قالت قناة "الجزيرة" إنها حصلت على وثائق خاصة تعود لديوان "الركاز"، التابع لتنظيم الدولة، وتحديدا قسم "النفط والغاز".
واستعرضت "الجزيرة" أرقاما لافتة حول مبيعات التنظيم اليومية، وكيفية عمله في بيع المحروقات عبر وسطاء.
وكانت قوة عسكرية أمريكية، نفّذت في آيار/ مايو الماضي، عملية إنزال جوي على حقل العمر النفطي بدير الزور، حيث قتلت حينها 14 شخصا من تنظيم الدولة، واختطفت سيدتين.
وكان من بين القتلى، ثلاثة من أبرز قيادات التنظيم، وهم: خليل الجبوري (أبو سياف العراقي)، أبو تيم الجزراوي، وأبو علي الأنصاري.
وقالت "الجزيرة"، إنه وبعد هذه العملية، بدأت الأمور تتضح شيئا فشيئا حول مصادر دخل التنظيم وموارده.
وكشفت "الجزيرة" أنها تمكنت من الحصول على هذه الوثائق من مصادرها الخاصة.
القناة قالت إن "أبو سياف العراقي"، كان قبل مقتله هو المسؤول عن جميع ما في باطن الأرض، في إشارة إلى النفط، والغاز.
وبحسب "الجزيرة"، فإن "هذه الوثائق تظهر كيفية إدارة تنظيم الدولة لحقول النفط في دير الزور، والرقة والحسكة".
بالإضافة إلى أسماء المشرفين عليها، وكمية الإنتاج والبيع اليومية، وغيرها من الأمور.
ووفقا للوثائق، فإن "تسعة حقول نفط في دير الزور، تدر على التنظيم أكثر من ستة مليارات ليرة سورية شهريا"، أي ما يعادل 34 مليون دولارا أمريكيا.
وتظهر إحدى الوثائق، أنه في شهر آب/ أغسطس من العام الماضي، استلم "أبو سياف العراقي" مبلغا قدره مليون و600 ألف دولار.
وبإحصاءات شاملة، تقول الوثائق إن تنظيم الدولة ينتج شهريا مليون ونصف المليون برميل، تُستخرج من ثمانية حقول نفط، تدر عليه 60 مليون دولار شهريا.
وأظهرت وثائق أخرى استعرضتها "الجزيرة" سريعا عبر تقرير بثته الأحد، أنواع الأسلحة التي صُرفت لقادة في التنظيم، منهم "أبو سياف العراقي".
ورجّح محللون أن يكون تركيز تنظيم الدولة على تقوية جبهته الشرقية في سوريا، عائد بالدرجة الأولى لحرصه على بقاء حقول النفط تحت سيطرته.
وكان صالح الحموي المعروف بـ"أس الصراع في الشام"، وهو قيادي سابق في تنظيم "جبهة النصرة"، أعدّ دراسة شاملة بالأرقام حول إدارة تنظيم الدولة لحقول النفط، والغاز.
اقرأ أيضا: دراسة: "نفط الشرقية من رجال البعث النصيرية لخوارج البعثية"
وتبيّن دراسة "أس الصراع" أن الإنتاج اليومي بعد خروج النظام من دير الزور تراجع بشكل كبير، حيث أصبحت تلك الحقول تنتج قرابة 22 ألف برميل يوميا فقط.
وفي جانب متصل، ركزّت الدراسة على معمل "كونوكو" للغاز، حيث قالت إنه أهم معمل للغاز في
سوريا.
وأوضحت الدراسة أن المعمل الذي يقع في ريف دير الزور كان ينتج عام 2010 قرابة 145 مليون قدم مكعب من الغاز الجاف الذي يستخدم في توليد الكهرباء، فيما أنتجت العام الماضي تحت سيطرة
تنظيم الدولة 90 مليون قدم مكعب.
وأضافت الدراسة أن معمل "كونوكو" أنتج في العام 2010 ما بين 350 إلى 400 طن من الغاز المنزلي، فيما أنتج العام الماضي 75 طنا فقط.
ونوّهت الدراسة إلى أن تنظيم الدولة يبيع برميل
النفط حاليا بسعر 30 دولار، مشيرا إلى أن مبيعاته اليومية تصل إلى قرابة المليون و400 ألف دولار، و41 مليون شهريا، وقرابة نصف مليار سنويا.
وتابعت الدراسة: "يبيع التنظيم من مادة (الكوندنسات) أو (البنزين الأحمر) بمبلغ 480 ألف دولار يوميا، حيث تبلغ قيمة البرميل الواحد 100 دولار".
وأضافت الدراسة: "البنزين الأحمر الذي تحصّل داعش منه أكثر من 172 مليون دولار سنويا، يتم نقله إلى العراق وبيعه هناك، ولا يباع منه في سوريا شيء".
وأكملت الدراسة: "النفط يباع 60% منه إلى التجار والأهالي في السوق المحلية السورية، فيما يتم تكرار 40% منه في مصافي خاصة قبل بيعه في السوق المالية".