يتوجب عليهم دفع مليون دينار عراقي، هي بمثابة بدل لعملية القلب التي سيجريها المريض.
المستشفيات والقطاع الصحي مجاني منذ أن وضع
العراق مركز الرعاية الصحية المجانية في عام 1970، إلا أن
تنظيم الدولة قرر فرض نظام التمويل الذاتي على المستشفيات لتأمين الرواتب والأدوية للقطاع الصحي، بعدما توقفت حكومة بغداد عن إرسالها منذ شهر آذار/ مارس الماضي.
أحد موظفي المستشفى العام، ويدعى عمر، قال في حديث خاص لـ"
عربي21"، إن تنظيم الدولة قرر أن يكون القطاع الصحي بتمويل ذاتي لتغطية نفقات المستشفيات ورواتب الموظفين، على أن يبدأ العمل بالنظام فورا وفق لائحة تم تسليمها إلى إدارة المستشفيات.
وحول نظام العمل والتسعيرات الجديدة، أوضح عمر أن أجرة الدخول إلى المستشفى والكشف السريري تم تحديدها بـ2000 دينار عراقي، بينما يكلف فحص البصر 5000 دينار، كما تم تسعير الأدوية التي ستتوفر في صيدليات المستشفى.
وأكمل عمر حديثه مع "
عربي21"، دونما توقف كما لو أن لائحة الأسعار باتت محفوظة عن ظهر قلب، ليبين أسعار العمليات قائلا: "سعر الولادة الطبيعية 25 ألف دينار، بينما الولادة القيصرية ستكون 150 ألف دينار، في حين تكاليف العمليات تتراوح بين 10 آلاف دينار للعمليات الصغيرة، إلى مليون دينار للعمليات الكبرى وعمليات القلب.
من جانبه، ذكر طبيب يعمل في المستشفى العام في الموصل، رفض الكشف عن هويته، أن قرار التمويل الذاتي سيزيد العبء على المواطن الذي زادت حاجته وفاقته، ووصلت حدا ملحوظا بعد انقطاع الرواتب عن المدينة، كما سيجعل المواطن لا يأتي إلى المستشفى إلا لضرورة بالغة، وربما يتجه للممرضين الشعبيين لانخفاض أسعارهم.
وأضاف الطبيب لـ"
عربي21"، أن القطاع الذي يعمل فيها كطبيب مقيم "انخفض عدد المقيمين الدوريين فيه من 150 طبيبا إلى 40 طبيبا بسبب هجرة بعض الأطباء، مع انقطاع الراتب المستمر منذ ثمانية أشهر. وأوضح أن الأطباء الذين استمروا في عملهم يعدون استمرارهم خدمة إنسانية تقدم لأهالي المدينة.
ويشار إلى دائرة
صحة نينوى، التي تتبع لها الموصل، لم تتوقف عن العمل منذ أن فرض تنظيم الدولة سيطرته على المدينة، وحتى الآن، في الوقت الذي تعاني فيه هذه الدائرة من نقص في المستلزمات الطبية وانقطاع للدعم دام عدة أشهر.