وصف مسؤولون ومحللون في الشأن
الإسرائيلي، السبت، فتح إسرائيل، مكتبا في وكالة
الطاقة المتجددة "آيرينا"، ومقرها أبو ظبي، بأنه
تأشيرة دخول إلى الإمارات ودول خليجية لاحقا، كقطر والسعودية والبحرين وعمان.
واعتبروا افتتاح مكتب لإسرائيل في الوكالة قريبا، بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية الجمعة، بمنزلة غطاء على أنشطة سياسية سابقة ولاحقة، تتم بين البلدين منذ سنوات، "خاصة أن تجهيزات الافتتاح وصلت إلى مراحلها النهائية"، بحسب عضو الكنيست (البرلمان) عن القائمة العربية، مسعود غنايم.
وأضاف غنايم (من فلسطينيي 48) لمراسل الأناضول، أن "افتتاح المكتب الإسرائيلي في أبو ظبي سيكون له ما بعده، من تكثيف لأنشطة تعاون في مجالات خارج حدود الطاقة والاقتصاد، إلى مباحثات سياسية وأمنية في ظل ما تعانيه منطقة الشرق الأوسط من فوضى".
وتأسست وكالة الطاقة المتجددة (آيرينا) عام 2009، وحينها دعمت إسرائيل بقوة مقترح استضافة دولة الإمارات المقر الرسمي للوكالة على أراضي إمارة أبو ظبي، وفق تقارير صادرة عن الإعلام الإسرائيلي، السبت.
وتابع عضو الكنيست: "لم يكن إعلان إسرائيل عن افتتاح مكتب لها في هذا التوقيت صدفة، ما حصل أن الإمارات شعرت بتراجع الدور الأمريكي تجاه
الخليج ككل، وانتقالها للحديث عن إيران كقوة إقليمية، وبالتالي دخلت إسرائيل على الخط في محاولة لكسب الخليج العربي".
ونقلت وكالة الأنباء الإمارتية، مساء الجمعة، بيانا قالت فيه إن "أي اتفاقات بين آيرينا وإسرائيل، لا تمثل أي تغيير في موقف الإمارات أو علاقاتها بإسرائيل".
وجاء في البيان، على لسان مديرة إدارة الاتصال بوزارة الخارجية، مريم الفلاسي، إن "وكالة آيرينا منظمة دولية مستقلة تعمل وفق القوانين والأنظمة والأعراف التي تحكم عمل هذه المنظمات".
يذكر أن الوجود الإسرائيلي في الخليج هو الأول منذ عام 1996، الذي شهد افتتاح مكاتب تجارية إسرائيلية في كل من قطر وسلطنة عمان، قبل أن يصدر قرار إغلاقها عام 2000 مع اندلاع الانتفاضة الثانية.
وأشار غنايم أنه "على الرغم من عدم الحديث علنا داخل الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، عن أهداف المكتب القادم، فإن الإسرائيليين وخاصة أعضاء الليكود (اليمين المتشدد)، متفائلون ويتحدثون عن فتح أهم بوابة للدخول إلى الخليج العربي".
"هذا المكتب سيخرج إسرائيل تدريجيا من عزلتها في المنطقة، ولن تدخر جهدا في إقناع الخليج العربي أنها أحد العناصر الهامة للمنطقة وجزء منها (...)، والإمارات فتحت ذلك الباب"، وفق عضو الكنيست العربي.
وتعتبر إسرائيل، واحدة من الدول المهمة في الشرق الأوسط، في قطاع الطاقة المتجددة، وتصنع وتصدر معدات وأنظمة توليد للطاقة المتجددة من خلال الشمس والرياح، وارتفعت صادراتها من هذه الصناعة بنسبة 40% خلال العام الماضي، وفق مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي.
وربط المحلل السياسي جهاد حرب (من فلسطينيي الضفة الغربية)، تطوير عمل إسرائيل مع الإمارات، وفتح أبواب إضافية مع الخليج العربي، بإحراز تقدم في القضية الفلسطينية.
وقال: "إسرائيل ستنجح في كسب الخليج العربي، إن تم إحراز تقدم في القضية الفلسطينية أولا، دون إغفال أن المكتب الذي افتتحته سيعزز من تواجدها على خارطة الدول المتقدمة في مجال الطاقة، وهذه فائدة اقتصادية إضافية".
ووصف وليد علي، مدير مركز "باحث" للدراسات الاستراتيجية والإقليمية ومقره بيروت، افتتاح المكتب بأنه ممر لأهداف سياسية وأمنية أكبر، "دون إغفال أنه التفاف على المبادرة العربية".
وأضاف لمراسل الأناضول عبر الهاتف: "ما قامت به دولة الإمارات من موافقة على فتح مكتب إسرائيلي في المنظمة هو التفاف وتحايل على المبادرة العربية، التي ترفض كل أشكال التطبيع، قبل حصول الفلسطينيين على حقوقهم، وأولها حقهم في الأراضي على حدود عام 1967".
"إسرائيل لن تجني فقط مكاسب اقتصادية بانضمامها للوكالة، وتسويق أبحاثها في مجال الطاقة المتجددة، بل ستساهم في خلق واقع جديد تحضر فيه إسرائيل بقوة على المستوى الإقليمي"، وفق وليد علي.
ويرفض أحد بنود المبادرة العربية، إقامة أية علاقات للدول العربية مع إسرائيل، طالما أن الفلسطينيين لم يحصلوا على حقوقهم المتمثلة بدولة على حدود عام 1967، واعتراف إسرائيل بحق اللاجئين في العودة.