أعلن
جيش الفتح قبل أيام عن بدء معركة "تحرير حماة" في بيان صادر عنه، تواردت حوله ردود أفعال مختلفة في أوساط المعارضة السورية، بين مؤيد لهذه المعركة وبين معارض لها، وبين من يرى أنه وسط التطورات العسكرية الحالية لا بد من ترجيح جبهات أخرى على جبهة حماة مثل جبهتي حلب والساحل، ولاسيما طرد
تنظيم الدولة من ريف حلب الشمالي.
وفي تصريح لصحيفة "
عربي21" قال أبو الحسن أحد عناصر حركة أحرار الشام "لست في موقع قيادي لأقول إن القرار صائب أم خاطئ ولكن أعرف أن عددا كبير من المقاتلين والثوار أجمعوا على أنه قرار خاطئ، لأنه نظرا لما تتعرض له حلب اليوم من تهديدات وخطر من قوات النظام وتنظيم الدولة، فهي أولى من حماة وغيرها بتركيز العمل العسكري للثوار، وهي مركز للجيش السوري الحر وعندما تترك حلب فهذا يعني أنك سلمتها للنظام وبذلك انتهت الثورة".
ويضيف أبو الحسن: "المطلوب اليوم تضافر الجهود في غرفة عمليات حلب، وخاصة أن هناك تخبط بين القيادات فهناك جيش الفتح واليوم جيش الشام وغدا الله أعلم، وحلب متروكة لتنظيم الدولة والنظام ليتقاسموها".
ويتفق الناطق باسم الجيش السوري الحر، أسامة أبوزيد، مع ما ذهب إليه أبو الحسن ويقول: "لا يمكن إغفال خطورة الوضع في الريف الشمالي لحلب، وحقيقة تنظيم الدولة اليوم يستثمر العدوان والاحتلال الروسي والحشود البرية التي يقودها (قاسم سليماني) والمليشيات الطائفية التي تؤازره وقوات نظام الأسد وبموجب ذلك تقدمت في ريف حلب الشمالي وفي العديد من المناطق".
ويضيف أبو زيد: "القضاء على تنظيم الدولة من وجهة نظري له أولوية كبرى لأنه لا يشكل خطرا عسكريا فقط ، بل أيضا على الصعيد السياسي الدولي، وقد رأينا أن الروس يتخذونه ذريعة لقصف الثوار، ورأينا أن التنظيم يستثمر أيضا من قبل جهات دولية لإعادة تأهيل الأسد على المستوى السياسي، كما أن التنظيم يستعمل الغدر ويطعن الثوار من الخلف، وبالتالي لم يعد ممكنا للثوار أن يحققوا تقدمات إستراتيجية في مواجهة النظام، مالم يقضوا على هذا الخطر القابع في خطوطهم الخلفية".
ويرى أبو زيد أن الرأي المعارض للهجوم على حماة يرى أن فتح معركة داخل مدينة يسكنها عدد كبير من المدنيين جزء منهم مهجرين من مناطق أخرى لا يعتبر أولوية، عكس طرد تنظيم الدولة من ريف حلب أو فتح جبهة الساحل أو إكمال مسيرة السيطرة على منطقة سهل الغاب بريف حماة، لافتا إلى أهمية السيطرة أيضا على مدينة حماة المليئة بالمقرات العسكرية لقوات النظام ومطار حماة، وأن ذلك لا يتم إلا بالسيطرة على مناطق وقطع عسكرية ومراكز تسليح تمتد على مسافة نحو 35 كم حتى الوصول إلى المدينة، وهذا سيعود بفائدة عسكرية وسيكون له أثر كبير على الخارطة العسكرية بالنسبة للثوار، على حد تعبيره.
فيما يرى المحلل العسكري والإستراتيجي العميد أحمد رحال بأن معركة الساحل هي "أم المعارك" وهي الأكثر تأثيرا على النظام، ويستدرك "طالما أن المعارك الآن تدور في سهل الغاب وفي ريف حماة الغربي فلا مانع من تطوريها إذا ما كان هناك تقدم وانتصارات وعملية الوصول إلى مطار حماة العسكري، والتي تعطي للثوار كسبا كبيرا بتحييد طائرات هذا المطار من العمل، الذي تستعمله طائرات النظام السوري وحليفه الروسي".
ويضيف رحال " معركة الشمال فهي معنية فيها فصائل وقوى في جبهة حلب، وهي قادرة أن تتكفل بها بمعزل عن فتح
معركة حماة، وأن لكل جبهة خصوصية القادة الميدانيين، وهم الأدرى والاقدر على تقديرها والعمل بها".
أما الناشط الإعلامي أبو بكر فيؤيد إعلان جيش الفتح بدء معركة حماة، و يعزو تأييده لعدة أسباب أهمها أن معركة حماة تُقدم على معركة الساحل لكون الخسائر المحتملة من الممكن أن تكون أقل، وأن الثوار من الممكن أن يستفيدوا من المعنويات المرتفعة لتقدمهم في سهل الغاب ويتابعوا تقدمهم فيما تبقى من مناطق ريف حماة وصولا للمدينة التي تحوي على حاضنة من الطائفة السنية الكبيرة ومنهم من ينتظرون وصول الثوار للمشاركة معهم وقطع الطريق على النظام بتجنيد المئات من أبناء الطائفة السنية في صفوفه والزج بهم إلى مقدمة الجبهات، في حين أن معركة الساحل تعتبر معركة استنزاف طويلة.