تشن ميلشيات
الحشد الشعبي حملات انتقامية ضد المدنيين السنة في القرى المحيطة بمدينة
سامراء، في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، بعد أن تكبدت خسائر كبيرة على يد مقاتلي
تنظيم الدولة مؤخرا.
وأشارت مصادر ميدانية إلى خسارة الجيش
العراقي وميلشيات الحشد الشعبي العديد من مواقعهم الاستراتيجية في منطقة جزيرة سامراء، إلى الغرب من المدينة، ما يشكل تهديدا حقيقيا لمدينة سامراء التي تحظى بقدسية كبيرة لدى الشيعة.
وفي حديث خاص لـ"
عربي21"، قال عبد الله آل حمود، وهو أحد وجهاء قرية الفضيلية، إنه "بعد هجوم تنظيم الدولة على مناطق غرب سامراء، وسيطرته على العديد من القرى، ووصول بعض سكانها إلى قريتنا، توجهت إلينا قوة من الحشد الشعبي تحمل رايات مليشيا عصائب أهل الحق ولواء علي الأكبر، وغيرهما، وطلبت منا إخلاء القرية خوفا من وصول تنظيم الدولة الذي سيقوم بقتلنا جميعا، كما قالوا لنا".
ويضيف آل حمود: "لقد غادرنا القرية تاركين كل شيء وراء ظهورنا، وما أن ابتعدنا قليلا حتى قامت الملشيات بسرقة قطعان الأغنام الموجودة في قريتنا، وقرية الصينية المجاورة، وشرعوا بحرق المزارع، وإتلاف مخازن الأعلاف وتدمير البيوت، وتصوير بيوتنا المحترقة على أنها قرى تم تحريرها من تنظيم الدولة".
وقال آل حمود لـ"
عربي21": "حين توجهنا إليهم (الميلشيات) مع مجموعة من وجهاء المنطقة؛ بادرونا بإطلاق النار، ما اضطرنا إلى العودة دون مقابلتهم"، بحسب قوله.
وتعد قريتا الفضيلات والصينية الواقعتان شمال مدينة سامراء؛ من المناطق القليلة في ما يعرف بـ"المثلث السني" التي ظلت تشهد استقرارا أمنيا طيلة السنوات الماضية، ولم تشهد معارك أو اشتباكات حتى خلال فترة وجود القوات الأمريكية في العراق قبل انسحابها أواخر عام 2011.
وعن سبب قيام الميلشيات بهذه الأعمال، قال آل حمود: "السبب هو الانتقام لخسائرهم الكبيرة غرب سامراء، وفي محافظة صلاح الدين حيث بطش بهم تنظيم الدولة مؤخرا".
وتابع: "إننا في قريتي الفضيلات والصينية لم نكن مع أي طرف في المعركة، ولم تكن قرانا ساحة لأي معركة في الحاضر أو في السابق، بل نحن كمزارعين نعيش شبه عزلة عما يدور في محيطنا"، معتبرا أن "ما قام به الحشد هو عمل ينم عن حقد وكره تكنه عناصره لأهل السنة حتى وإن لم يشتركوا بالقتال"، وفق تقديره.
ويردف آل حمود قائلا: "بعد يومين من تهجيرنا وحرق بيوتنا ومزارعنا وسرقة مواشينا، تمكن تنظيم الدولة من طرد الملشيات من القرية، عندها عدنا لبيوتنا لنجد أغلبها محترقة مع خراب كبير أصاب الأراضي الزراعية".
وأوضح أنه شخصيا خسر أكثر من 270 رأس غنم "بلا أي ذنب يذكر، والآن نهيئ أنفسنا للمغادرة ربما ستكون قرانا عرضة للقصف بعد أن هرب الحشد الشعبي ودخل تنظيم الدولة الإسلامية. فالأسلم لنا ولعوائلنا المغادرة، وإلا سيكون مصيرنا الدفن تحت أنقاض بيوتنا، فالحكومة التي أرسلت الميلشيات سوف لن تتورع عن قصفنا بتهمة الإرهاب"، بحسب اعتقاده.
الجدير بالذكر أن مناطق جزيرة سامراء تشهد مؤخرا معارك عنيفة بين تنظيم الدولة وميلشيات الحشد الشعبي الشيعية، حيث تمكن التنظيم من تحقيق تقدم كبير في الأيام الأخيرة، وبدأ يقترب شيئا فشيئا من مدينة سامراء في محافظة صلاح الدين.