قالت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) الأربعاء إن
مركبة فضائية أمريكية تستعد لأخذ عينات من ينابيع على
قمر "إنسيلادوس" الصغير الذي يدور في فلك
كوكب زحل ينبعث منها الماء والجليد والمواد العضوية، في محاولة للوقوف على ما إذا كانت هذه المياه مؤشرا على وجود حياة على هذا الجرم الكوني.
وسيجرى أخذ عينة صغيرة خلال مهمة المركبة التي ستغوص في هذه الينابيع وهي تقترب من القمر بسرعة 30600 كيلومتر في الساعة، والتي تنطلق الخميس الساعة الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي (1700 بتوقيت غرينتش).
ويقول العلماء إن ذلك يكفي للرد على أسئلة مهمة عن قمر "إنسيلادوس" الذي يوجد محيط على سطحه يختفي أسفل غطاء جليدي.
وقال كورت نيبور مدير برنامج مهمة "كاسيني" التابعة لـ"ناسا" إلى زحل، "إنها خطوة كبيرة للغاية في عصر جديد من استكشاف عالم المحيطات في مجموعتنا الشمسية.. وهي أجرام ذات إمكانية كبيرة لتوفير واحات للحياة".
ولا تحتفظ هذه المركبة بمعدات كي ترصد بصورة مباشرة الحياة على هذا القمر لكن العلماء يأملون باكتشاف تفاصيل عن هذا المحيط الجوفي الذي يعتقد أنه مصدر هذا النبع المائي، فيما يشك العلماء في أن قوى مد وجزر تجعل هذه المحيط يحتفظ بسيولة الماء في جوف القمر.
واكتشفت مهمة "كاسيني" هذه المياه الفوارة التي تنطلق من الينبوع والتي تندفع إلى الفضاء لارتفاع مئات الكيلومترات عام 2005 أي بعد عام من الوصول إلى زحل.
وخلال مهام فضائية حول القمر (إنسيلادوس) -وهو سادس أكبر أقمار زحل ويصل قطره إلى 500 كيلومتر- أكد العلماء أن هذا القمر يحتفظ بمحيط ملحي سائل أسفل قشرته الخارجية.
ويبلغ حجم زحل -وهو كوكب غازي يعتبر ثاني أكبر كواكب
المجموعة الشمسية- مثل كوكب الأرض بنحو تسع مرات وهو سادس أبعد كوكب عن الشمس بعد كواكب عطارد والزهرة والأرض والمريخ والمشترى. ويلي زحل كوكبا أورانوس ثم نبتون وأخيرا بلوتو الذي صنف على أنه كوكب قزم.
وخلال اقتراب المركبة من القمر (انسيلادوس) على مسافة 50 كيلومترا فوق المنطقة القطبية الجنوبية منه يتعشم العلماء إجراء اختبارات كيميائية للمواد المنطلقة من الينابيع لتحديد ما إذا كان القمر يحتفط بعيون مائية حرارية.
وتنتهي مهمة (كاسيني) عام 2017.
وقال علماء في الآونة الأخيرة إن القمر ميماس الذي تكثر على سطحه الحفر ويدور حول الكوكب زحل قد يكون به محيط مدفون على عمق أميال تحت سطحه الجليدي، ما يثير احتمال وجود موطن آخر صالح للحياة في المجموعة الشمسية.