نشرت مجلة "كريستيان سيانس مونيتور" تقريرا لنيكولاس بلانفورد يقول فيه "إنه بينما ينصب التركيز على الحملات التي يقوم بها النظام في سوريا مدعوما من روسيا في الشمال السوري، هناك حملة صغيرة يقوم بها
حزب الله في الجنوب بالقرب من الحدود مع "إسرائيل".
وقال بلانفورد "إن الهدف من الهجوم بمحافظة
القنيطرة هو اخراج الثوار من الأراضي التي سيطروا عليها حديثا، ويؤكد على الأهمية التي يعطيها حزب الله وراعيته
إيران للأراضي المحاذية للحدود الإسرائيلية في الجولان المحتل".
وأضاف الكاتب أن هذه العملية ستلقي الضوء فيما إذا كانت روسيا وإيران، القوتين الرئيسيتين الداعمتين للرئيس السوري بشار الأسد، وهل تتشابه أجنداتهما أم لا؟ وما إذا كانت روسيا مستعدة لتوسيع استخدام طيرانها في البلاد.
ويشير بلانفورد إلى أن الأسبوع الماضي شهد مقتل ضابط إيراني كبير في المعارك الدائرة في محافظة القنيطرة، كما قام الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بزيارة القنيطرة قبل أسبوعين، كجزء من زيارته للجبهات في سوريا.
وينقل كاتب المقال عن قائد وحدة حزب الله الذي حارب في الحملة التي قادتها إيران في وقت سابق من العام الجاري قوله: إن "القنيطرة مهمة بالنسبة لنا وسنستعيد كل المحافظة إن شاء الله".
وتقع مدينة القنيطرة المدمرة في منطقة تراقبها قوات الأمم المتحدة، التي أنشئت لفصل القوات السورية والإسرائيلية بعد حرب عام 1973.
وتتيح إعادة السيطرة على المحافظة للأسد، توسيع جبهة مواجهة حزب الله اللبناني مع إسرائيل قرب الحدود اللبنانية الجنوبية، إلى هضبة الجولان المجاورة، فاتحا بذلك الباب أمام القيام بهجمات في الهضبة التي تم احتلالها عام 1967.
وكانت الجولان أكثر الحدود الإسرائيلية اسقرارا منذ 40 سنة، ولكن منذ اندلاع
الصراع في سوريا عام 2011، كان هناك سلسلة من الهجمات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، على خطوط الهدنه على شكل متفجرات بجانب الطريق أو صواريخ.
وتدير مجموعات الثوار مواقع تدريب شمال مدينة القنيطرة بالقرب من "خط ألفا"، وهو الخط الذي رسمته الأمم المتحدة كحد أقصى لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما تستغله المعارضة، إذ يمنع على طائرات النظام قصف موقع تواجد الجيش الإسرائيلي قرب خط ألفا، حيث سبق وأن أسقط الإسرائيليون طائرة عسكرية سورية العام الماضي بعد أن تجاوزت الخط ودخلت "الأجواء الإسرائيلية".
وفي شهر شباط/ فبراير الماضي، شكل حزب الله رأس الحربة في هجوم أدارته إيران لاستعادة معظم مناطق محافظة القنيطرة، بالإضافة إلى السيطرة على محافظة درعا، ولكن الهجوم لم يحقق تقدما في ظروف جوية سيئة، وفي ظل مقاومة شرسة من طرف الثوار، وتم التخلي عن المحاولة في أوائل نيسان/ أبريل.
وبدأت
المعارضة السورية المسلحة، الشهر الماضي، هجوما شمال القنيطرة، في محاولة لخرق خطوط النظام والوصول إلى الغوطة الغربية غرب دمشق.
وبعد خمسة أيام من المعارك سيطر مقاتلو المعارضة، بما فيهم جيش الإسلام وأنصار الإسلام وألوية الفرقان، على عدد من القمم الإستراتيجية من الجيش.
وتم نقل قوات إضافية من حزب الله إلى شمال القنيطرة ليصبح عدد المقاتلين المنشورين في المنطقة 500 بحسب مصادر أمنية لبنانية. وقام حزب الله مدعوما من مليشيات مؤيدة للنظام وقوات النظام الرسمية باستعاد المناطق التي سيطر عليها الثوار.
وتضيف المجلة أنه ليس من الواضح الآن إن كان الهجوم المضاد الذي يقوده حزب الله سيسعى للسيطرة على مساحات إضافية، أم يسعى لتحقيق استقرار الجبهة.
وكانت إسرائيل قد حذرت أكثر من مرة بعدم السماح لحزب الله أن يقيم جبهة جديدة في الجولان المحتل، وفي شهر كانون ثاني/ يناير قتلت الطائرات الإسرائيلية بدون طيار جنرالا من الحرس الثوري الإيراني وعددا من ضباط حزب الله ذوي الرتب العالية.
ولكن التدخل العسكري الروسي في سوريا يعقد حسابات الجانبين -يضيف المقال- حيث قامت إسرائيل وروسيا بفتح قناة إتصال لمنع سوء الفهم بين قواتهما الجوية، وفي حال قيام إسرائيل بالهجوم على قوات حزب الله في الجولان، فستحرج روسيا التي ليس من المتوقع أن ترد على أي هجوم تقوم به إسرائيل في الجولان.
ويقول دبلوماسي أوروبي: "أي قصف إسرائيلي لأهداف إيرانية أو لحزب الله في الجولان ستؤثر على صورة روسيا، وليس بعيدا أن يكون هناك تفاهم بين الإسرائيليين والروس بأن يلتزم حزب الله والإيرانيين بعدم استغلال مكاسبهم في منطقة الجولان".