مصرفيون يطالبون بإجراءات "عاجلة" لإنقاذ الجنيه المصري

طالب خبراء ومصرفيون بضرورة أن يتدخل البنك المركزي المصري بمجموعة من الإجراءات الحازمة والصارمة لضبط سوق الصرف التي فشلت الحكومة في السيطرة عليها طيلة الفترات الماضية.

وتوقعوا في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن يعود سعر صرف الدولار للارتفاع مرة أخرى مقابل الجنيه المصري، في ظل الضغوط القاسية التي تتعرض لها العملة المصرية بعد تراجع عائدات السياحة، وتوقف قطاع التصدير، وتراجع حجم تحويلات المصريين العاملين في الخارج.

وأعلنت مصر قبل أيام استقالة محافظ البنك المركزي المصري الحالي، هشام رامز، وتعيين المصرفي، طارق عامر بدلا منه، على خلفية الارتفاعات القياسية التي سجلها سعر صرف الدولار في عهده، وإصداره قرارات عدة من شأنها زيادة حدة الأزمة، ليسجل سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري ارتفاعات تاريخية وصلت في بعض المناطق والمحافظات المصرية إلى تسعة جنيهات، مقابل نحو سبعة جنيهات في بداية العام الجاري.

وقال الخبير الاقتصادي والمصرفي، الدكتور مجدي عبد الفتاح، إن محافظ البنك المركزي المصري الجديد يجب ألا ينتظر لحين انتهاء فترة ولاية المحافظ الحالي هشام رامز.

وطالب في تصريحات حاصة لـ"عربي21"، محافظ البنك المركزي المصري الجديد بضرورة البحث عن حلول وفق الظروف والإمكانات المتاحة للمشاكل الخاصة بالمستوردين والمصدرين، وهو ما يتطلب إجراءات عاجلة وسريعة في ظل توقف الشاحنات في الموانئ المصرية، وعدم دخولها إلى السوق المصرية، بسبب أزمة شح الدولار.

وشدد على ضرورة إلغاء الحد الأقصى على الايداعات بالعملة الأجنبية في البنوك، حتى يمكن جذب كميات كبيرة من الدولار الموجود في السوق السوداء، الذي يفوق حجم احتياطي مصر من النقد الأجنبي لدى البنك المركزي المصري.

ولفت عبد الفتاح إلى أهمية تدبير الدولار لمواصلة استيراد السلع الاستراتيجية ومستلزمات الإنتاج، خاصة وأنه لا يوجد ما يستدعي الانتظار حتى لا تتفاقم المشاكل وتتعدد الأزمات.

وللمرة الخامسة على التوالي، ثبت البنك المركزى المصرى، الخميس، سعر صرف الجنيه، في العطاء الدولاري للبنوك، ليستقر سعر البيع للجمهور عند 803 قروش، بعد خفض الجنيه بقيمة 20 قرشا للدولار، في عطاءات سابقة خلال الشهر الجاري.

وبلغ سعر بيع البنك المركزى خلال العطاء للبنوك اليوم نحو 793 قرشا، ويرتفع السعر في البنوك بنحو 10 قروش لسعر البيع للعملاء، في عطاء تبلغ قيمته نحو 40 مليون دولار.

وفي شركات الصرافة والسوق السوداء، استقر سعر صرف الدولار عند مستوى 8.20 جنيهات، وذلك خلال الأيام الماضية.