إيان بلاك يقرأ انتخابات السعودية بمشاركة "تاريخية" للمرأة

تبدأ اليوم في السعودية الانتخابات المحلية التي تشارك فيها المرأة السعودية لأول مرة.
 
وفي هذا، كتب إيان بلاك محرر شؤون الشرق الأوسط، في صحيفة "الغارديان"، قائلا إن بعض المشاركات لا يعوّلن كثيرا على النجاح في انتخابات شابها الكثير من الجدل.
 
وكتب "بلاك" عن فريق انتخابي لواحدة منهن، وهي رشا الحفظي حيث كان يحاول جذب الناخبين إلى حملتها من خلال تقديم الكباب وحلوى شعر البنات، لدفع الناس لدخول خيمتها الانتخابية في أحد أحياء مدينة جدة. وحفظي (38 عاما) هي سيدة أعمال معروفة.
 
ويعلق بلاك قائلا: "من الصعب الحصول على الأصوات في الانتخابات المحلية، ولهذا فهي تتوقع سباقا متقاربا وتركيزا على القضايا المحلية".
 
ويشير بلاك إلى أن انتخابات اليوم المحلية هي الأولى التي تشارك فيها المرأة كمرشحة أو مشاركة في الاقتراع. ولهذا "فهي لحظة لافتة للانتباه في بلد محافظ لا يُسمح فيه للمرأة بقيادة السيارة، وتطبق عليها قوانين المحرم".
 
وتعلق حفظي قائلة: "كل واحد يتحدث عن مشاركة المرأة، ولكن الموضوع ليس عن هذا، ولكنه عن المشاركة المدنية". وعليه فقد قررت اتخاذ شعار "بدأنا وسنوصل" عنوانا لحملتها الانتخابية. وهو شعار يزين سيرتها المهنية على "تويتر" ووسائل التواصل الاجتماعي المليئة بالبيانات والصور والشهادات التي تثمن التزامها وطاقتها.
 
ويُمنع استخدام الصور للرجال والنساء في الحملات الانتخابية، ولهذا فظهور المرأة وحديثها يعني التحدث من وراء حجاب، أو بالاعتماد على الرجال، من الأبناء والأقارب.
 
وكانت حفظي ناشطة في جهود إغاثة منكوبي الفيضان في مدينتها ودافعت عن حقوق المرأة ضد تحيز الرجال. وتقول: "رفض بعض المسؤولين المحليين مقابلة النساء، لكننا دفعنا وقبلوا أخيرا".
 
وأضافت أن "الأمر صعب، لأن المرأة تعاني من التمييز لسنوات طويلة، فرجال الأعمال لديهم شبكاتهم الخاصة، ويعرفون بعضهم البعض، ولهذا فمن الصعب إقناعهم بالتصويت لنا" مع أن جدة تعتبر ليبرالية بالمعايير السعودية.
 
ويتنافس المرشحون على 284 مجلسا بلديا. وكان الملك عبدالله قد تعهد بالسماح للمرأة بالتصويت وذلك بعد الربيع العربي. وقام بتعيين عدد من النساء في مجلس الشورى. وقد عبر كثيرون عن غبطتهم لتجاهل الملك سلمان وهو رجل محافظ اعتراضات المؤسسة الدينية المتشددة.
 
وسجلت في الانتخابات 978 امرأة، ومع ذلك فالقيود لا تزال موجودة. ومنعت أي امرأة كانت لها علاقة بحملة المطالبة بمنح المرأة الحق بقيادة السيارات من الترشح في الانتخابات وبدون تقديم تفسيرات. فقط سمح لواحدة منهن وهي لجين الحتول، حيث تم إلغاء المنع. وكتبت تغريدة يوم الأربعاء: "عدت للعبة".
 
ونقل عن نسيمة السعد، وهي ناشطة من القطيف التي يعيش فيها شيعة سعوديون، والتي منعت من الترشح، لكنها لا تزال مصممة قولها: "نريد تغيير طريقة تفكير الناس حول المرأة". وأضافت: "إننا أردنا تحسين الأشياء في هذا البلد ونريد رجالا ونساءً في كل مستويات صناعة القرار". وقالت: "هناك الكثير من الناس يعتقدون أن الانتخابات شكلية لأن الحكومة تريد الظهور بمظهر من يقوم بإصلاحات. لا يهم ما تريده الحكومة، ما يهم هو كيفية استخدامه للتغيير. فالعولمة ووسائل التواصل الاجتماعي تعني أن العالم متصل. والتغيير سيحصل والسؤال هو كم من الوقت سيحتاج؟".
 
وتقول هيفاء الحبابي التي تدرس المعمار في الرياض: "نعم هي لحظة تاريخية". ورشحت الحبابي نفسها في المنطقة الرابعة بالعاصمة. ومن القضايا التي تهمها هي التدوير والأماكن المتاحة للمشاة في الشوارع، وهي قضايا مهمة في بلد يعاني من مستويات عالية من السمنة ومرضى السكري.
 
وتقول: "دوافعي ليست نسوية، لكن كوني مرشحة منتخبة تريد أن يتغير الوضع في مدينتها، وهي عن تحسين مستويات الحياة".
 
وتبدو وكأنها معركة صعبة حيث تقول الحبابي: "لا ندفع ضرائب هنا، ولهذا لا يفهم الناس مفهوم الخدمات العامة وآلية الانتخابات.. ولو تعودنا على خدمات مجانية فلن نتعامل معها بعد ذلك على أنها خدمات وتصبح أمرا مفروغا منه، وبدون النفط فنحن دولة من العالم الثالث ولكننا لا نزال نتعلم".
 
 ويقول الكاتب إن الإعلام السعودي دعم الانتخابات وكتب عنها وروج لها، لكن العملية لم تحظ بشعبية. وفي بلدة بعيدة اشتكى الناس من خطر اليافطات خاصة في أثناء هبوب الريح القوية.
 
وينقل عن الصحافية من جدة سمر الفطاني قولها: "نعم هي نقطة تحول، وعلينا الفرح.. لكنها ستحتاج لوقت كي تحدث أثرا، فالكثير من الناس لا يؤمنون بالمجالس المحلية سواء كان أعضاؤها رجالا أم نساء، ولكن وجودهن سيضيف دماء جديدة وسيقلل من الفساد".