ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن قصر الإليزيه ألغى مأدبة غداء على شرف الرئيس
الإيراني حسن
روحاني، الذي اشترط عدم وجود الخمور على طاولة الطعام.
ويبين التقرير أنه في بلد يفتخر رئيسه فرانسوا هولاند بتقديم أجود أنواع الخمور لضيوفه، فقد اعتبر الطلب الإيراني غير معقول. واقترحت الرئاسة الفرنسية الاكتفاء بتناول مأدبة إفطار لا تحضر عادة فيها الخمور، إلا أن المسؤولين الإيرانيين رأوا في العرض إهانة لقدر الرئيس الإيراني.
وتشير الصحيفة إلى أن مأدبة الغداء كانت من ضمن جدول أعمال الرئيس الإيراني، الذي سيقوم بجولة أوروبية. وقال الفرنسيون إنهم لن "يتخلوا عن تقاليدهم" في إعداد الموائد الرسمية.
ويورد التقرير أن المسؤولين الفرنسيين أكدوا أن رفض الطلب الإيراني لا علاقة له بالالتزام بتقديم
الخمر الفرنسي، مستدركا بأن الالتزام بالشعائر الدينية ليس معمولا به في المآدب الرسمية، بناء على مبادئ الجمهورية الفرنسية التي تتبع العلمانية.
وتلفت الصحيفة إلى أن هولاند من محبي المآدب والخمر، ويحتفظ بأجود أنواع الخمور في قبو قصر الإليزيه، خاصة الفرنسية منها.. مبينة أن الالتزام بالمبادئ العلمانية تسبب في الكثير من المشكلات مع زوار الإليزيه المسلمين.
ويذكر التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أنه ففي عام 1999 أخر الرئيس محمد خاتمي زيارته إلى باريس مدة ستة أشهر؛ نظرا لرفض الرئيس جاك شيراك تقديم حفل استقبال للرئيس الإيراني خال من الخمور، حيث قال إن الالتزام بالشعائر الدينية ممنوع، بناء على المبادئ الشديدة للعلمانية التي تلتزم بها الجمهورية. وفي عام 2009، رفض ساركوزي، الذي لا يشرب الخمور، طلبا من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعدم تقديم الخمر على طاولة الغداء، وتم إلغاء المأدبة.
وبحسب الصحيفة، فقد قلل المساعدون للرئيس الفرنسي من أهمية الخلاف حول الخمر، بعد أن سرب رجال أعمال فرنسيون الخبر، خاصة أنهم حريصون على بناء علاقات تجارية مع إيران.
وينقل التقرير عن مسؤولين فرنسيين قولهم إن الموضوع غير مهم مقارنة بالخلافات بين البلدين حول سوريا والملف النووي. وقال دبلوماسي: "هذه زيارة عمل، وليست دعوة رسمية".
وتوضح الصحيفة أن مأدبة الغداء يمكن أن تعد للرئيس روحاني بعد زيارة مسؤولين فرنسيين إلى طهران. لافتة إلى أن زيارة الرئيس الإيراني إلى روما تبدأ نهاية الأسبوع، حيث سيزور خلال جولته عددا من العواصم الأوروبية، ومنها باريس. وتريد
فرنسا حجز مقعد لها على طاولة المفاوضات، حيث تعمل واشنطن وموسكو على إنهاء الأزمة السورية.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن هولاند كان أول زعيم أوروبي يلتقي روحاني في الأمم المتحدة عام 2013.